مطالب اليمنيين مع اقتراب عيد الأضحى.. تحرير النفط والحفاظ على المسار الأمني وزيادة التكافل

خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|

يحل علينا بعد أيام عيد الأضحى المبارك، وهو العيد السادس عشر لليمنيين في ظل الحرب العدوانية التي يشنها التحالف السعودي الإماراتي المدعوم استخبارياً ولوجستياً وعسكرياً أحياناً أمريكياً وبريطانياً وفي ظل الحصار المفروض على هذا الشعب للعام الثامن على التوالي.

مع اقتراب العيد تزداد حاجة الناس في اليمن إلى الاحتياجات والمتطلبات اللازمة لاكتمال فرحة العيد، غير أن الوضع الاقتصادي المتردي بفعل الحصار المفروض على اليمنيين حال دون ذلك باستثناء الشيء اليسير واليسير جداً.

تحرير ثروة اليمن النفطية

مؤخراً أعلنت شركة النفط في صنعاء تعديل أسعار المشتقات النفطية (البنزين والديزل) حيث ارتفع سعر الدبة البنزين 1200 ريال لتصل قيمتها إلى 14 ألف ريال وذلك بسبب ارتفاع أسعارها عالمياً حيث وصل سعر البرميل البنزين بحسب سعر البورصة العالمية 157 دولاراً، وبموجب إحصائية لموقع (جلوبال بترول بريكس) فإن سعر المشتقات النفطية في اليمن في مناطق سيطرة حكومة صنعاء يعد أقل من سعرها في 110 دول أخرى حول العالم.

ومع ذلك فإن اليمن هي من أكثر الدول تضرراً من الارتفاع العالمي لأسعار المشتقات النفطية كونها في حالة حرب منذ أكثر من 7 أعوام، مع ذلك فإن هناك استياءً شعبياً من ارتفاع أسعار المشتقات النفطية لما لذلك من تداعيات على كافة المستويات المعيشية، ورغم ذلك أيضاً يظل الشارع اليمني متفهماً لهذا الارتفاع لكنه يطالب بالحل الوحيد لتجاوز هذا الارتفاع وتجنبه وهو استعادة السيطرة على مناطق النفط والغاز في اليمن التي تسيطر عليها قوات التحالف السعودي الإماراتي ومليشياته المحلية، بحسب ما قاله مواطنون استطلعت الوكالة آراءهم بشأن اقتراب العيد وتطورات الهدنة بين اليمن والتحالف.

يقول أحد المواطنين إذا لم يتم تصحيح مسار الهدنة وتوسيعها لتشمل ملفات إنسانية أكثر أهمية ولتشمل التزاماً حقيقياً بما تضمنته من بنود سابقة كالرحلات الجوية المدنية من وإلى مطار صنعاء والتوقف عن استمرار التحالف في قرصنته على سفن المشتقات النفطية فإن هذه الهدنة لا فائدة منها بالنسبة للشعب اليمني وأن المستفيد منها فقط هو “العدوان وأدواته” الذين يستغلونها لترتيب صفوفهم بعد الإطاحة بأدواتهم السابقة وتصعيد أدوات جديدة.

أحد المواطنين الذين التقيناهم بميدان السبعين بالقرب من ضريح الرئيس الشهيد صالح الصماد، هنأ الشعب اليمني بمناسبة قدوم عيد الأضحى المبارك، وقال إنهم سيعبرون عن فرحتهم بهذه المناسبة الدينية العظيمة على الرغم من الآلام والتدمير للبنية التحتية والحصار وسياسة التجويع التي يفرضها التحالف على الشعب اليمني انتقاماً وعدواناً منه لعدم قدرته على هزيمة اليمنيين عسكرياً طوال هذه السنوات.

