هذا ما يحمله بايدن في زيارته للمنطقة بشأن الهدنة في اليمن
تقرير خاص – المساء برس|
“بصفتي رئيسا، من واجبي الحفاظ على بلدنا قويا وآمنا، ومن ذلك مواجهة روسيا وأن نكون في أفضل وضع ممكن في مواجهة الصين وضمان مزيد من الاستقرار في الشرق الأوسط، ومن أجل تحقيق هذه الأمور، يجب أن تكون لدينا علاقة مباشرة مع الدول التي يمكن أن تساهم فيها. المملكة العربية السعودية واحدة من هذه الدول”. جوزيف بايدن 79 عاماً – الرئيس الأمريكي قبل بضعة أيام من زيارته لإسرائيل في مقال نشرته له صحيفة واشنطن بوست.
واضح من هذه الجزئية من المقال أن بايدن يحاول تبرير زيارته للسعودية التي اتخذ من مهاجمة ولي عهدها محمد بن سلمان ووصفه بالمنبوذ شعاراً في حملته الانتخابية التي بناها على نبذ العنف والحروب والكراهية والتشدق بحقوق الإنسان.
زيارة بايدن للسعودية، أو للمنطقة عموماً هدفها تأمين أكبر قدر ممكن من النفط والغاز من المنطقة العربية كبديل عن النفط والغاز الروسي.
يتخلل هذه الزيارة أيضاً محاولة بايدن فرض الهدنة في اليمن كأمر واقع والدفع نحو تثبيتها إلى مالا نهاية من دون الاكتراث لمسألة إنهاء الحرب والحصار على اليمن من عدمه، لأن الهدف الأمريكي من هذه الهدنة هو ضمان عدم قيام صنعاء بقصف المنشآت النفطية السعودية أو الإماراتية، وقد كان هذا ما حدث بالفعل.
في المقابل فإن صنعاء ترى في هذه الهدنة مجرد استراحة محارب للسعودية التي تعمل على ترتيب صفوف أدواتها المحلية من تشكيلات عسكرية، وبناء تشكيلات إضافية تكون بمثابة القوة العسكرية بيد العليمي المجرد من أي وحدات عسكرية، أما بالنسبة لصنعاء فإن الهدنة لم تأتِ لها بأي فائدة.
قبلت صنعاء بالهدنة على أساس أن مدتها شهرين فقط، بحيث تتمكن خلال هذه المدة من قياس تجاوب العدو مع السلام في اليمن ووقف الحرب، فإن وجدت صنعاء ما يسرها من التحالف ذهبت إلى تمديد الهدنة بعد توسيعها، وإذا لم تجد فلا تمديد للهدنة.
تمت الموافقة على التمديد الأول، بعد وعود من الأمم المتحدة بالضغط على التحالف لتنفيذ كامل البنود، لكن التمديد الثاني للهدنة قد لا يتم إلا بقبول الطرف الآخر بشرطين رئيسيين: فتح المطار بشكل كامل لجميع الرحلات، تسليم مرتبات موظفي الدولة من عائدات مبيعات النفط الخام التي تورد إلى البنك الأهلي السعودي.
باختصار الهدنة بالنسبة لبايدن هي هدف، وبالنسبة لصنعاء هي وسيلة.
هدف لبايدن بحيث يضمن من خلالها فقط عدم تعرض منشآت النفط والغاز في السعودية والإمارات لأي عمليات هجومية كي لا تتأثر بتلك العمليات أسعار النفط والغاز فترتفع أكثر ما هي مرتفعة الآن وبالتالي لا يعود للعقوبات الأمريكية المفروض على روسيا أي جدوى أو فائدة، وأيضاً لأن أي هجوم سيمنع بايدن من إلزام السعودية أو الإمارات زيادة إنتاجها من النفط الخام.
أما بالنسبة لصنعاء فقد تعاطت مع الهدنة على أساس أنها وسيلة لتحقيق هدف أعلى وهو وقف الحرب على اليمن وإنهاء الحصار، وبالتالي فإن متطلبات تمديد الهدنة تشمل توسيعها وإضافة ملفات جديدة إليها كالمرتبات النفط الخام الغاز الكهرباء تبادل الأسرى فتح الطرق، وهذا ما تم الاتفاق عليه أساساً وابتداءً بين صنعاء والمفاوض الأمريكي في مسقط برعاية ووساطة عمانية وألمانية في مارس الماضي.