الزبيدي يستغل غياب العليمي واعتكافه في الرياض لممارسة مهام رئيس “الرئاسي”
عدن – المساء برس|
في ظل بقاء رشاد العليمي معتكفاً بمقر إقامته في العاصمة السعودية الرياض، في الوقت الذي كان يفترض أن يعود من جولته المطولة التي نفذها في عدد من دول المنطقة إلى عدن بدلاً من الرياض، برز دور لافت لنائبه عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً والذي بدأ وكأنه يستغل غياب العليمي ويقوم بممارسة مهامه من داخل قصر معاشيق.
ويرى مراقبون إن الزبيدي تجاوز صلاحياته في بعض تحركاته في عدن، غير أن غياب العليمي هو ما مكن الزبيدي من ممارسة هذه الصلاحيات غير الممنوحة له، ما يشير إلى أن الرجل بدأ يضع نفسه حاكماً فعلياً بدلاً عن العليمي، رغم ذلك تبقى جميع القيادات التي صعدت بها الرياض إلى السلطة بدلاً عن هادي ومحسن محكومين في كل تحركاتهم وقراراتهم للتحالف السعودي الإماراتي في بعض الملفات وللسفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر في ملفات أخرى.
ويستغل الزبيدي الظروف الحالية لإظهار نفسه بأنه الطرف الأقوى في الجنوب وأنه الرجل الثاني بعد العليمي خلافاً لبقية أعضاء مجلس الرئاسة الآخرين، ولعل ما يعزز هذا الطرح هو اعتكاف العليمي في الرياض بسبب تجاوزات الانتقالي في عدن.
ولا يوجد أي مبرر لبقاء العليمي في الرياض، سوى ما تروجه وسائل إعلام موالية للتحالف من أن سبب بقاء الرجل في السعودية عقد لقاءات مع قيادات الأطراف السياسية المتواجدة هناك ثم التشاور مع قيادات التحالف في عدد من الملفات الاقتصادية والإنسانية والخدماتية فضلاً عن الجوانب العسكرية والهدنة الإنسانية.
التبريرات التي يسوقها إعلام التحالف عن سبب بقاء العليمي في الرياض، يراها مراقبون بأنها غير منطقية، إذ لا يوجد أي ملفات تضطر العليمي لمناقشتها مع الأطراف السياسية المتواجدة في الرياض، ثم من هي الأطراف السياسية الموجودة في الرياض والتي لا تزال بيدها ملفات يمكنها اتخاذ قرارات الحل والعقد فيها وتضطر العليمي للجلوس معها لمناقشتها طالما وأن السلطة بكلها أصبحت بيد العليمي بعد الإطاحة بهادي ومحسن الأحمر من السلطة الافتراضية.
وبالإضافة إلى ذلك فإن التبريرات الأخرى بشأن بقاء العليمي في الرياض والتي تتحدث عن عودة الهجمات العسكرية على جبهات القتال من قبل قوات صنعاء التي اضطرت العليمي للبقاء في الرياض لمناقشتها مع التحالف ومن بقي من الأطراف السياسية في الرياض، عدها مراقبون بأنها ذريعة ساذجة وسخيفة وتتسبب بإحراج العليمي ومجلس الرئاسة برمته بدلاً من استغلالها كذريعة لبقائه في الرياض، مشيرين إلى أن الرئاسي يثبت يوماً بعد آخر بأنه نسخة طبق الأصل من السلطة السابقة التي كان يرأسها هادي ويديرها الإصلاح وعلى رأسه قائد ذراعه العسكري علي محسن الأحمر طوال السبع السنوات الماضية، وأن سلطة العليمي ستبقى ديكوراً فقط ومجرد أدوات وقفازات يرتديها التحالف السعودي الذي يتحكم بكل شيء في المناطق الخاضعة لسيطرته جنوب وشرق اليمن مع إبقاء سلطة العليمي الشكلية في الواجهة الإعلامية فقط.