العليمي ممثل في مسرحية التحالف
ابراهيم القانص – وما يسطرون – المساء برس|
يستطيع المتأمل في وجوه مسئولي الشرعية على شاشات القنوات الفضائية، أثناء ظهورهم إلى جانب مسئولين سعوديين أو إماراتيين، أن يرصد نظراتهم الفارغة المتثاقلة على نحو ملحوظ، بل إنها ثقيلة فعلياً من واقع اليأس والحيرة والشعور بالدونية، فكل واحد منهم يدرك تماماً أن وجوده هناك، سواء في الرياض أو أبوظبي، ليس سوى استعراض بروتوكولي شكلي، ودور يؤديه كلٌ منهم،
بحسب ما يشبه النصوص المكتوبة للممثلين، ومقابل أجور يتقاضونها مقابل تأدية أدوارهم، إلا أنها تُعد الأجور الأكثر تدنياً، إذ أن ممولي المسرحية يحصلون على بلاد بأكملها مقابل ما يدفعونه من فتات الأموال للممثلين اليمنيين الذين يؤدون أدوار الشرعية، وبمعنى آخر هم الممثلون الوحيدون الذين يدفعون بلادهم ثمناً مقابل أن يؤدوا أدوارهم الثانوية الكومبارسية في المسرحية التي ينتجها التحالف.
تتوالى تباعاً اعترافات مسئولين كانوا ضمن طواقم الحكومة الموالية للتحالف، بأنهم كانوا أشبه بالعبيد في أماكن إقامتهم داخل عواصم دول التحالف، خصوصاً في السعودية والإمارات، حيث لا قرار بأيديهم ولا يحق لهم إبداء رأيهم في أيّ شأن يخص بلادهم، بل يتلقون توجيهات محددة تتضمن ما يقولون وبماذا يصرحون أو يجيبون على أسئلة وسائل إعلامية تستضيفهم، ولا يملك أيٌّ منهم الصلاحية حتى لتعديل جملة أو عبارة في ما يتلقاه من الجانب السعودي أو الإماراتي، ليكونوا الجناة الفعليين على ما يحل ببلادهم من الدمار والحصار والوضع المعيشي المأساوي، الذي صنفته الأمم المتحدة بالأسوأ على مستوى العالم.
وذكر المستشار الإعلامي السابق في الحكومة الموالية للتحالف، الصحافي أنيس منصور، في تدوينة على منصة تويتر، أن السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، كان يستعبد المسؤولين ويتحكم بالإعلاميين اليمنيين الموالون للتحالف، إلى مستوى أنه كان يرسل لهم توجيهات تحدد ماذا يكتبون بالنص، وما هي المواضيع التي يجب عليهم التوقف عن نشرها، مضيفاً أن السفير السعودي كان يرسل لوزراء ووكلاء وإعلاميين يمنيين تابعين للتحالف والحكومة الموالية له، تغريدات جاهزة، سواء عبره شخصياً أو عبر مدير مكتبه، وما عليهم سوى نسخها وإلصاقها على حساباتهم الشخصية في تويتر.
في المقابل، تُظهر صنعاء عداءً شديداً ورفضاً قاطعاً لاستمرار ما تصفها بـ “الوصاية السعودية على اليمن”، وأنها تواجه كل هذه الحرب التي تقودها السعودية على رأس تحالف إقليمي عالمي، من أجل التخلص من الوصاية الخارجية على اليمن.
وكان نائب وزير الخارجية في حكومة صنعاء، حسين العزي، قال في تغريدة على تويتر، “نحن باختصار نؤسس لأول جمهورية يمنية تمتلك قرارها اليمني الحر المستقل”، مضيفاً أنهم نجحوا في نسف الكثير من المفاهيم، التي وصفها بأنها منبثقة عن ثقافة الانبطاح والتبعية، مؤكداً أن اليمن “لم تعد الحديقة الخلفية من بين المعاني البارزة لمفردة الجمهورية”، منوهاً بأن هذا يحدث لأول مرة منذ الساعات الأولى من يوم ٢٦ سبتمبر وحتى الآن، حسب تعبيره.
المصدر: مقال منشور للكاتب على موقع البوابة الإخبارية اليمنية