ما من رد على مبادرة الحوثي بشأن فتح الطرق في تعز.. من يرفض فتح الطرق؟
خاص – المساء برس|
اعتبر مراقبون إن سلطة صنعاء رمت بكرة موضوع فتح الطرق في تعز في ملعب الإصلاح الذي ظل يستخدم ورقة تعز للمزايدة السياسية لا أكثر طوال السنوات الماضية.
عضو مجلس الرئاسة في صنعاء (المجلس السياسي الأعلى) محمد علي الحوثي، طرح مبادرة وأعلن استعداد صنعاء لتنفيذها فوراً في حال وافق الطرف الآخر عليها، في إشارة لسلطة الأمر الواقع في مدينة تعز المسيطرة على مركز المحافظة والأجزاء الجنوبية والغربية منها.
تضمنت المبادرة وقف القتال في تعز بين الطرفين (قوات صنعاء وقوات الإصلاح والتحالف) ورفع المواقع العسكرية لقوات الطرفين المنتشرة بمحيط الخط الرئيسي الرابط بين الحوبان ومدينة تعز، وفتح الطرقات، وأكد الحوثي في المبادرة التي أعلنها ونشر نقاطها على حسابه بتويتر في ساعة متأخرة من مساء أمس أنهم جاهزون لتنفيذها من صباح هذا اليوم إذا وافق الإصلاح عليها.
حتى اللحظة لم تتلقى صنعاء أي رد على مبادرتها المعلنة على لسان الحوثي، وهو ما يؤكد أن رغبة إبقاء تعز على هذا الوضع نابعة من حزب الإصلاح نفسه الذي يستغل هذا الملف لتحقيق مجموعة من الأهداف أبرزها ما يلي:
أولاً: انتقاماً من السعودية والإمارات هناك فصائل داخل الإصلاح وتيارات تريد خلط الأوراق على التحالف عبر استغلال ملف تعز، لأن ملف فتح الطرقات والمعابر من وإلى تعز مرتبط بالهدنة التي تم الاتفاق عليها بين صنعاء من جهة وكلاً من (الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا والتحالف) من جهة مقابلة، وتم توقيعه برعاية من الأمم المتحدة، وبالتالي فإن أي عرقلة لهذه الهدنة تصب في مصلحة الإصلاح الذي أخرجته السعودية من اللعبة السياسية في اليمن بعد أن قامت بالإطاحة بعبدربه منصور هادي والإصلاح وشكلت مجلس القيادة الرئاسي الذي نصبت له رشاد العليمي رئيساً وصعّدت القيادات الموالية للإمارات لعضويته.
ثانياً: تعز ليست محاصرة كلياً كما يحاول الإصلاح وإعلامه تصوير المشهد فالطريق من تعز إلى عدن مفتوحة إضافة لوجود طريق رئيسي يربط بين تعز ومدينة المخا الساحلية وهذه الطريق والمناطق التي يمر فيها بالإضافة للطريق الواصلة إلى عدن جميعها تقع في مناطق تحت سيطرة الإصلاح وفصائل التحالف، بالنسبة للطريق الواصلة إلى عدن يستغلها الإصلاح لفرض جبايات مالية على شاحنات النقل التجاري، وهو ما يدر على الإصلاح مليارات الريالات شهرياً، ومن الصعوبة أن يتخلى الإصلاح عن هذه المليارات بكل سهولة لمجرد رفع الحصار عن تعز، إذ لا يهم الإصلاح بقاء تعز محاصرة بقدر ما يهمه بقاء إيراداته قائمة وغير منقطعة، أما الطريق الأخرى الرابطة بين تعز والمخا فبالرغم من أنها تقع تحت سيطرة الإصلاح والفصائل الموالية للتحالف إلا أنها مغلقة بسبب صراع هذه الفصائل بما فيها تلك التابعة لطارق صالح على الجبايات المالية فطارق يريدها له والإصلاح يريدها له.
ثالثاً: يضع الإصلاح من أجل الموافقة على فتح المنافذ في تعز شروطاً منها ما هو مطلوب من صنعاء تنفيذها ومنها ما هو مطلوب من هادي سابقاً ومجلس رشاد العليمي حالياً تنفيذها، بالنسبة للشروط المطلوب تنفيذها من صنعاء هو إطلاق سراح القيادي بالحزب محمد قحطان، وهذا الشرط بقدر ما هو إخلاص من الحزب لأحد قياداته إلا أنه يحمل من الانتهازية والأنانية قدراً يكشف مدى حقارة الحزب في ربط مصير الملايين من أبناء تعز بمصير شخص واحد لمجرد أنه ينتمي للحزب، أما الشرط المطلوب من الحكومة التابعة للتحالف فيتمثل في إقالة محافظ تعز المحسوب على حزب المؤتمر نبيل شمسان وتعيين آخر يرشحه الإصلاح.