بالوثائق.. وزارة الصحة بصنعاء ترد على محافظ ريمة فارس الحباري.. فهل يبرئ الأخير نفسه بوثائق أيضاً
صنعاء – المساء برس|
من المحتمل أن ترفع وزارة الصحة التابعة لحكومة صنعاء، قضية ضد محافظ ريمة فارس الحباري، بسبب ادلائه بتصريحات على شاشة التلفزيون تضمنت تحريضاً ذات طابع طائفي.
حيث زعم المحافظ أن إقالة وزير الصحة لمدير مستشفى الثلايا بريمة كان سببها أنه “يضم ولا يسربل” أثناء الصلاة، حيث وصف مصدر مطلع هذا التصريح بأنه “تحريض ذات طابع طائفي”.
المحافظ الحباري كان يجري مقابلة تلفزيونية للحديث عن الوضع الصحي في محافظة ريمة والذي تتهم فيه وزارة الصحة المحافظ الحباري بتقصيره في أداء عمله كمحافظ للمحافظة وعدم تواجده فيها لفترات طويلة، مستدلة على ذلك في بيان نشرته الوزارة للرد على تصريحاته بأنها أنزلت لجنة مركزية من وزارة الصحة إلى محافظة ريمة وفي كل مرة تنزل فيها اللجنة يكون المحافظ فيها خارج المحافظة.
وكان الحباري قد حاول الدفاع عن نفسه أمام التلفزيون إزاء الأسئلة الموجهة إليه من مذيع البرنامج بناءً على شكاوى المواطنين، بإلقاء اللوم على وزارة الصحة التي قال إنها لم تقدم لمستشفيات محافظة ريمة شيئاً، وأن ما تحصله المستشفيات هو فقط ما تقدمه “المنظمات الكذابة” حسب وصفه، وهو ما يشير إلى تخبط رد المحافظ والذي يقول إن من يدعم المستشفيات هي المنظمات وفي الوقت ذاته يصفها بـ”المنظمات الكذابة”.
وكان الحباري قد استخدم مصطلحات أخرى ذات طابع طائفي، خلال المقابلة، ومع انزعاج المحافظ من أسئلة المذيع ومواجهته له بمعلومات تدين المحافظ وتحمله مسؤولية التقصير، ذهب المحافظ إلى القول إن الصحة في محافظته “نائمة” وأن كل المجالات لا يوجد شيء “إلا ما يشرف عليه السيد”، في إشارة لزعيم أنصار الله، ثم أضاف “وما يشرف عليه بيت المداني، أما ما هو يشرف عليه الكذابين فلا حول ولا قوة إلا بالله”.
وردت وزارة الصحة في بيان لها على محافظ ريمة، حيث كشفت الوزارة عدم صحة ادعاءات المحافظ الحباري، بشأن أسباب إقالة مدير مستشفى الثلايا، ونشرت وثائق تثبت صحة ما أوردته في بيانها، وهو ما يضع المحافظ الحباري في موقف محرج إن لم يبرر موقفه وأسباب تصريحه التلفزيوني الذي انزعجت منه وزارة الصحة والذي ردت عليه بالقول “تستغرب وزارة الصحة تجاهل المحافظ لهذه الحقائق، والهروب إلى قضايا لا صلة لها بعمل الوزارة، وحديثه عن إقالة المدير بسبب الضم والسربلة، وهو أمر غير صحيح، ولا وجود لهذه المواضيع في قاموس وزارة الصحة التي تتحمل مسؤوليتها أمام الشعب اليمني، دون تمييز أو تفريق، وتسعى لخدمته في جميع المحافظات دون استثناء، وبحسب إمكاناتها المتاحة في الوقت الحالي”.
