هل حاولت واشنطن التأثير على الوفد السلطاني العماني المُرسل إلى اليمن ؟
خاص – المساء برس|
قبل يوم من إرسال سلطان عمان وفداً سلطانياً إلى صنعاء كوسيط لبحث آخر التطورات بشأن جهود تمديد الهدنة مع قيادة صنعاء، تلقى وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي اتصالاً هاتفياً من نظيره الأمريكي أنطوني بلينكن، الأمر الذي دعا مراقبين للتساؤل عما إذا كانت واشنطن قد مارست ضغوطاً على سلطنة عمان بهدف التأثير على الوفد السلطاني الوسيط المرسل إلى صنعاء وحرف مسار مهمته كوسيط سلام بين صنعاء والتحالف ومن خلف التحالف واشنطن.
وقالت وكالة الأنباء العمانية إن الوزيران العماني والأمريكي تبادلا خلال الاتصال الهاتفي “وجهات النظر حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، خاصة فيما يتعلق بجهود استمرار الهدنة في الجمهورية اليمنية تعزيزًا لفرص تحقيق السلام والاستقرار في اليمن”.
غير أن مراقبين يرون أن من غير المستبعد أن تكون واشنطن قد حاولت التأثير على الوسيط العماني وجعله يتبنى نقاطاً أو مطالب أو اشتراطات يتبناها في الأساس الطرف الآخر المعادي لليمن بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي تملك قرار السلم والحرب في اليمن، وبحيث يحمل الوفد العماني السلطاني هذه المطالب ويحاول إحراج قيادة صنعاء للقبول بها، مشيرين إلى أن واشنطن لن تتردد لحظة في أن تستغل أي جهة إقليمية لها علاقات ودية وصداقة مع صنعاء وتوظيف هذه العلاقة الودية من أجل انتزاع تنازلات من صنعاء تصب في مصلحة واشنطن وحلفائها بدول التحالف.
ويحسب لسلطنة عمان سواءً في عهد السلطان الراحل قابوس بن سعيد أو في عهد السلطان هيثم بن طارق أن رفضت الاشتراك في الحرب على اليمن وقتل الأبرياء والاعتداء على بلد جار لها منذ آلاف السنين، كما يحسب للسلطنة أن احتضنت لديها شخصيات يمنية من جميع الأطياف السياسية والمكونات الفاعلة على الأرض، بالإضافة لمساهمتها في علاج عدد كبير من الجرحى اليمنيين من المدنيين الأبرياء الذين سقطوا بفعل غارات التحالف السعودي الإماراتي على مدى الأعوام السبعة الماضية كما يحسب للسلطنة أن أبقت على منافذها البرية مع اليمن مفتوحة أمام اليمنيين ورفضت المشاركة في فرض الحصار الاقتصادي والجغرافي عليهم.
وكان المجلس السياسي الأعلى – أعلى سلطة سياسية بصنعاء – برئاسة مهدي المشاط، قد رحب رسمياً بوصول الوفد السلطاني العماني، وقالت وكالة الأنباء الرسمية “سبأ” أن المجلس السياسي الذي عقد الأحد اجتماعاً رحب بالوفد العماني الذي وصل العاصمة لاستكمال المباحثات ذات الصلة بالهدنة.