ساسة الطرف الثالث اليمنيين يحاولون تصوير السعودية أنها وسيط وليست طرفاً بالحرب
خاص – المساء برس| تحليل: يحيى محمد الشرفي|
العديد من القيادات السياسية اليمنية المتواجدة في الخارج والتي حاولت إبقاء نفسها – رغم تأييدها للتحالف العسكري السعودي ضد اليمن ورغم اعتبارها جزءاً من منظومة ما تسمى الشرعية – حاولت إبقاء نفسها على أنها طرف ثالث لا علاقة لها بأي من طرفي الحرب في وعلى اليمن، بدأت اليوم بالتحدث بنغمة جديدة، ملخصها أن السعودية لا علاقة لها بالحرب وأنها مجرد وسيط وأن الهدنة على سبيل المثال هي نتاج “جهود الرياض الجبارة للتقريب بين اليمنيين”.
أمثال هؤلاء الأشخاص الذين يتناقضون مع أنفسهم بشكل واضح، الدبلوماسي والدكتور مصطفى النعمان، والذي رصد “المساء برس” تحليلاً له منشور في صحيفة “الأيام” التي كانت في السابق ناطقة باسم الحراك الجنوربي الشعبي السلمي واليوم أصبحت ناطقاً باسم الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً وسعودياً.
حاول النعمان في تحليله، متحدثاً عن دور السعودية فيما يتعلق بما يسمى “مشاورات الرياض” القائمة حالياً بين فصائل التحالف وأدواته المحلية، وأيضاً فيما يتعلق بالهدنة المعلنة بين صنعاء والتحالف، حاول في هذا التحليل تمجيد دور السعودية وتحويلها من طرف في الحرب على اليمن إلى قائدة سلام بين اليمنيين، حيث قال “ما من شك أن الدور المحوري الذي قامت به وتواصله الرياض ومسقط في الدفع بالأطراف إلى الدخول في مسار التهدئة ثم الوقف النهائي لهذه الحرب الطويلة هو محل تقدير الذين ينشدون السلام”، في محاولة قصد منها الكاتب والسياسي اليمني المقيم في الخارج إبعاد السعودية عن مسؤوليتها جراء ما تعرضت له اليمن واليمنيون من انتهاكات وجرائم حرب وقصف شمل الأخضر واليابس وحصار خانق أتى على كافة المناطق اليمنية شمالاً وجنوباً على مدى سبع سنوات متتالية.
ورغم انتقاد النعمان لما يحدث حالياً في الرياض إلا أنه يناقض نفسه في التحليل ذاته، حيث أكد أن ما يجري في السعودية حالياً هو إعادة ترتيب البيت الداخلي للشرعية وإصلاحها من جديد، وفي الوقت ذاته يُروّج في فقرة أخرى من التحليل للتعويل على مخرجات ما يسمى “مشاورات الرياض” التي انتقدها أيضاً في ذات التحليل وأكد أنها تُبنى على أسس المرجعيات الثلاث التي أكد أيضاً أنه أصبح من المستحيل العمل بها أو تطبيقها.
يحاول النعمان ترويج وتلميع السعودية بصفتها وسيطاً محاولاً تغييب اليمنيين عن كون السعودية هي طرف أساسي في الحرب، ويعوّل على الرياض بأن تستمر في تقديم المزيد من الدعم والمساندة للمتشاورين في الرياض للخروج بحلول توافقية، ورغم أن النعمان قدم انتقاداً لاذعاً ضد الشرعية التي قال إنها تصر على التمسك بالمرجعيات الثلاث على الرغم من اعتراف الجميع باستحالة تنفيذها، إلا أنه لم يتطرق أو يلتفت إلى أن من يدعي أنه وسيط فيما يحدث اليوم في الرياض هو من يؤكد بنفسه على موضوع المرجعيات الثلاث، فتصريحات أمين عام مجلس التعاون الخليجي تتكرر يومياً منذ بداية المسرحية الهزلية القائمة بمقر المجلس بالرياض شاهد عيان على ذلك، فلا يكاد يخلو تصريح لنايف الحجرف من ذكر والتأكيد على مسألة المرجعيات الثلاث والبناء عليها، فكيف ينتظر النعمان حلاً سليماً بعيداً عن مرجعيات الشرعية والتحالف يخرج به المتشاورون في الرياض برعاية سعودية فيما الأخيرة ذاتها هي من تتمسك بهذه المرجعيات وتحاول فرضها بالقوة وهو الذي اعترف بنفسه وفي التحليل ذاته بأنها مستحيلة التنفيذ وأنها مجرد ورقة التوت التي تتمسك بها الشرعية للبقاء في السلطة والتغطية على فسادها وفشلها.
يقول النعمان أيضاً أن مراجعة الشرعية لحساباتها خلال السنوات الماضية سيقود إلى إبعاد كل الشخوص الذين مارسوا السلطة تحت غطائها، ورغم ذلك يحاول النعمان الترويج في تحليله لمسألة أن الحل لن يكون إلا عبر السعودية التي صنعت ودعمت ومولت كل من تقودهم اليوم فيما يسمى بمشاورات الرياض، وأن الحل أيضاً سيكون ببدء التواصل بين أدوات التحالف وبين طرف صنعاء ممثلاً بأنصار الله والمؤتمر الشعبي العام وحلفائهم، متناسياً أنه سبق أن نقل بلسانه عن علي محسن الأحمر قوله “إننا لسنا رجالاً ولا نستطيع الاعتراض على السعودية بشأن سياساتها في اليمن من بداية الحرب كما كان ضباط ثورة سبتمبر يفعلون مع الضباط المصريين خلال الحرب الجمهورية الملكية” فهل يدرك النعمان أن صنعاء لن تقبل بعودة أو الجلوس مع من لا يملكون أي قرار أو سلطة ومع من أثبتت السنين السبع الماضية أنهم مجرد منفذين لتوجيهات السفير السعودي؟!.