جولة سادسة من المحادثات الإيرانية السعودية قد تنعكس على الوضع في اليمن
تقرير خاص – المساء برس|
تأمل بغداد في إحياء المحادثات بين إيران والسعودية في أعقاب المواجهة الدامية في اليمن، فيما يتوقع مراقبون أن أي تقارب بين طهران والرياض سينعكس بدوره على الوضع في اليمن حيث تهدف الرياض إلى استغلال علاقة الصداقة القوية بين إيران وجماعة أنصار الله في اليمن إلى دفعها لممارسة ضغوطات على أنصار الله للقبول ببعض الشروط التي تطرحها الرياض، غير أن بعض هذه الشروط ترفضها صنعاء جملة وتفصيلاً خاصة تلك الشروط التي تتعلق بالتحكم بالثروات الباطنة في اليمن وبقاء مناطق يمنية بعيدة عن سيطرة حكومة صنعاء خاضعة للنفوذ السعودي والإماراتي بما في ذلك القبول بوجود قوات عسكرية أجنبية بدعوى مكافحة الإرهاب.
ذكر التلفزيون الرسمي الإيراني أن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي التقى بالرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في طهران يوم السبت ، بعد يوم من زيارته للسعودية.
وقال الكاظمي في مؤتمر صحفي مشترك متلفز مع رئيسي “اتفقنا على العمل معا لتحقيق الاستقرار والهدوء في المنطقة”، فيما قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إن “الحوار مع المسؤولين الإقليميين يمكن أن يحل القضايا الإقليمية”.
ولا يوجد حتى الآن تصريح رسمي صريح بأنه سيجري تدشين مفاوضات جديدة بين السعودية وإيران لكن طهران ألمحت إلى أن الجولة القادمة المتوقعة قد تنعقد في دولة قطر.
المصلحة الأمريكية تضطرها إلى التصالح مع طهران ولو مؤقتاً
وتأتي زيارة الكاظمي بعد يوم من اجتماعه مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في مدينة جدة السعودية.
كما يأتي في الوقت الذي يبدو فيه أن القادة الغربيين يحاولون تحسين العلاقات مع الدول الغنية بالنفط والغاز وسط المواجهة مع روسيا. سافر منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إلى طهران يوم الجمعة وأعلن أن المحادثات المتوقفة منذ فترة طويلة بشأن البرنامج النووي الإيراني من المقرر أن تستمر في الأيام المقبلة.
بدوره، من المقرر أن يسافر الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى الرياض الأسبوع المقبل، على الرغم من تعهده بتهميش العائلة المالكة السعودية في أعقاب مقتل الصحفي جمال خاشقجي في تركيا والذي يحمل الجنسية الأمريكية أيضاً.
ينظر الغرب إلى أن أبرز نقطة صراع بين السعودية وإيران كانت في اليمن، وتصف واشنطن الحرب في اليمن التي تشارك الإدارة الأمريكية فيها بشكل غير مباشر وفي بعض الأحيان بشكل مباشر في بعض العمليات جنباً إلى جنب مع التحالف العسكري الذي تقوده السعودية، تصف واشنطن الحرب هناك بأنها حرب بالوكالة حيث تدعم واشنطن والتحالف السعودي الحكومة اليمنية المخلوعة بينما تدعم إيران جماعة أنصار الله المدعومين شعبياً.
وحالياً في اليمن تعتبر الحرب شبه متوقفة بعد التوقيع على هدنة بين حكومة صنعاء التي تقودها جماعة أنصار الله وبين السعودية التي تقود التحالف العسكري المدعوم أمريكياً، وفي حديث للرئيس الإيراني مع رئيس الوزراء العراقي فإن رئيسي أكد على موقف إيران الداعي إلى التمسك بالهدنة في اليمن وتوسيعها بما تشمل الملفات الإنسانية الأخرى الأكثر إلحاحاً والتي تمس المواطنين بشكل مباشر.
جرت محاولات لمعالجة التوترات المستمرة منذ سنوات بين طهران والرياض في محادثات منخفضة المستوى في بغداد العام الماضي ، ولكن تم تعليق هذه المحاولات بعد إعدام حوالي 40 مواطنا شيعيا.
وتعتقد السعودية أن بإمكان إيران الضغط على أنصار الله في اليمن، غير أن طهران أكدت أكثر من مرة أن الشأن اليمني يجب أن لا يتدخل فيه أحد من الأطراف الإقليمية وأن يُترك لليمنيين شأنهم ليحلوه بأنفسهم، حيث سبق أن رفضت طهران طلبات سعودية سابقة تتعلق باليمن مرجئة الطلبات السعودية إلى التقدم بها إلى حكومة صنعاء مباشرة كونها صاحبة الشأن.