تطورات خطيرة على المشهد السياسي في الجنوب.. هذه أبرزها
تقرير خاص – المساء برس|
الأيام القليلة الماضية شهدت تطورات لافتة وخطيرة في آن، على المشهد الجنوبي، قد لا يلتفت المواطن العادي لخطورتها وتداعياتها بسهولة، لكن إذا ما تم استعراضها دفعة واحدة وترتيبها زمنياً يستطيع قراءتها جيداً بل والتنبؤ بما سيؤول إليه الوضع على المستقبل القريب والمتوسط.
فيما يلي استعراض خاطف لأبرز هذه التطورات:
أولاً: الاعتراف الإعلامي الإخواني بحجم الانقسام الكبير داخل المجلس القيادي الرئاسي المشكل من السعودية والإمارات كسلطة بديلة عن سلطة ما كان يسمى “الشرعية”، فحتى الآن هناك ثلاثة من أعضاء المجلس الثمانية قاطعوا جلسات المجلس بشكل تام فيما أحدهم قدم استقالته ولم يتم البت فيها من قبل رئيس المجلس رشاد العليمي بالقبول أو الرفض فيما العضو المستقيل عبدالله العليمي باوزير غادر إلى السعودية ولم يعد، كما أن العليمي ذاته أصبح يواجه مصير سلفه هادي الذي وضعته الرياض تحت الإقامة الجبرية مدى الحياة منذ خروجه من اليمن في مارس 2015 ولم تسمح له بالخروج من الرياض خلال الأربعة الأعوام الأولى من الحرب إلا لرحلات محدودة جداً وبمرافقة حراسة سعودية تحسباً لهروبه والآن لا يزال تحت الإقامة الجبرية رغم إجباره سعودياً على التنازل عن الرئاسة لصالح قيادات قديمة أعيد إنتاجها من قبل التحالف، وها هو خَلَفه العليمي يواجه المصير ذاته.
ثانياً: سيطرة عيدروس الزبيدي وهيمنته على مجلس القيادة الرئاسي، إضافة لاستحواذ تيار الإمارات بالمجلس على كافة الصلاحيات، فيما الزبيدي بات هو المتحكم بالمجلس فيوجه الوزراء ويجتمع بهم ويصدر القرارات وذلك ليس بمحض إرادته بل لرغبة صاحب القرار في الرياض وأبوظبي بذلك، وإلا ما معنى أن يصدر الزبيدي قراراً باقتحام شقرة والمناطق الوسطى بأبين ومواصلة القتال في شبوة ثم يصدر العليمي من الرياض قراراً بوقف أي تحركات عسكرية ثم تستمر هذه التحركات ولا تتوقف وفي اليوم الثاني يذهب الملحق العسكري السعودي إلى أحد معسكرات قوات (هادي سابقاً) بأبين بمعية قيادات عسكرية تابعة للانتقالي من تلك التي قادت القوات المقتحمة ويوجه هذا الملحق السعودي القوات المحسوبة على الإصلاح بعدم اعتراض طريق قوات الانتقالي؟!، وعموماً هذا التطور الخطير زاد من حساسية أعضاء مجلس الرئاسة كسلطان العرادة وطارق صالح وفرج البحسني وعبدالله العليمي.
ثالثاً: بقاء رشاد العليمي في الرياض، بالتزامن مع تسريبات – شبه مؤكدة – برفض الديوان الملكي اللقاء به بل وإخضاعه للإقامة الجبرية.
رابعاً: من مصادر خاصة، التحركات العسكرية الأخيرة في الجنوب (خاصة أبين) كانت بضوء أخضر سعودي وبتكليف مباشر من قيادة التحالف لعضو مجلس الرئاسة عبدالرحمن المحرمي (أبو زرعة) قائد ألوية العمالقة السلفية المتطرفة، في حين أصبح التواصل بين المحرمي وقيادة التحالف يتم بشكل مباشر بدون علم العليمي في الرياض وبدون علم الزبيدي في عدن.
خامساً: فشل ضغوط الإصلاح على رشاد العليمي في حماية مصالح الحزب في شبوة، كما فشل الإصلاح في إبقاء سيطرته العسكرية على أبين قائمة، والدور القادم على مليشيات الحزب وقوات المنطقة العسكرية الأولى في وادي حضرموت.
سادساً: بروز الصراع بين طارق صالح وبالعموم جناح الإمارات داخل المؤتمر وبين المجلس الانتقالي الجنوبي، وكانت المحطة التي ظهر فيها هذا الصراع هي شبوة حيث رفض الانتقالي أي وجود عسكري لقوات طارق صالح واشتراطه أن يقتصر الوجود العسكري من خارج المحافظة على قوات الانتقالي المستقدمة من الضالع ويافع وقوات ألوية العمالقة السلفية التابعة لأبوزرعة المحرمي.
سابعاً: الخطاب الإعلامي الرسمي للسعودية يكشف حقيقة أن السعودية تخلت تماماً عن خدمات الإصلاح في الجنوب ويجري الآن استبداله بالتيار السلفي المتطرف بقيادة أبو زرعة المحرمي ما يعني سقوط النفوذ الإخواني جنوب اليمن سياسياً وعسكرياً.
ثامناً: انقلاب فادي باعوم على الحراك الثوري الجنوبي المناهض للتحالف واصطفافه رسمياً مع المجلس الانتقالي الجنوبي وإعلانه تأييد التحالف وشكره للإمارات فور وصوله مطار عدن، وبدلاً من احتواء الانتقالي لباعوم كشريك جنوبي فاعل لإثبات حسن نوايا الانتقالي تجاه مكونات الجنوب الأصيلة ذهب إلى ضمه وإلحاقه كموظف داخل الانتقالي، حيث ظهر باعوم في اجتماع هيئة رئاسة الانتقالي اليوم السبت برئاسة الزبيدي ضمن أعضاء الهيئة ما يشير إلى استراتيجية خطيرة للانتقالي تجاه مكونات الجنوب التي يراد لها أن يتم ضمها للانتقالي وليس بقاءها شريكة له في القرار والسلطة وتقرير المصير.
تاسعاً: كشف ملفات الصراع بين الجنوبيين في 86 عبر تحقيق قناة الجزيرة القطرية الداعمة لجناح الإخوان المسلمين، ما يعني لجوء الإخوان لملف الصراعات البينية المناطقية جنوباً كحل أخير لمواجهة تسونامي التحالف الهادف لاقتلاع الحزب وإزاحته نهائياً من المشهد.