تحقيق خطير يكشف حجم الإعدامات داخل سجون الإصلاح السرية وجبهات القتال ومناطق أخرى بتعز

متابعات خاصة – المساء برس|

كشف تحقيق لمنظمة “حق” مدعم بالصور عن جرائم إعدامات ميدانية وداخل السجون السرية وفي بعض الجبهات في محافظة تعز بمناطق سيطرة حزب الإصلاح وداخل سجونه.

وحسب التحقيق فإن جرائم الإعدامات كانت تتم وفق ثلاثة مسارات منها الإعدامات السریة التي نفذت بداخل أقبیة المعتقلات ودهالیز السجون السریة، إلى جانب إعدامات میدانیه نفذت في خطوط جبهات الاقتتال، منها جبهة جبل الجرة في الجهة الشمالیة من مركز المدینة، إضافة إلى أماكن مكشوفة خصصت للإعدامات بداخل المدینة في الجهة الشمالیة من المركز، أبرزها مجرى (سائلة عصیفرة) كمسرح لجرائم الإعدامات.

أبرز الأطراف التي ارتكبت جرائم الإعدام بتعز

أكدت إجراءات البحث والمعلومات الميدانية ضمن تقرير منظمة حق الخاص بمسحها الميداني في مدينة تعز بأن عمليات الإعدام ظهرت مع انخراط عناصر حزب الإصلاح للقتال مع التحالف السعودي تحت غطاء ما يسمى أنصار الشريعة في مدينة تعز، تقرير المسح أضاف أيضاً أن الإعدامات ظهرت أيضاً مع ظهور متصاعد للجماعات السلفية المتشددة تحت مسمى “حماة العقيدة” والتي تزعمها القيادي السلفي المتشدد صادق مهيوب المعروف باسم أبو الصدوق والذي تم اغتياله قبل فترة.

كما يضيف التقرير إن هناك ما يسمى بـ”كتائب حسم” والتي شاركت في عمليات الإعدام على الرغم من أنها لم تكن قد توسعت في نفوذها في تلك المرحلة من شهر مايو 2015، مضيفاً إن جميع تلك المكونات رغم اختلاف مسمياتها إلا أنها جميعاً تعد منظومة متكاملة تابعة لتيار واحد هو تيار الإخوان المسلمين التابع للتحالف السعودي.

تحقيق المنظمة يؤكد أن إحصائیات أولیة وغیر نهائیة مابين عامي 2015م و2017م وصلت فيها إحصائیة الإعدامات إلى المئات، سجلت منها 120حالة إعدام في حين أن أعمال الاختطافات والاعتقال التعسفي وصلت إلى الآلاف وسجلت منها 2700 حالة مدونة.

ووفقاً لتقارير حقوقية لا توجد إحصائیة ثابتة لجرائم عمليات الإعدامات التعسفیة خارج إطار القانون في مدينة تعز، والسبب في ذلك بحسب تلك التقارير يعود إلى شدة القمع والتهديد الذي يتم ممارسته من قبل الأطراف المرتكبة لجرائم الإعدامات بتعز ضد أهالي الضحايا الذين لا يستطيعون الحديث أو الإبلاغ عن تلك الجرائم بسبب عدم وجود سلطات قانونية تحميهم كما هو الحال أيضاً لدى أهالي ضحايا الإخفاء القسري وعمليات الاختطافات.

سائلة عصيفرة ساحة الإعدام الميداني

عن سائلة عصيفرة يلفت التحقيق أن “المكان بات یعرفه أهالي مدینة تعز جیداً وعلى وجه الخصوص أهالي ضحایا المختطفین بترقب شدید، فقد شهدت (سائلة عصیفره ) معظم جرائم الإعدامات المیدانیة المكشوفة وضحایاها من المدنیین الأبریاء الذین نفذت بحقهم تلك العملیات في أوقات مختلفة، إعدامات فردیه و جماعیة وكانت ذروتها في مطلع شهر مایو 2015م”.

ويشير إلى أن عمليات الإعدامات استمرت حتى شهر یونیو 2016م مع انخفاض وتراجع نسبتها داخل المدینة مقارنة بعام 2015م.

ويوضح أن ذلك تبین من خلال جمع المعلومات المیدانیة ومقابلة أهالي الضحایا والشهود، وانعدام لمظاهر الجثث الملقاة للضحایا في شوارع المدینة وسائلة عصیفره في الفترة المذكورة على عكس ما كان علیه الحال عام 2015م مع ارتفاع حصیلة عملیات الاختطافات لعام 2016م في حين أن عام 2017م لم تسجل فیه أعمال الإعدامات وانخفضت فيه نسبة الاختطافات مع ظهور عملیات الاغتیالات في المدینة.

وينوه إلى أن الحیز الذي تنفذ فیه إجراءات الإعدام من سائلة عصيفرة يقع في المربع الأمني تحت سیطرت میلیشیات حزب الإصلاح وحلفائها ویقع بالجوار من السائلة أحد سجون حزب الإصلاح وأشهرها سجن (مدرسة النهضة).

