هل يضرب التحالف بالانتقالي “الإصلاح” أم “طارق صالح”؟!
حلمي الكمالي – وما يسطرون – المساء برس|
في ظل التطورات السياسية والعسكرية التي تشهدها مناطق سيطرة فصائل التحالف، يغيب المجلس الرئاسي المعين من قبل التحالف السعودي الإماراتي، كليا عن الصورة، في مشهد بدأ يتكرر خلال الآونة الأخيرة، فما أسرار احتجاب المجلس الذي لم يمر على إعلانه سوى ثلاثة أشهر فقط، في وقت يسعى التحالف لضرب فصائله ببعضها البعض ؟!.
فتزامنا مع توغل قوات المجلس الانتقالي، في محافظة أبين، وتسليمه آخر وأبرز معاقل الإصلاح، في المحافظات الجنوبية؛ لم يُشاهد أي تحرك يدل على حضور المجلس ضمن المتغيرات العسكرية التي يشهدها ملعب التحالف جنوبا.
هذا المجلس الذي يشكل جناح الإمارات في المؤتمر، عموده الرئيسي، من رئيس المجلس رشاد العليمي إلى قائد فصائلها في الساحل الغربي، طارق صالح. بمعنى آخر، فإن المتغيرات السياسية والعسكرية الحاصلة في المحافظات الجنوبية، يتصدرها المجلس الإنتقالي المنادي بالانفصال، والذي يطالب مرارًا بطرد ما يصفها بـ”القوى الشمالية”، المتمثلة بالمجلس الرئاسي، فأين الأخير مما يحدث من استلام وتسليم تشرف عليه لجنة الهيكلة العسكرية، التي يشرف عليها رئيس الإنتقالي، عيدروس الزبيدي، ويديرها هيثم قاسم طاهر، حليف المجلس الجنوبي ؟!.
المقصود هنا لا يتمثل بإزاحة قوات هادي والإصلاح من المشهد العسكري، فتلك مساعي كانت واضحة ومباشرة بدأت بها قوى التحالف منذ عدة أشهر وقبيل إعلان مجلسها الجديد والإطاحة بهادي ونائبه علي محسن من هرم السلطة؛ ولكن المقصود هو تغييب قوات طارق صالح، الذي سعى التحالف لتقديمها مؤخرا كبديل عن فصائل الإصلاح والإنتقالي في آن واحد، بعد استقدامها من الساحل الغربي إلى مناطق السواحل الجنوبية وعلى رأسها محافظتي عدن وشبوة.
“طارق” الذي اتجه مؤخرا، لبحث تقارب جديد مع قوات الإصلاح في تعز، تزامنا مع تهديد قوات المجلس الإنتقالي بإقتحام المحافظة الساحلية، التي تتمركز فيها قواته، عقب دفعها بتعزيزات عسكرية إلى تخوم ريفها الجنوبي الغربي؛ تواجه قواته خطرا حقيقيا من المحافظات الجنوبية، في ظل إستمرار تقدم قوات الإنتقالي في المحافظات الجنوبية وتوجه إلى إحياء تواجده في محافظتي شبوة وحضرموت، ناهيك عن استعادة حضوره في مدينة عدن، الذي سبق وأن سيطرت قوات طارق على ملفاتها الحيوية.
لا شك، أن فشل الرئاسي في تحقيق المهام المنوطة إليه وعلى رأسها إعادة ترتيب أوراق التحالف وأدواته الداخلية، قد أسقط قوى رهانات التحالف بالركون على المجلس الذي جاء غريبا إلى عدن، قادما من الرياض على متن طائرة سعودية قبل أن يعود سريعا إليها، في رحلة قصيرة لا مسار للإياب لها، بحسب تصريحات رشاد العليمي نفسه، الذي أكد بقاءه في السعودية حتى إشعار آخر.
بين هذا وذاك، يمكن القول أن السعودية تختار الدفع بالإنتقالي في هذه المرحلة لتحقيق مآرب مختلفة، أولها إنهاء وجود الإصلاح من المشهد، ثانيا تقليص نفوذ طارق صالح، أبرز أذرع الإمارات، والذي ترى بأنه ينفذ أجندات أبو ظبي ومصالحها المباشرة.
بالطبع فإن هذه الترتيبات والتحركات تشعل المزيد من التناقضات والصراعات بين فصائل التحالف، والتي من المتوقع أن تفجر جولة جديدة من المواجهة المباشرة، ولكن هذا ما تدفع إليه قوى التحالف مشتركة في الوقت نفسه، لتأمين نهبها للثروات واستكمال عملية نشر القوات الأجنبية في السواحل والجزر اليمنية.
إلى جانب، مساعي التحالف، إحياء مشروع الإنفصال مجددا عقب فشل كل الخيارات المتاحة والغير متاحة، لنشر المزيد من الفوضى والإقتسام داخل المحافظات الجنوبية. وبغض النظر عن إمكانية تحقيق تلك المآرب من عدمها، إلا أنه يمكن القول، بأن المتغيرات التي تشهدها المحافظات الجنوبية، تنذر بإحتراب مرتقب بين فصائل التحالف، سيكون واسعا ومدمرا، قد يكتب نهايتها جميعا من المشهد.