ودعا المواطن أحمد صلاح التحالف السعودي الإماراتي لاحترام أبناء هذا البلد، كما دعا التحالف للسلام المشرف الذي يضمن للجميع حقوقه وواجباته، محذراً من استمرار التحشيد أو التصعيد العسكري لدى الطرف الآخر كون “قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية أصبحت أقوى بفضل الله مما كانت عليه سابقاً”.

الهدنة لا أثر لها

تقريباً جميع من استطلعنا آراءهم أكدوا أن الهدنة ليس لها أي أثر كبير وملموس على أرض الواقع، وذلك بالنظر إلى استمرار حصار التحالف على الشعب اليمني، ومنعه وصول سفن الغذاء والسلع الأساسية إلى ميناء الحديدة، واقتصار الهدنة على السماح بدخول العدد اليسير جداً من سفن المشتقات النفطية، أما بالنسبة للرحلات الجوية فيعتبرها الجميع بأنها بلا فائدة نظراً لعددها القليل بعد تنصل التحالف عن الالتزام ببقية الرحلات خاصة الرحلات إلى القاهرة.

اللافت أن هناك وعياً شعبياً بحقيقة هذه الهدنة، فتقريباً جميع من تحدثوا للمساء برس من مواطنين، قالوا إن الهدنة جاءت بناءً على رغبة أمريكية لأنها لا تريد أن تتعرض المنشآت النفطية السعودية للاستهداف من قبل الجيش اليمني حتى لا يتسبب ذلك بارتفاع أسعار النفط الخام عالمياً وبالتالي عدم فعالية العقوبات المفروضة على روسيا، مضيفين إن الهدنة بالنسبة للتحالف هي مجرد استراحة محارب أما صنعاء فلم يستفد لديها المواطن من هذه الهدنة طالما لا يزال الحصار مفروضاً عليها.

الفرحة في التكافل الاجتماعي

للشعب اليمني سمة بارزة، وبرزت أكثر خلال الحرب، هي التكافل الاجتماعي واهتمام بعضهم ببعض، وهو ما ساهم في التخفيف من معاناة الحرب والحصار وتداعياتهما طوال السنوات الماضية.

وهنا يقول عبدالله 28 عاماً، من تعز، إن الفرحة بعيد الأضحى تكتمل حين ترى من يقومون بذبح الأضاحي بتوزيعها على جيرانهم من الأسر المعدمة والفقيرة والتي لا تستطيع الحصول على أضحية، إضافة إلى الاهتمام بكسوة أبناء أسر المحتاجين خاصة الذين يتعففون عن سؤال أحد.

العيد في استمرار استباب الأمن

شريحة أخرى من المجتمع اليمني ترى أن فرحة العيد تكتمل حين يخرج المواطن مع أسرته لقضاء أي يوم من إجازة العيد في إحدى المتنفسات العامة وهو ينعم بالأمن والأمان بفضل التفوق اللافت في أداء الأجهزة الأمنية التابعة لحكومة صنعاء.

وهنا شدد محمد الباشق 30 عاماً من أبناء تهامة محافظة الحديدة، على استمرار أداء الأجهزة الأمنية لمهامها خاصة في هذه الفترة التي تشهد فيها المحافظات الجنوبية المحتلة أكبر انفلات أمني وفوضى وانتشار لعناصر التنظيمات الإرهابية كي لا تنتقل تلك الأعمال والفوضى إلى المناطق الشمالية التابعة لحكومة صنعاء، خاصة مع محاولات التحالف نقل هذا الواقع الذي يعيشه أبناء الجنوب إلى المحافظات الشمالية، مشيراً إلى أن التحالف يرى في المناسبات هذه كالأعياد فرصة لإدخال عناصره الإرهابية لاختراق مناطقنا مستغلاً قدوم مئات الآلاف من الأسر من المحافظات الجنوبية إلى صنعاء والمحافظات الشمالية لقضاء إجازة العيد هرباً من الفوضى والانفلات الأمني والعمليات الإرهابية التي قد يتعرضون لها في مناطقهم.

قد يعجبك ايضا