تحركات صنعاء دبلوماسياً تُربك الأمريكيين.. واشنطن تدفع بمبعوثها للمنطقة بعد استضافة روسيا لمحمد عبدالسلام
خاص – المساء برس|
على وقع الزيارة التي نفذها وفد من صنعاء بقيادة كبير مفاوضيها محمد عبدالسلام، إلى العاصمة الروسية موسكو، دفعت واشنطن بمبعوثها إلى اليمن تيم ليندركينغ إلى المنطقة للقاء طرفي اتفاقية الهدنة (صنعاء والتحالف)، في محاولة أمريكية لتلافي أي تقارب يمني روسي.
وكان كبير مفاوضي صنعاء محمد عبدالسلام قد التقى في موسكو بنائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، حيث ناقش الطرفان الشأن اليمني والدور الأمريكي التخريبي في المنطقة والعالم والمصالح المشتركة بين صنعاء وموسكو فيما يتعلق بملف التهديدات التي تواجه البلدين والتي تشترك فيهما بدرجة رئيسية الولايات المتحدة الأمريكية.
وكان عبدالسلام قد أعلن من موسكو في حوار تلفزيوني لقناة “الميادين”، رفض صنعاء تمديد الهدنة الحالية مجدداً إلا بشروط الاستحقاقات الإنسانية للشعب اليمني التي تطرحها صنعاء منذ بداية الهدنة الموقعة في نهاية مارس الماضي، إضافة لتهديدات أخرى أطلقها عبدالسلام في سياق الحوار بشأن مصير الثروات اليمنية النفطية والغازية التي يسيطر عليها التحالف السعودي واستمرار شركات أجنبية بنهب هذه الثروات وتوريد عائداتها إلى البنك الأهلي السعودي بالرياض.
وفيما يبدو أربكت هذه التحركات اليمنية لصنعاء، الإدارة الأمريكية التي تهدف إلى تحييد صنعاء مؤقتاً في الحرب التي يشنها التحالف السعودي الإماراتي على اليمن من خلال هدنة تقيّد صنعاء عسكرياً وتمنعها من استمرار استهداف المنشآت النفطية السعودية التي تغذي الحرب على اليمن منذ 8 سنوات، في مقابل إدارة الفوضى في المحافظات الجنوبية التي تحتوي حقول وآبار النفط والغاز ما يسهل على واشنطن نهب الغاز اليمني عبر إعادة تصديره من منشأة بلحاف بمحافظة شبوة بموجب اتفاقية سابقة موقعة بين نظام صالح وشركة توتال الفرنسية وهي الاتفاقية التي وصفها متخصصون بالنفط والمعادن بالكارثية بسبب بيع الغاز اليمني بسعر أشبه بالمجان لتوتال.
ومساء الخميس الماضي، بعد ساعات من تصريحات كبير مفاوضي صنعاء، نشرت الخارجية الأمريكية تصريحاً قالت فيه إن مبعوث الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن إلى اليمن، تيم ليندركينغ سيبدأ من الخميس جولة في المنطقة لمناقشة دفع تمديد الهدنة واستكمال تنفيذ شروط توسيعها.
وقالت الخارجية الأمريكية أن ليندركينغ سيزور سلطنة عمان التي لعبت دور الوسيط بين صنعاء والتحالف السعودي الإماراتي والتي تستضيف أيضاً ممثلي صنعاء للمفاوضات على رأسهم عبدالسلام، كما سيزول ليندركينغ كلاً من الإمارات والسعودية.