الرياض تؤكد على وصايتها وهيمنتها على مجلس الرئاسة الذي شكّلته
خاص – المساء برس|
مجدداً تعيد السعودية التأكيد على وصايتها وهيمنتها في اليمن حتى وهي تهم بالخروج من المستنقع الذي وضعت نفسها فيه في حربها الفاشلة على اليمن.
تهدف الرياض إلى الخروج من اليمن ونقل الصراع في هذا البلد إلى حرب أهلية أو صراع داخلي من خلال دعم السلطة الجديدة التي شكلتها واختارت أعضاءها فيما سُمي مجلس القيادة الرئاسي، الخطوة الأخيرة التي اتخذتها الرياض كانت بمثابة إيذاناً بخروجها من الحرب في اليمن رامية بكل تبعات هذه الحرب على القيادات اليمنية الموالية والتابعة لها، وهي بذلك تريد القول للمجتمع الدولي بأنها من الآن وصاعداً لم يعد لها دخل بالحرب في اليمن، وفي حال تعثر مسار السلام وعادت المواجهات بين قوات صنعاء والقوات الموالية للتحالف فستعمل الرياض على عدم فرض نفسها عسكرياً بشكل مباشر وستركن بدلاً من ذلك إلى التشكيلة الجديدة التي جمعتها في مجلس واحد والتي تضم قيادات مكونات عسكرية لها حضورها على الأرض باستثناء ثلاث شخصيات هي رئيس المجلس رشاد العليمي والعضوين عثمان مجلي وعبدالله العليمي.
وعلى الرغم من رغبة الرياض في إظهار أنها لم يعد لها دخل بما سيحدث في اليمن مستقبلاً والزعم أن ما يحدث هو شأن داخلي في حال تجددت الحرب من جديد، إلا أن نزعة الهيمنة والتسلط والوصاية لا تفارق التصريحات أو التحركات السعودية، وما حدث بالأمس في مدينة عدن أكبر دليل على ذلك.
في عدن أدى رئيس وأعضاء مجلس الرئاسة التابع للتحالف القسم الرسمي، وفي الوقت الذي يفترض أن يكون هذا القسم أمام رئيس برلمان سلطة التحالف وأعضائه الموالين للسعودية والإمارات باعتبارهم – مجازاً – ممثلين عن الشعب، كان لافتاً في أن هذا القسم إنما تم تأديته أمام السفير السعودي محمد آل جابر المعروف بكونه الحاكم الفعلي في المناطق الخاضعة لسيطرة التحالف جنوب وشرق اليمن، وفي ذلك إشارة واضحة من السعودية بأنها لا تزال هي صاحبة القرار والوصي والمهيمن على من تم الإتيان بهم للسلطة.
أثناء أداء اليمين كان لافتاً حجم التشرذم والانقسام داخل مجلس الرئاسة التابع للتحالف، فعيدروس الزبيدي رفض القسم بالحفاظ على الوحدة والنظام الجمهوري رغم أنه نائب رئيس هذا النظام، وفي ذلك مؤشر على أن الصراع لم ينتهي بعد في الجنوب بالإضافة لكونه مؤشر أيضاً على تخبط الانتقالي الذي تلعب به الرياض وقبلها أبوظبي كيفما شاء صاحب القرار، وذلك ليس مستغرباً على الزبيدي الذي قال في مقابلة تلفزيونية على قناة سعودية بأنه والمجلس الانتقالي الجنوبي وأبناء الجنوب تحت أمر محمد بن سلمان وأنهم مستعدون أن يضرب بهم أينما يشاء داخل اليمن او خارجه.