اليمن .. بوابة حلب السعودية
وما يسطرون -المساء برس..هاشم يحيى الدرة|
في تقريره الدوري عن خارطة انتشار القوات الأمريكية في العالم، الشرق الأوسط على وجه الخصوص أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن عبر رسالة توجه بها إلى الكونجرس الامريكي عن تواجد قوات أمريكية في اليمن، وبذات المبرر السمج الذي جرى على لسان أسلافه محاربة الإرهاب.
بايدن الذي لم يشر في رسالته إلى حجم تلك القوات وأماكن انتشارها في اليمن تفصيلا، إلا أنه كشف فصلا ليس بالجديد في باب التدخل الأمريكي المباشر عسكريا في اليمن، فزيارات الإدارة الأمريكية على الأرض اليمنية لمحافظتي المهرة وحضرموت عبر سفيرها السابق “كريستوفر هينزل” بصحبة السفير السعودي محمد آل جابر، كشفت عن بعض أماكن تلك القوات والهدف من تواجدها، حيث تقتسم هذه القوات مطار الغيضة مع القوات البريطانية والسعودية، لتجسد طبيعة التدخلات الإقليمية والدولية في الشأن اليمني، ومستوى الانحدار الذي وصلت إليه سلطات المرتزقة وتيسيرها لمهام المحتل في تحقيق مطامعه، التي أصبحت مكشوفة ومعروفة لدى الجميع.
اعتراف بايدن، تم تأكيده سلفا عبر المناورات والانتشار الكبير للبحرية الأمريكية الذي نفذته خلال الأشهر القليلة الماضية في سواحل اليمن جنوبا مرورا بباب المندب حتى الساحل الغربي، وبمشاركة ثلاثين دولة بما فيها كيان العدو الصهيوني، بمبرر مكافحة الإرهاب وتأمين خط الملاحة البحرية، لكنه يؤكد النية المسبقة والمخطط لها في السيطرة على سواحل اليمن كليا، وإنجاز ما عجزت عن تنفيذه من خلال مسودة تقسيم اليمن في مؤتمر الحوار الوطني، كما ينفي مزاعم الخارجية الأمريكية ومبعوثها الخاص،بأن إنهاء الحرب في اليمن يمثل أولوية بالنسبة لواشنطن، وبنى هذا التفاؤل على أساس هدنة صورت أنها تنفذ بنحو كامل.
رسالة بايدن للكونجرس الأمريكي تحدثت عن تعاون القوات الأمريكية في اليمن مع قوات حكومة المرتزقة في مكافحة تنظيم القاعدة، وهو التنظيم ذاته الذي أعلن صراحة وبث مقاطع فيديو لا حصر لها عن مشاركته كتفا بكتف إلى جانب قوات التحالف وحكومة المرتزقة، كما اعترف بذلك بالصوت والصورة زعيم التنظيم الإجرامي خالد باطرفي.
حديث بايدن في هذه الرسالة تطرق إلى دور غير قتالي للقوات الأمريكية وحصره في تقديم المشورة العسكرية والمعلومات المحدودة إلى تحالف العدوان، وهذا تنصل مفضوح عن مسؤولية الحرب على اليمن، التي لم يكن لها أن تأخذ هذا البعد الزمني لولا الغطاء السياسي والدعم اللوجستي الأمريكي، كما أن محاولة بايدن التقليل من حجم القوات الأمريكية المتواجدة على الأرض اليمنية لا ينفي التدخل العسكري الأمريكي المباشر على اليمن، بل إنه يؤكده، كما يؤكده أيضا تواجد أكثر من 2733 جنديا وضابطا أمريكيا على الأراضي السعودية وبشكل رسمي للدفاع عنها.
رسالة بايدن وإن كانت دورية إلا أنها تزامنت مع إرهاصات زيارة مرتقبة له إلى السعودية، في وقت اثارت هذه الزيارة سخط ناخبي بايدن ومعارضيه الذين وصفوه بالكذاب، حيث يتوجه لزيارة مملكة أكد خلال خطاباته الانتخابية بأن حقوق الإنسان فيها منتهكة من قبل سلطاتها لا سيما ولي العهد محمد بن سلمان الذي أكد بايدن أن يده ملطخة بدماء خاشقجي، وأنه لا بد من معاقبته، غير أن براجماتية مصالح أمريكا غيرت لهجة بايدن لتتناسب مع السياسة الأمريكية، الانتهازية والبعيدة عن القيم حيث تفقد أهميتها مع انتهاء الخطابات.. فالمصلحة هنا تقضي بضرورة التعاون مع ابن سلمان لاحتلال اليمن والتواجد المباشر فيه عسكريا، بعد تنامي مبرر هذا الحضور،، المتمثل في ضعف حكومة المرتزقة وعدم قدرتها على مواجهة مخاطر التنظيمات الإرهابية التي يتم تضخيمها إعلاميا، لتصبح اليمن مسرحا مفتوحا يلعب فيه الجميع، دون أن يعترض أحد.