الانتقالي ينقلب على نفسه بمشاورات الرياض.. القضية الجنوبية في مهب الريح
خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|
يأتي مهرجان ما يسمى “مشاورات الرياض” بين الأطراف والفصائل التابعة للتحالف السعودي الإماراتي، للتأكيد على أن المجلس الانتقالي الذي صنعته الإمارات إنما هو أداة هدفها تنفيذ كل ما يصدر من أبوظبي أو الرياض، فالانتقالي يقدم نفسه حيناً تابعاً للإمارات تحت عناوين ومبررات بعيدة كل البعد عن حقيقة المجلس وأحياناً أخرى وحين يرى الانتقالي نفسه مهدداً من السعودية يسعى لنيل رضاها بتقديم نفسه مطيعاً لها ولكل ما يصدر عن محمد بن سلمان، فتصريحات عيدروس الزبيدي لم تكن اعتباطية حين قال في مقابلة تلفزيونية لإحدى قنوات التحالف أن المجلس وكل أبناء الجنوب هم جنود مجندة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان وأنهم في المجلس مستعدون لتنفيذ أي توجيهات تصدر عن بن سلمان وأن الأخير إذا أراد أن يوجههم للقتال في أي مكان فهم مستعدون داخل اليمن أو خارجه.
مشاورات الرياض تأتي اليوم لإثبات أن الانتقالي لا علاقة له على الإطلاق بالقضية الجنوبية، فما يحدث اليوم جعلت المجلس الذي ظل يتشدق بالقضية الجنوبية وتحرير الجنوب واستعادة الشطر الجنوبي كدولة مستقلة، يكشف عن حقيقته من خلال تماهيه مع المؤامرة التي تحيكها السعودية تحت غطاء مجلس التعاون الخليجي، هذه المؤامرة يراها مراقبون بأنها تجاوزت اليمن بثوابته وقضاياه المصيرية والتي منها القضية الجنوبية إلى المبادرة الخليجية التي يراد لها أن تعود باليمنيين إلى نقطة الصفر من الصراع الذي دار ولا يزال داخل اليمن على مستوى الفصائل والأطياف اليمنية المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني قبل اندلاع الحرب على اليمن.
بات من الواضح أن إحدى الأهداف مما يحدث فيما يسمى مشاورات الرياض، هو تضييع القضية الجنوبية ومظلومية أبناء الجنوب من جديد من خلال إعادة المتشاورين في الرياض إلى المبادرة الخليجية التي كانت في الأساس نقطة انطلاق الانقسام اليمني اليمني منذ بداية مؤتمر الحوار الوطني الذي ظل منعقداً على مدى 9 أشهر عام 2013 ليخرج في النهاية بمجموعة من الثوابت والقضايا التي تم التوافق عليها فيما بقيت بعض القضايا الشائكة والهامة محل خلاف وانقسام أبرزها على سبيل المثال مسألة الأقاليم.
أمام ما حدث في الرياض من إسقاط للقضية الجنوبية، لم يكن أمام الانتقالي الذي صنعته الإمارات إلا أن يبتلع لسانه ويصمت إزاء ما حدث لرئيس الجالية الجنوبية في السعودية والذي كان مشاركاً في المهزلة القائمة حالياً في الرياض بسبب ارتدائه علم الجنوب.
انقلب الانتقالي على نفسه، والانتكاسة التي مني بها المجلس في مشاورات الرياض أدت لإثارة السخط الشعبي في الشارع الجنوبي ضده وضد كل من شارك من الجنوبيين في هذه المهزلة التي يراد لها أن تطمس القضية الجنوبية وتسقطها من أي أجندة تفاوضية مستقبلية، وما يحدث في الجنوب من انقسامات وانتهاكات تمارسها الأطراف التي ترفع شعار القضية الجنوبية واستعادة الجنوب إنما هي مقدمات لإفراغ القضية الجنوبية من مضمونها، ومشاركة الانتقالي الآن في الرياض تعد مباركة منه وموافقة على طي أي صفحة للحديث مستقبلاً عن القضية الجنوبية.