تفخيخ الصبيحة بنسخة من “ألوية اليمن السعيد”.. الانتماء للجنوب والولاء لطارق والهدف تكرار سيناريو (الشرعية والانتقالي)
خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|
على الرغم من محاولة الإعلام التابع لطارق عفاش تضليل الرأي العام في الجنوب حول تبعية الألوية التي يتم تشكيلها في مديرية المضاربة في منطقة الصبيحة بمحافظة لحج، البوابة الشمالية لعدن، ومحاولة تتويه الشارع الجنوبي وإقناعه بأن هذه التشكيلات العسكرية ليس لها علاقة بطارق صالح، إلا أن محاولات إبعاد إعلام طارق للشبهات حول وقوفه خلف تشكيل هذه الألوية العسكرية التي تعد مصدر التهديد الأول يبدو أنها باءت بالفشل.
فمع تصاعد التوتر بشكل كبير بين قبائل الصبيحة المنقسمة بين طرف تابع للمجلس الانتقالي وطرف تابع للإصلاح وطرف ثالث بدأ طارق صالح يجنده لصالحه وبضوء أخضر سعودي وعبر شخصيات من أبناء الصبيحة أنفسهم من المنتمين للتيار السلفي المتشدد، ومع اقتراب تحول هذا التوتر المتصاعد إلى صدام عسكري مباشر بين أتباع طارق صالح من جهة والمناهضين لهذا التشكيل العسكري من جهة، ذهبت وسائل الإعلام التابعة لطارق إلى وصف تشكيل هذه القوات بأنها “تشكيل عسكري غامض” محاولة إيهام أبناء الصبيحة بأن طارق صالح ليس له علاقة بما يحدث وأنه هو الآخر لا يعرف كيف يتم تشكيل هذه الألوية التي يطلق عليها (الوية العمالقة الجديدة) أو النسخة الثانية من (ألوية اليمن السعيد)، في الوقت ذاته يحاول إعلام طارق عفاش تكريس فكرة أن الصبيحة ذاتها منقسمة داخلياً وأنه وبمقابل من يرفضون هذه التشكيلات العسكرية هناك جزء من قبائل الصبيحة أيضاً يؤيدون هذا التشكيل بل ويلتحقون بالتسجيل فيه، وهو ما يمكن فهمه بأن إعلام صالح يعمل على تقديم تطمينات لأبناء الصبيحة بأن التشكيل العسكري الجديد لا علاقة له بطارق صالح من جهة وتعزيز وتغذية انقسام قبلي داخلي في الصبيحة تمهيداً لسيناريوهات قادمة ستعمل على جعل هذا التشكيل العسكري أمراً واقعاً وسيُجبر أبناء الصبيحة على التعامل معه شاؤوا أم أبوا.
يقود هذا التشكيل العسكري الجديد الذي ادعى إعلام طارق صالح بأنه تشكيل غامض وغير معروف من يموله وأنه من الغريب أن يصمت ما يسمى المجلس الرئاسي القيادي مما يحدث ولا يبدي أي موقف، هذا التشكيل يقوده قيادات سلفية مقربة من طارق صالح المعروف عنه اعتماده بدرجة رئيسية على السلفيين المتشددين في قواته التي يقودها في الساحل الغربي التي تشكل ما يسمى (ألوية المقاومة المشتركة)، من أبرز هذه القيادات السلفية، بشير المضربي الصبيحي، الذي يقود اليوم التشكيل العسكري الجديد في رأس العارة.
ولعل الصمت المطبق من قبل كلاً من مجلس رشاد العليمي والمجلس الانتقالي الجنوبي تجاه هذه التشكيلات العسكرية الجديدة سواءً التي يتم تجنيدها وتجهيزها في لحج بمنطقة رأس العارة المطلة على مضيق باب المندب أو تلك التي تم تشكيلها في أبين تحت مسمى (ألوية اليمن السعيد)، يشير إلى أن هناك توجيهات من التحالف لكلا المجلسين بعدم التدخل، والصمت إزاء هذا التشكيل العسكري والذي يبدو أن السعودية والإمارات ستعملان معاً على استخدام هذه التشكيلات كقوة عسكرية خارج سيطرة المجلس الرئاسي لإبقاء حالة الانقسام العسكري في المعسكر المناهض لصنعاء قائماً خلال المرحلة المقبلة، وذلك ليس حباً في صنعاء بل رغبة في عدم تمكين التحالف لمن أتى بهم للسلطة من تحقيق أي سيطرة ونفوذ وسلطة عسكرية على كامل التشكيلات العسكرية، وهو تماماً ما عمل عليه التحالف قبل ذلك مع هادي حين استخدمه كغطاء للحرب على اليمن واستخدم قواته التي كان يمثل معظمها الإصلاح كأداة عسكرية محلية على أساس أنها هي (الجيش الرسمي للحكومة المعترف بها دولياً) في حين كان التحالف يعد العدة في الجنوب بتشكيل قوات عسكرية خارج إطار ما يسمى (الجيش الرسمي) والتي تمثلت بقوات الانتقالي (الأحزمة والنخب) و(العمالقة السلفية) ومليشيات طارق صالح أو ما أطلق عليها لاحقاً بـ(قوات المقاومة المشتركة بالساحل الغربي)، وكل ذلك حدث في ظل صمت هادي حينها وصمت حكوماته، وهذه القوات وقياداتها هي ما قام التحالف بعد 7 سنوات من الحرب بالبناء عليها واختيار قياداتها لتكون هي السلطة الجديدة والبديلة عن السلطة السابقة التي أصبحت بعد 7 سنوات من البقاء في المنفى سواءً بشكل إجباري أو اختياري، أصبحت غير مرغوبة في بقائها في السلطة حتى من قبل من يوالونها ويقاتلون بصفها وهذا يمثل تهديداً للتحالف السعودي الإماراتي، واليوم يحدث الشيء ذاته فالقوات التي يتم تشكيلها حالياً ستبقى خارج إطار ما يسمى بمجلس الرئاسة وبعد سنوات سيقوم التحالف بالإطاحة بهذه السلطة وتشكيل سلطة جديدة من قيادة هذه التشكيلات العسكرية، وهكذا سيستمر الحال في المناطق الخاضعة لسيطرة التحالف السعودي الإماراتي.
وتؤكد الشواهد والأحداث السابقة والحالية، أن التحالف السعودي الإماراتي عمل على إيجاد واقع مجتمعي في الجنوب يسمح له بتنفيذ هذا المشروع بكل سهولة، فالحرب الاقتصادية التي مارسها التحالف ضد اليمن ككل بما في ذلك ضد الجنوب أيضاً جعل من معظم أبناء الجنوب يعيشون في فقر وحاجة وعوز للمال والغذاء وبسبب سياسة التحالف بإدارة الفوضى وإشعالها في الجنوب تارة في هذه المحافظة وتارة في تلك جعل من فرص إقامة أي مشاريع استثمارية أو جلب مستثمرين محليين أو أجانب أمراً مستحيلاً وبالتالي عدم وجود فرص عمل لأبناء الجنوب وبالتالي أيضاً ليس أمامهم – إذا أرادوا الحصول على عمل يحصلون منه على راتب شهري – سوى الالتحاق بالتجنيد والانضمام للقتال مع التحالف السعودي سواء القتال ضد قوات صنعاء أو حتى القتال ضد بعضهم البعض في الجنوب كما حدث ويحدث منذ العام 2015 وحتى اليوم.