ويضيف أنه في نطاق هذه السیطرة كان یوجد مقر للجماعات السلفیة المسلحة بإحدى المباني التابعة لجامع السعید وهي جماعة تابعة للسلفي المتشدد المكنى أبو (الصدوق) الموالي لجماعة الإخوان (الإصلاح ) والمقرب من قائد المقاومة حمود سعید المخلافي.

نموذج من آلاف حالات الجرائم التي ارتكبتها فصائل التحالف بمدينة تعز

الضحیة / ( خليل . ع . أ) – 42 عاماً عامل كهرباء سباكة، أب لأربعة أبناء ثلاثة بنین وبنت أكبرهم 14 عاماً وأصغرهم 7 أعوام.

یقول السید ( س . ع . أ ) 45 عاماً الشقیق الأكبر للضحیة، انه في یوم الخمیس 9 رمضان الموافق 19 یونیو 2015 م الساعة الخامسة مساءً وبینما شقیقي الضحیة متواجد بجوار منزله مع بعض من الشباب وعددهم أربعة بینهم شقیقي الأصغر (ب . ع) توقفت بجانبهم مركبه نوع لاند كروزر (حبة).

ويواصل “نزل من السيارة ستة أشخاص ملثمین شاهرین أسلحتهم نوع (كلاشنكوف) باتجاه الجمیع وسألوا أین خلیل ومن ثم باشروا تقیید یدیه إلى الخلف وعصبوا عینیه وأقتادوه إلى داخل المركبة الخاصه بهم في ذهول واستغراب الحاضرين حینها ولا نعرف إلى أین اتجهوا به”.

ويوضح “تم إبلاغنا في الیوم الثاني من عصر یوم الجمعة من قبل آخرین من أبناء الحي بأن هناك جثث لأشخاص تم إعدامهم في (سائلة عصیفرة) جوار جامع السعید اتجهنا إلى هناك وبعد مشاهدتنا لجثة شقیقي وجدنا بأنه قد تم إعدامه بإطلاق الرصاص علیه بعدد ست طلقات من الخلف إحداهم في منطقة الرأس”.

يقول شقيق الضحية “لا یوجد لأخي أي انتماء سیاسي على الإطلاق ولا توجد لدیه أیه عداوات مع الغیر وما كان یقوم به هو إنتقاداته المستمرة لتصرفات المسلحین في الحارة وأعمال السرقات التي تتم”.

ويؤكد السید (س . ع . أ) أنه قبل حدوث جریمة إعدام شقیقه بیومین حضر إلیه أحد قیادات حزب الإصلاح وقال له هل شقیقك خلیل جندي في الحرس الجمهوري ورد علیه شقیقي عامل كهرباء سباكة، منوهاً إلى أن بعد ذلك بیومین تمت عملیه اختطاف أخيه ونفذت بحقه جریمة الإعدام.

نموذج آخر: كان مؤيداً للتحالف ويطلق على قوات صنعاء بـ”مليشيات الحوثيين”، وعندما سيطرت الفصائل التي كان يؤيدها التابعة للتحالف على حيه السكني قامت تلك الفصائل باختطاف ابنه وبعدها بأيام وجدوه مقتولاً بسائلة عصيفرة مع آخرين

الضحیة/ عبداالله ع . ح 18 عاماً – طالب

يقول والد الضحية (عبداالله ع . ح) “في الیوم الذي تمت فیه السیطرة على المنطقة التي یقع فیها مبنى المحافظة المجاور لحینا السكني في الجهة الشرقیة من مركز المدینة وهي منطقة كانت ضمن سیطرت المیلیشیات الحوثیة”.

وينوه بالقول “بعد المواجهات المسلحة تم طردها من تلك المنطقة في 15 أغسطس 2015م والاستیلاء على مبنى المحافظة والأحیاء المحیطة به وفي ذلك الیوم أتخُذت إجراءات من قبل الجهة التي سیطرت على مبنى المحافظة، و منها الاعتقالات و مداهمه منازل الساكنین في تلك الأحیاء وأعمال الاختطافات”.

ويوضح بالقول ” كان ابني أحد ضحایا تلك الاعتقالات التعسفیة التي تمت بطریقة عشوائیة و كیدی”.

ويشير إلى أنه قد تلقى خبر إعدام ولده ضمن شباب آخرین من أبناء المنطقة الذین اعتقلوا في تلك المداهمات مبيناً أنه تم تنفیذ الإعدامات الجماعیة بحقهم في الیوم الثاني من اعتقالهم المصادف في 16 أغسطس 2015م وجمیعها تمت في موقع ( سائلة عصیفرة) حد وصفه.

المعلومات التي وردت بالتحقيق الخاص بمنظمة حق كثيرة جداً ولا يتسع المجال لنشرها بالكامل هنا.. للاطلاع على التحقيق من المصدر اضغط هنا.

قد يعجبك ايضا