واشنطن تعترف.. الهدنة باليمن “مهلة مؤقتة”.. هل تخطط أمريكا لإبقاء الوضع على حاله؟
خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|
صدر موقف غريب عن واحدة من أهم المؤسسات الأمريكية الرسمية المرتبطة بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، ففي بيان لها كشفت فيه الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، عن غير قصد عن الموقف الحقيقي الأمريكي من الهدنة وما الأهداف الأمريكية الخفية منها.
ووصفت الوكالة الأمريكية للتنمية الهدنة في اليمن بأنها “مهلة مؤقتة”، في اعتراف صريح بأن النوايا الأمريكية الحقيقية من وراء الهدنة هي فقط تجميد الحرب في اليمن مؤقتاً وليس إيقافها بشكل نهائي وهو على عكس ما تحكيه الإدارة الأمريكية على وسائل الإعلام.
ويعتبر مراقبون توصيف الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية للهدنة في اليمن بأنها تعتبر الموقف الحقيقي الأمريكي غير المعلن، مشيرين إلى أن هذه المؤسسة الرسمية تتبع وكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA) ويوكل إليها كل أنشطة الدعم اللوجستي لعملاء واشنطن في مختلف الدول بما فيها المنطقة العربية سواءً كان هؤلاء العملاء أفراداً أم جماعات أو منظمات، ما يعني أن هذه المؤسسة على اطلاع دقيق بسيناريو التوجهات الأمريكية القادمة بشأن اليمن، خاصة وأن المؤسسة مرتبطة بوكالة الاستخبارات من جهة ولعبت دوراً كبيراً في الحرب على اليمن على مدى السنوات الماضية.
وكان التصريح الأمريكي المفاجئ الصادر عن الوكالة قد نُشر في الموقع الرسمي لها على الإنترنت في سياق بيان تحدثت فيه الوكالة بأنها قدمت 431 مليون دولار كمساعدات إنسانية إضافية لليمنيين، حيث قال الوكالة إن “الهدنة وفرت لليمنيين مهلة مؤقتة من هذه الحرب المدمرة”، وحول مزاعم مبالغ الدعم المقدمة من واشنطن كمساعدات تكشف الحقائق على أرض الواقع أن معظم الدعم المقدم من واشنطن كان بكميات هائلة من السلاح المقدم لتنظيمات متطرفة على رأسها عناصر تنظيم القاعدة في محافظة البيضاء كانت تقاتل إلى جانب التحالف السعودي الإماراتي، حيث كشفت معسكرات تنظيم القاعدة في البيضاء أن كل الكميات من الأسلحة المخزنة لدى التنظيم عليها شعار الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.
ومع التصريح الأمريكي الأخير، فإن من المحتمل أن تكون واشنطن بالفعل تعمل على إبقاء اليمن في حالة اللاسلم واللاحرب، وأن الهدف من الهدنة ليس إنجاز أول خطوة نحو إنهاء الحرب بشكل كامل، بل خطوة لتجميد الوضع في اليمن مؤقتاً ريثما تنتهي واشنطن من أزمة صراعاها مع روسيا في أوكرانيا.
وتتخوف واشنطن من التصعيد العسكري بين اليمن والتحالف، خشية أن تعاود قوات الجيش اليمني التابعة لحكومة صنعاء استهداف المنشآت الاقتصادية النفطية السعودية والتي تعد الممول الرئيسي للحرب على اليمن، وهذا الاستهداف من شأنه أن يرفع من أسعار النفط الخام المرتفعة أصلاً بفعل العقوبات الأمريكية على روسيا وبفعل الحرب شرق أوروبا عموماً وبالتالي فإن واشنطن في المرحلة الحالية تحرص على عدم وقوع أي تصعيد عسكري بين اليمن والتحالف لضمان استمرار إمدادات النفط الخام من السعودية التي قد يؤثر تعطيلها بشكل كبير على إمدادات الطاقة العالمية وبالتالي يعود الحصار الأمريكي الاقتصادي الغربي على روسيا بنتائج سلبية على أمريكا ودول أوروبا المتحالفة معها.