ووصفت الوزارة تصريحات المحافظ الحباري، بأنها حملت معها “العديد من المغالطات المنافية للواقع، ضمن فوضى معلوماتية غاب عنها المنطق والصدق معاً”، وأضافت الوزارة أنها حاولت تمكين المحافظ من مسؤولياته التي تخلى عنها، مؤكدة أنها نفذت ثلاث زيارات ميدانية للمحافظة لكنها في كل مرة تتفاجأ بعدم وجود المحافظ في أي من تلك الزيارات.
وأضافت الوزارة في بيانها “وعلى الرغم من ذلك قامت الوزارة بجميع التدخلات المعيارية أسوة بالمحافظات الأخرى، لكن في غياب المحافظ مع الأسف، غيابٌ في الرؤية والتواجد والتعاون. غير أن وصول الأمر إلى منع الوزارة من خدمة أبناء المحافظة أمر غير مقبول، خاصة وأنه يتزامن مع تقييم الأداء وفق المعايير الوطنية القياسية، و فى إطار سعي الوزارة لإصلاح الوضع الصحي والارتقاء بالخدمات الطبية والصحية قامت الوزارة بتكليف لجان مركزية للنزول الميداني لتقييم المستشفيات في مختلف محافظات الجمهورية، ومنها مستشفى الثلايا العام بمحافظة ريمة مركز مديرية الجبين، ووقفت اللجان على تدهور وضع المستشفى، والعديد من قضايا الفساد المالي والإداري والاختلالات التى تمارسها قيادة المستشفى وأدت الى تراجع أدائها.
وعلى ضوء ذلك أحالت قيادة الوزارة مدير المستشفى إلى الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة بتاريخ الرابع عشر من يونيو من عام 2022م، لاتخاذ الإجراءات القانونية والتحقيق فى قضايا الفساد المنسوب لمدير المستشفى. كما تمت إحالته أيضاً إلى نيابة مديرية الجبين بمحافظة ريمة على ذمة قضايا فساد، والتي كان آخرها ما يتعلق بتهمة التصرف غير المشروع بالدعم المقدم للمستشفى أواخر شهر رمضان الفائت، وتم تزويد محافظ المحافظة بتقرير اللجنة وتلك الاختلالات، مع طلب التوجيه بمعالجتها، غير أن ذلك لم يتم، سواء بسبب غياب المحافظ المتكرر عن المحافظة وعدم تواجده فيها بشكل مستمر، أو لإصراره على تعطيل إجراءات معالجة الوضع الصحي. وتنشر الوزارة الرسائل الموجهة للجهاز المركزي وللأخ محافظ ريمة، تعزيزاً لمعايير المساءلة والشفاقية”.
وعلى الرغم من سوء تقدير الأخ المحافظ فيما ذهب إليه فإن قيادة وزارة الصحة حريصة على الارتقاء بالخدمات الطبية وتسعى جاهدة لتحقيق ذلك، مهما شحت الإمكانات. وقد تمكنت الوزارة من تحدي العدوان والحصار، وقامت بإعادة تشغيل وتأهيل العديد من المرافق الصحية فى محافظة ريمة والمحافظات الأخرى، وسعت بكل جهد لتوفير التجهيزات عبر المانحين، وتوفير غرفة عناية مركزة وأجهزة تنفس صناعي لمستشفى الثلايا وتأهيله لأول مرة في تاريخ المحافظة، ونأمل من الأخ المحافظ مواكبة هذه الخطوات بإيجابيّة. وفيما يتعلق بالمباني فوزارة الصحة تقوم حالياً بدراسة وتقييم المباني التابعة للقطاع الصحي، ولن تألو جهداً في السعي لتأهيلها أسوة ببقية المحافظات، مع التذكير بأن إعادة التأهيل والإنشاء هو دور أصيل للسلطة المحليّة، غير أننا نقوم بواجبنا في هذا المجال في ظل العدوان والحصار الجائرين على بلدنا”.
وفي ختام بيانها، أكدت وزارة الصحة أنها تحتفظ بحقها القانوني في مقاضاة المحافظ الحباري “على ادعاءاته الأخيرة حول الجانب الصحي”.