الانتقالي يؤكد رسمياً اعتزامه “تغيير خطابه السياسي بما يتواكب مع المرحلة” بما في ذلك “الوحدة”
خاص – المساء برس|
في تطور لافت يكشف عن مدى انسياق المجلس الانتقالي الجنوبي وراء التوجيهات الصادرة له من الخارج وبالتحديد من الإمارات صاحبة القرار الأول والأخير بشأن الانتقالي ومواقفه، كشف الانتقالي وبشكل رسمي عن اعتزامه تغيير خطابه السياسي بما يتواكب مع المرحلة حسب توصيف أبرز قياداته أحمد بن بريك رئيس الجمعية الوطنية للانتقالي ورئيس ما كان يعرف بالإدارة الذاتية.
بن بريك في لقاء له بقيادة انتقالي سقطرى الخميس الماضي، أكد بالقول “عزم قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي في إعادة هيكلة هيئات المجلس وتغيير الخطاب السياسي له، بما يتواكب مع المرحلة القادمة، مشدداً على ضرورة وحدة الصف الجنوبي لنتخطى كل الصعاب والعقبات”، بحسب ما نشره موقع المجلس الانتقالي الرسمي، وهو ما يحمل معه دلالات بشأن إعادة الانتقالي تغيير خطابه بشأن مواضيع رئيسية مثيرة للجدل في الشارع اليمني أبرزها موضوع الوحدة واستعادة دولة الجنوب الذي أسقطه الانتقالي من شعاراته التي كان يرفعها من أجل حشد الشارع الجنوبي خلفه منذ إنشائه إماراتياً في 2017، وسقوط هذه الشعارات بمجرد إدراجه من قبل التحالف في السلطة الجديدة التي شكلتها والتي أعادت من خلالها سلطة نظام 7/7 الذي اجتاح الجنوب في 94.
في سياق متصل وبما يشير إلى بدء الانتقالي تنفيذ ما كشفه بن بريك بشأن خطابه السياسي بما في ذلك ما يتعلق بالوحدة، قال جمال حيدره أبرز إعلاميي الانتقالي والمذيع بقناة الغد المشرق التابعة للإمارات والعاملة لحساب الانتقالي المدعوم إماراتياً، قال إن الجنوب لا يوجد أي ثابت يجمع أبناءه كما هو الحال في الشمال، الذي يلتف جميع أبنائه حول ثابت الوحدة.
وقال حيدرة في منشور على حسابه بالفيس بوك، إنه “ومع الحرب التي يعيشها الشمال إلا أنه موحد حول ثابت واحد وهو ثابت الوحدة اليمنية”، وأضاف أن الشعب في شمال اليمن يمكنه أن يتحمل كل صنوف العذاب لكنه لن يتخلى عن الوحدة مهما كانت التكلفة، مشيداً بهذا الأمر الذي قال عنه بأنه “أمر يحترم بصرف النظر عن موقفنا حوله” في إشارة لموقف الانتقالي من الوحدة.
وأضاف حيدرة بأن الوضع في الجنوب مختلف، مؤكداً بالقول إن “الجنوب في ظاهره مستقر إلا أن باطنه ممزق، وتائه، ولا ثابت يمكن أن يلتف الشعب حوله، في ظل الفجوة الآخذة بالتوسع بين القيادة والقواعد، فجوة حفرتها ثمان سنوات من عدم الوضوح في الرؤية، والموقف، يضاف إليها تهافت جنوبي غير مسبوق أمام المناصب والمصالح الشخصية، وذلك التناقض بين هدف ظاهر وآخر خفي” في إشارة للانتقالي الجنوبي وقياداته التي تهافتت على المناصب في سلطة نظام 7/7.
وقال حيدرة والذي يعد من أبرز الإعلاميين المناديين بالانفصال والمدافعين عن مخطط التفكيك في اليمن، بأنهم اليوم يستطيعون أن يقولوا إن الوحدة محمية بإرادة شعبية وسياسية واسعة شمالاً وبمصالح ضيقة جنوباً، مدللاً على ذلك بالقول إن “المواقف العربية والدولية ما تزال ثابتة من الوحدة اليمنية، وتدعمها بشكل علني، ودون مواربة، وما تزال تنظر للمناديين بحل الدولتين على أنهم قاصرو وعي، ويحتاجون إلى حماية من أنفسهم، يضاف إليها تأهيل نفسي، وتثقيف سياسي، ومشاركة محدودة في السلطة. نستطيع أن نقول اليوم إن الوحدة محمية بإرادة شعبية وسياسية واسعة شمالا، وبمصالح ضيقة جنوبا”.