تمهيدًا للانقضاض عليه في آخر معاقله.. الانتقالي يتهم الإصلاح بتحويل مأرب إلى وكر للإرهاب
خاص – المساء برس|
مع تسارع وتيرة الأحداث واتساع التحركات العسكرية للفصائل الموالية للإمارات، في آخر الجيوب الواقعة تحت سيطرة حزب الإصلاح في شبوة، والاتجاه صوب حضرموت، شنت وسائل إعلام الانتقالي الممولة من الإمارات وناشطيه، أمس الأربعاء، حملة إعلامية شرسة ضد حزب الإصلاح في مدينة مأرب، أهم معاقله في اليمن وآخرها في الشمال في إطار التوطئة والتمهيد لما بعد معركة حضرموت والسيطرة عليها.
وأطلق ناشطو الحزب على وسائل التواصل الاجتماعي، حملة إلكترونية، تحت وسم “دويلة مأرب ملاذ للإرهاب” تصدر قائمة الأكثر تداولًا على منصات التواصل الاجتماعي، هاجموا من خلاله سلطة الحزب في مأرب، واتهموها بتحويل المدينة الثرية بالنفط إلى قاعدة مركزية لمهاجمة المحافظات اليمنية الأخرى الواقعة تحت سيطرة التحالف، وبث ما وصفوه بـ”سموم الحزب الإعلامية” منها، فضلًا عن تحويلها إلى وكر للجماعات الإرهابية والتي تمولها من عائدات المحافظة المليارية.
وقال الصحافي الجنوبي محمد سعيد باحداد، موال للانتقالي، إن مدينة مأرب مختطفة من قبل من وصفهم بـ”الإرهابيين” الذين لم يعودوا يمتلكون من قوة سوى بث السموم والأخبار الزائفة.
وأشار باحداد، لإي تغريدة على حسابه في تويتر، إلى أن معسكرات “الإخوان” هناك أصبحت مرتعًا لعناصر داعش والقاعدة والقوات المحسوبة على صنعاء، وتدار من قبل ضباط مخابرات من قطر.
فيما لفت الأكاديمي الجنوبي، الدكتور صدام عبدالله، إلأى أن الإخوان في مأرب ما زالوا مستمرين في إرسال الإرهابيين إلى شبوة ووادي حضرموت وجعلوا من مأرب بؤرة للتطرف والإرهاب بعد ما كانت تحظى باحترام لها ولقبائلها من محافظاتها المجاورة حتى سيطر عليها الإخوان.
وكانت قناة “الغد المشرق” الممولة إماراتيًا، قد هاجمت هي الأخرى، قبل أيام، الحزب، متهمة الحزب بتحويل مدينة مأرب إلى بؤرة إرهابية ومنطلقًا لاستهداف الجنوب والمحافظات اليمنية.
وجاء هذا الهجوم، بالتزامن مع تحركات عسكرية مكثفة للفصائل العسكرية الموالية للإمارات، للسيطرة على مديريات وادي وصحراء حضرموت الخاضعة لسيطرة قوات الإصلاح، والإعداد والترتيب لمعركة السيطرة على مأرب، والتي بدأت معالم هذه المعركة بالهجوم الإعلامي.
وبثت قناة “الغد المشرق” المدعومة إماراتيًا والموالية للانتقالي، تقريرًا في برنامج “بتوقيت عدن”، وجهت فيه اتهامات مباشرة للإصلاح باحتلال مأرب وتحويلها إلى “دويلة” تشكل ما وصفته بـ”ورم خبيث” في جسد الأمة اليمنية.
وأشار التقرير إلى استخدام سلطة الحزب في مأرب، ثروات المحافظة، كسلاح لضرب العمق الاستراتيجي والأمني للمحافظات الجنوبية، في تمهيد وتوطئة من الانتقالي للمرحلة المقبلة والتي ستتجه فيها بوصلة أبو ظبي نحو مأرب بعد السيطرة على حضرموت وما تبقى من جيوب للإصلاح في محافظتي شبوة وأبين.
كما سلط الضوء على حرمان الإصلاح لأبناء مأرب وقبائلها من ثروات المحافظة، والتي ترفد وتمول بها “خلايا التنظيم”، رغم استحقاقهم وحاجتهم الملحة لهذه الثروات، في محاولة لإثارة قبائل مأرب وتأجيجهم ضد الحزب قبل التوجه نحو المحافظة.
وبحسب التقرير، فإن الإصلاح أحال مدينة مأرب إلى عاصمة “للتمرد” وترفض الاعتراف بالسلطة رغم الإجماع، فضلًا عن تجييرها لتكون معقلًا وملاذًا لكل إرهابي وإخواني، ومقايضة المدينة في ما أسمته بـ”مزادات الخيانة”.
وجاءت هذه الاتهامات، في وقت يواجه حزب الإصلاح حربًا شعواء، تقودها الإمارات عبر الفصائل الموالية لها في المحافظات الجنوبية، وبدعم الثلاثي السعودي الأميركي الفرنسي، القائم على مصلحة واحدة مشتركة مضمونها “النفط والغاز” وتأمينه فيما يساهم في سد جزء من حاجة أوروبا خاصة مع اقتراب دخول فصل الشتاء الذي يزيد من حاجتها للمشتقات النفطية، واستمرار حرب أوكرانيا وروسيا.