ما يدركه قادة الحرب في صنعاء وما على السعودية أخذه بالاعتبار.. تحليل
خاص – المساء برس| تحليل: وليد الحميري|
تناور السعودية طمعاً بكسب الوقت وإعادة ترتيب أدواتها في الداخل استعداداً للمرحلة القادمة، إذ لم تكن الهدنة رغبة سعودية بقدر ما كانت رغبة أمريكية فرضتها مستجدات الحرب في أوكرانيا.
يقول بايدن أن إنجاح العملية السلمية في اليمن سيظل على قائمة أولويات البيت الأبيض، والهدف كما نعرف هو إطفاء الحرائق في المنطقة، بما يضمن سلاسة تدفق النفط إلى السوق العالمية، في ظل الحظر المفروض على النفط الروسي.
على الجانب الآخر.. تناور الرياض بموقفها المتصلب بخصوص رفع حصتها في أوبك للحصول على مكاسب عسكرية وسياسية من الغرب والولايات المتحدة، وبالأخص ضمان دعم عسكري أمريكي لا محدود في حرب اليمن، بما فيه الحصول على أحدث منظومات الدفاع الجوي، عقب فشل منظومتي باتريوت وثاد الأمريكيتان في التصدي للصورايخ والطائرات اليمنية العابرة للحدود.
بالأمس قال البيت الابيض أن الزيارة المرتقبة لبايدن لكل من السعودية وإسرائيل تم تأجليها الى مطلع شهر يوليو، حيث من المقرر أن يحضر بايدن قمة دول مجلس التعاون الخليجي، ضمن مساعيه لتشكيل حلف ناتو عربي لمواجهة محور المقاومة بزعامة إيران.
كانت الصحافة الأمريكية قد كشفت عن صفقة محتملة بين السعودية وإسرائيل تتعلق بالتطبيع ونقل السيادة المصرية على جزيرتي تيران وصنافير إلى السيادة السعودية.
في الشأن اليمني ..
يبدو مجلس الارتزاق بقيادة العليمي عاجزاً عن تحقيق أي نقلة ملموسة على الصعيدين الاقتصادي والمعيشي، ناهيك عن إصدار قرارات مصيرية، إذ تطلب قرار تغيير مدير أمن حضرموت الكثير من الجدل بين مكونات المجلس الهلامي.
بمعنى أن السعودية شكلت هذا المجلس بهدف توحيد جميع المليشيات الموالية لها والمختلفة فيما بينها، لمواجهة صنعاء، وهذا ما يفسر التحشيد المستمر للمرتزقة الجدد تحت مسمى “ألوية اليمن السعيد”.
ما يثبت أن الهدنة المزعومة ليست إلا تكتيكاً سعودياً لإعادة ترتيب الأوراق، وهو ما يدركه قادة الحرب في صنعاء، وتحدث عنه قائد الثورة بالأمس كاشفاً في لقاء موسع بوجهاء ومشائخ تعز عن نوايا العدو للتصعيد خلال المرحلة القادمة.
وعليه فإذا ما اندلعت شرارة الحرب مجدداً، فستكون تبعاتها كارثية على المنطقة برمتها، وعلى الرياض وأبوظبي أن تستعدان جيداً لحرائق وانفجارات يصعب السيطرة عليها، فيما سيكون على مجلس العليمي أن يحزم حقائبة قافلاً إلى الرياض، لأن المعاشيق وكل شبر في عدن والجنوب لن يكون آمناً، وقد تطال ضرباتنا قواعد الإماراتيين والسعوديين في مطار الريان بالمكلا وسقطرى والغيظة وبلحاف،
وأكاد أجزم أن لدى صنعاء اليوم القوة البشرية الكافية لإشعال كل محاور وجبهات القتال على نحو غير مسبوق، بما فيها جبهات الحد الشمالي، وهي الجبهة الكفيلة بإخضاع السعودية، إذ وأنه ومع استعادة قواتنا المسلحة كامل الأراضي الحدودية التي سقطت بيد العدو، بات بمقدورها الآن نقل معاركها إلى مدن الجنوب السعودي، الأمر الذي سيشكل ضغطاً قوياً على الجيش السعودي ومرتزقته، وهنا فقط بإمكان صنعاء تكرار المقايضة التاريخية: “جنوب اليمن مقابل جنوب السعودية”.
مئات الآلاف من المقاتلين الشبان ينتظرون الآن في معسكرات التدريب لحظة صدور الأمر بالاندفاع إلى جبهات الحرب لتحرير كامل أراضي البلاد.
المفاجآت المنتظرة قد تصعق الجميع، والقادم قد لا يخطر على بال محمد بن سلمان ومحمد بن زايد، أما العليمي وطارق والزبيدي وزبانيتهم فقد تأتيهم المفاجآت من فوقهم ومن تحتهم، وربما قد لا يجدون وقتاً للفرار عبر قارب صيد إلى جيبوتي.
والله غالب على أمره..