هذا هو الملف الذي التقطه بن دغر ويتخذ منه منطلقاً لزعامة المؤتمر المشتت بالخارج
خاص – المساء برس|
خرج رئيس مجلس الشورى بحكومة التحالف والقيادي بحزب المؤتمر، احمد عبيد دغر، المعزول عن رئاسة الوزراء برغبة إماراتية سابقاً، بتصريحات تشير إلى محاولة الرجل قيادة دور فاعل يمكنه من الزعامة في حزب المؤتمر بجناحه الموالي للتحالف السعودي الإماراتي.
وحاول بن دغر توجيه إشارات لبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية التي وقفت خلف ما يسمى مشروع الأقاليم والذي دفع به الإصلاح في مؤتمر الحوار الوطني 2013 ومفاوضات موفمبيك التي أسفرت عن اتفاق السلم والشراكة في 2014، فبعد أن كان المؤتمر في عهد علي عبدالله صالح رافضاً هذا المشروع بناءً على التقسيم الذي تبناه الإصلاح ودفع به وحاول فرضه وكأنه أمراً حتمياً وأن الأطراف المتفاوضة حينها اتفقت عليه، يأتي موقف بن دغر مؤيداً لهذا المقترح في إشارة إلى الأمريكيين والبريطانيين لدعمه وتأييده في تحركاته لتزّعم المؤتمر وبالتالي تبني هذا الجناح لهذا المشروع الذي كانت ترغب به واشنطن عبر حزب الإصلاح والذي أصبح مصيره واضحاً بالخروج من المشهد.
ويبدو أن القوى الموالية للتحالف تدرك جميعها بأن الإصلاح سيخرج تماماً من الحياة السياسية بعد طرد قواته من باقي المناطق الخاضعة حالياً لسيطرته والتي بدأت تتساقط بدءاً بشبوة وما سيليها من خروج من وادي حضرموت ومأرب ومدينة تعز، وبالتالي فإن المشروع الذي كان يتبناه الحزب بتقسيم اليمن لستة أقاليم بناءً على مصالح خارجية يحاول بن دغر تبنيه باسم المؤتمر الموالي للإمارات.
وظل الإصلاح يتبنى خطاب تقسيم اليمن إلى 6 أقاليم باعتبار هذا المشروع تم التوافق عليه بين القوى اليمنية في مؤتمر الحوار الوطني، حيث أدرك الإصلاح إن بقاءه في السلطة مرهون بمدى ما ترغب به واشنطن من عدمه ولهذا ظل الحزب متبنياً الخطة الأمريكية التي وضعها سفيرها لدى اليمن في 2013 أمام اليمنيين في موفمبيك ليلتقطها الإصلاح ويتبناها ويحاول فرضها على الجميع رغم ما فيها من أهداف متوسطة وبعيدة المدى تفكك اليمن وتقسمه إلى أجزاء للسيطرة على كل جزء بمفرده من قبل القوى الإقليمية والغربية وفقاً لمصالحها، ولعل شرارة اندلاع الحرب في اليمن قبل تدّخل التحالف السعودي الإماراتي كانت بسبب تمسك الإصلاح بهذا المشروع ومحاولة فرضه وتمريره كأمر واقع بعد أن كان الحزب قد أضاف نصوص الأقلمة ضمن مشروع نص الدستور الجديد الذي كان سيعلنه هادي رغم اختلاف اليمنيين على مضامينه لولا تحرك أنصار الله حينها والذي أفشل هذه الخطة عبر منع إعلان الدستور وما أعقب هذا التحرك من مواجهات مسلحة في صنعاء أفضت إلى فرض الإقامة الإجبارية على هادي مطلع 2015
الآن وبعد مؤشرات خروج الإصلاح نهائياً من الحياة السياسية والعسكرية في اليمن على غرار ما حدث لتنظيم الإخوان في مصر، سيصبح مشروع الأقلمة حسب الخطة الأمريكية بلا حامل، وهو ما دفع ببن دغر لتبني هذا العنوان كورقة يحصل من خلالها على دعم أمريكي ليتزعم المؤتمر.