شهية الانتقالي تصطدم بفيتو سعودي
خاص – المساء برس|
فشل المجلس الانتقالي الجنوبي في كسب ثقة السعودية رغم تقديم نفسه بكل صراحة كأداة بيد التحالف بشقيه السعودية والإمارات وحتى كأداة بيد محمد بن سلمان، لكن ذلك لم يجدِ نفعاً، إذ وبعد توسع شهية الانتقالي للسيطرة أكثر على كل الجنوب بعد تغاضي السعودية عن سيطرته على شبوة وإن كان ذلك عبر أدوات أخرى غير الانتقالي (طارق صالح وجناح المؤتمر الموالي للإمارات) وسيطرته على باقي المناطق في أبين، سارعت السعودية لتهديده علناً بوسائل إعلامها الرسمية.
حيث حذرت افتتاحية صحيفة “عكاظ” مما وصفتها بـ”التفرد بالقرارات ومحاولات الانقلاب على المجلس الرئاسي”، وهو ما يعتبر تهديداً واضحاً للمجلس الانتقالي الذي حل رئيسه عيدروس الزبيدي محل رئيس ما يسمى “القيادي الرئاسي” رشاد العليمي الذي تحتجزه الرياض لديها.
واتهمت الصحيفة المجلس الانتقالي ولكن بشكل ضمني وغير مباشر، بالعمل لصالح خدمة من وصفتهم الصحيفة بـ “الحوثيين”، داعية إلى الالتفاف حول المجلس الرئاسي الذي يقيم رئيسه لديها ولا يستطيع السيطرة على تحركات القوى المشاركة له في مجلسه الرئاسي.
في السياق يبدو أن خلافات بين طرفي التحالف (السعودية والإمارات) عادت للظهور إلى السطح من جديد بعد وفاق دام لعدة أشهر، حيث يأتي الهجوم الإعلامي الرسمي للرياض على الانتقالي بعد اجتماع بين قيادتي الرياض وأبوظبي العسكريتين في اليمن، حيث التقى كلاً من قائد القوات المشتركة للتحالف القيادي السعودي مطلق الأزيمع مع قائد عمليات القوات الإماراتية باليمن صالح العامري، حيث يرى مراقبون إنه لو كان الاجتماع بين القائدين قد خرج بتوافق بينهما لما شرعت السعودية بالهجوم الإعلامي ضد الانتقالي.
وتجدر الإشارة إلى أنه وعلى الرغم من تطابق الأهداف والمطامع غير المشروعة لكل من الرياض وأبوظبي في اليمن، إلا أنهما يستخدمان المناطق التي تسيطران عليها جنوب اليمن وشرقه ساحة صراع فيما بينهما لتحقيق مكاسب في ملفات أخرى بعيدة كل البعد عن اليمن، كملف النفط مثلاً الذي عاد الخلاف بينهما من جديد بعد رفض الإمارات توجه السعودية نحو خفض إنتاجها من النفط الخام والذي قد يدفع الإمارات أيضاً لخفض إنتاجها هي الأخرى وهو ما لا تريده أبوظبي.