الرئاسي بعدن.. مجلس منقسم والعليمي رئيس بلا سلطة والسيطرة محصورة للانتقالي وتوحيد الصفوف استهلاك إعلامي
تقرير خاص – المساء برس|
أثارت قضية الاعتداء على الصحفي والناشط حمزة المرادي، المقرب من محافظ مأرب والعضو بمجلس الرئاسة الذي يقوده رشاد العليمي، سلطان العرادة، الجدل بشأن حقيقة تكاتف واصطفاف القوات المدعومة من التحالف السعودي الإماراتي ضد قوات صنعاء بعد تشكيل المجلس الثماني الرئاسي بقيادة العليمي، ما يؤكد أن الحديث عن الاصطفاف وتوحيد القوى المناهضة لحكومة صنعاء مجرد استهلاك اعلامي.
المرادي الذي سرد تفاصيل ما تعرض له في عدن من قبل قوات الانتقالي، أكد تعرضه لاعتداء في نقطة الحمراء التابعة لمعسكر جبل حديد.
وقال المرادي “تم التعامل معي بعنصرية والسبب أنني من مأرب”، وأضاف “كان هناك نداءات بالأجهزة اللاسلكية من قبل قائد النقطة وأركان المعسكر تدعو إلى احتجازي باعتباري دحباشي”.
وأكد المرادي أن أحد أفراد النقطة قام برمي جوازه وإشهار السلاح في وجهه وطلب منه العودة إلى مأرب، مؤكداً أنه كان يحمل تراخيص لحمل سلاح شخصي صادرة من إدارة أمن عدن، وأنه جرى تنسيق قدومه لمدينة عدن من قبل رئيس انتقالي شبوة علي أحمد الجبواني، فضلاً عن وجود بلاغ عمليات من رئاسة الانتقالي لتسهيل مروره وكان هدفه من زيارة عدن البحث عن صالة عرس لإقامة حفل زفافه.
الاعتداء على حمزة المرادي نظراً لانتمائه لمحافظة مأرب، أثار جدلاً على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب ما وصفوه بأن ما تعرضه له المرادي يثبت أن عدن لا زالت تخضع لسيطرة طرف من الأطراف التابعة للتحالف وأن العليمي أيضاً رئيس يقيم في مدينة لا يستطيع توجيه أمر أمني أو عسكري فيها لأن من يسيطر عليها من قوات لا تأتمر بأوامره، ولعل ذلك ما يفسر استمرار انقسام المجلس الرئاسي منذ تشكيله وحتى الآن.
فسيطرة الانتقالي على عدن وتمسكها بعدم السماح بدخول أي قوات أخرى تتبع بقية أعضاء المجلس الرئاسي إلى المدينة، يراه مراقبون بأنه يوسع الخلافات داخل المجلس الرئاسي الذي فشل في التوحد وهو ما أدى إلى مغادرة أعضاء المجلس لمدينة عدن وعودة كل واحد منهم إلى المنطقة التي كان يسيطر عليها كفرج البحسني وسلطان العرادة وطارق صالح.
ووصل الانقسام داخل مجلس الثمانية الرئاسي إلى الحد الذي منعهم من اللقاء بالمبعوث الأممي هانس غروندبيرغ الذي زار عدن قبل يومين بهدف الترتيب لإعادة فتح مطار صنعاء ودفع المجلس للموافقة على السماح للمسافرين بالمغادرة بموجب جوازات السفر الصادرة من صنعاء بعد أن تم الاتفاق على ذلك بين المبعوث وقيادة التحالف قبل وصوله إلى عدن بيوم واحد، حيث لم يلتقي المبعوث الأممي بجميع أعضاء المجلس الرئاسي، بالإضافة إلى أن المجلس ومنذ أن انتهت إجازة عيد الأضحى لم يعقد اجتماعاً واحداً بسبب مغادرة أعضاء المجلس لعدن على وقع رفض الانتقالي السماح ببقائهم بقواتهم داخل عدن بالإضافة لرفض الانتقالي التخلي عن السيطرة على عدن ودمج قواته ضمن قوات موحدة بقيادة العليمي، الأمر الذي يجعل العليمي ذاته مجرد رئيس بالاسم فقط حيث يفتقد لوجود قوة عسكرية وأمنية تضمن تمرير قراراته وتوجيهاته.
وحسب مصادر مطلعة فإن قرارات وتوجيهات رشاد العليمي لا تزال تخضع للقبول والمصادقة عليها من قبل التحالف السعودي الإماراتي من أجل تمريرها، حيث تؤكد المصادر المطلعة أن هناك أكثر من ملف لم يستطع العليمي البت فيها بسبب عدم التعاطي معها من قبل بقية أعضاء المجلس الرئاسي المعنيين بهذه الملفات، الأمر الذي يجعل العليمي مضطراً إلى رفع ما يطلبه بخصوص هذه الملفات إلى التحالف السعودي ثم يقوم التحالف عبر السفير السعودي محمد آل جابر بالتخاطف مع الأطراف المعنية داخل المجلس من بقية الأعضاء للقبول والتعاطي مع ما يطلبه العليمي، الأمر الذي عده مراقبون بأنه يجعل العليمي مقيداً في تحركاته وتوجيهاته المرهون تنفيذها من عدمه بالتحالف السعودي الإماراتي.
حتى فرج البحسني الذي لم يعد إلى عدن منذ اخر اجتماع لملجس القيادة قبل عيد الفطر المبارك، بدأ يهدد بجعل حضرموت مكاناً بديلاً لمجلس القيادة، الأمر الذي يجعل الانتقالي أمام تهديد حقيقي بإفراغ عدن من محتواها ومن كونها عاصمة مجلس القيادة الرئاسي وهو ما يستتبعه بالضرورة وقف أي التزامات من مجلس الرئاسة بشأن تطوير وتأهيل مدينة عدن المعقل الرئيسي للمجلس الانتقالي.
فتصريحات البحسني التي وردت اليوم في لقاء للمكتب التنفيذي لحضرموت، ورد فيها تلميحات واضحة بإمكانية نقل “العاصمة المؤقتة” إلى حضرموت