جناح عفاش بالمؤتمر يفرض سيطرته السياسية على ثالث محافظة يمنية

تقرير خاص – المساء برس|

بعد أن شرع طارق صالح قائد ما يسمى المقاومة المشتركة التي شكلتها الإمارات من بقايا رموز نظام عفاش الموالين لها بحزب المؤتمر وتدعمها حالياً بالمال والغطاء السياسي، بفرض وجوده عسكرياً وسياسياً في المحافظات الجنوبية، أعلن مكتبه السياسي اليوم فرض تواجده على ثالث محافظة يمنية بعد محافظتي مارب وشبوة.

حيث دشن المكتب السياسي لطارق عفاش “المقاومة المشتركة” اليوم الخميس إشهار فرع المكتب السياسي في محافظة تعز، هذا الإشهار الذي عُقد في مدينة المخا معقل قوات طارق صالح المدعومة من الإمارات، جاء في الذكرى السنوية الأولى لإشهار طارق في نفس المكان قبل عام المكتب السياسي لقواته العسكرية التي شكلتها الإمارات من مجاميع من السلفيين الجنوبيين من جهة وبعض عناصر الحرس الجمهوري المؤتمريين الموالين لعفاش من جهة ثانية.

غير أن بعض المصادر الصحفية والسياسية أفادت في حديث خاص لـ”المساء برس” بأن اختيار مدينة المخا كمكان لإشهار فرع المكتب السياسي في تعز وليس في مركز المحافظة الخاضعة عملياً لسيطرة تنظيم الإخوان المسلمين “حزب الإصلاح”، جاء نتيجة فشل طارق في جعل هذا الإشهار داخل مدينة تعز ذاتها.

وقال الصحفي أحمد الكمالي لـ”المساء برس” إن طارق صالح فشل في إشهار مكتبه السياسي فرع تعز في مركز المحافظة ذاتها جاء بسبب ضغوطات وتهديدات من الإصلاح بإفشال أي فعالية له.

وقال الكمالي إن تيار طارق كان يرتب لإشهار هذا الفرع لمكتبه السياسي في نادي تعز السياحي وسط المدينة غير أن ضغوطات من الإصلاح في تعز والتلويح بإفشال الحفل دفع المكتب السياسي لطارق لإلغاء فكرة إشهار فرع تعز داخل المدينة ونقل الفعالية إلى مدينة المخا.

ويتهم الإصلاح طارق عفاش بوقوفه خلف التصفيات التي طالت مقاتلي الإصلاح في بداية الحرب على اليمن على مدى الأعوام الثلاثة الأولى منها (2015 – 2017) وذلك من خال كتائب القناصين الذين كانوا يتبعون المؤتمر والذين انتشروا في مدينة تعز حيث كانوا يقاتلون إلى جانب قوات صنعاء ومقاتلي أنصار الله وأن مهمتهم انحصرت في عمليات القنص فقط التي كانت تطال في بعض الأحيان مدنيين بشكل متعمد بقصد إثارة سخط أبناء تعز ضد أنصار الله، فيما كان الإصلاح ينسب هذه الجرائم ضد المدنيين قبل ديسمبر 2017 لحركة أنصار الله ومقاتليهم، غير أن هذه الاتهامات تبدلت بعد أن انشق طارق صالح عن صنعاء بعد مقتل عمه وتمكن من الهرب إلى الإمارات ومنها عاد إلى المخا ليشكل قوة عسكرية خارج سيطرة قوات هادي، ومن حينها بدأ الإصلاح يكشف معلومات تؤكد أن من كان يستهدف المدنيين عمداً في تعز هم المقاتلين التابعين للمؤتمر وتحديداً الكتائب التي كان يرسلها إلى تعز طارق عفاش وليسوا مقاتلي أنصار الله، وحالياً يستخدم الإصلاح هذه الورقة لتحريض أبناء تعز ضد طارق عفاش في كل مرة يسعى فيها الرجل لإيجاد موطئ قدم له في مدينة تعز والمناطق الأخرى الخاضعة لسيطرة الإصلاح.

وقال الكاتب الصحفي الكمالي إن هذه الورقة أيضاً هي ما يستخدمها الإصلاح اليوم لمحاولة إفشال مساعي طارق صالح لفرض تواجد سياسي له في محافظة تعز تحت غطاء المكتب السياسي لما يسمى المقاومة المشتركة، مشيراً إلى أن الإصلاح هذه المرة هدد طارق بإخراج أسر قتلى وجرحى تعز اللذين شاركوا بالقتال مع التحالف السعودي الإماراتي ضد قوات صنعاء للتظاهر بوجه طارق عفاش ورفض فعاليته التي كان مكتبه السياسي ينوي إقامتها داخل مدينة تعز.

ورغم أن الإصلاح تمكن من إفشال إقامة فعالية طارق صالح في مدينة تعز، إلا أن المصادر التي تحدثت للمساء برس تؤكد أن الإصلاح فشل في منع قيادات في تعز عسكرية وسياسية واجتماعية بما فيها مشائخ معروفين من الانضمام لمكتب طارق السياسي في تعز.

ومن خلال الصور التي نشرتها وسائل إعلام تابعة لطارق صالح عن حفل الإشهار اليوم، يتبين أن من بين أبرز المشاركين في المكتب السياسي لطارق في تعز مجموعة من قيادات ورموز المؤتمر الشعبي العام على رأسهم البرلماني الشيخ عبدالسلام الدهبلي والذي عيُن رئيساً للمكتب، بالإضافة للشيخ عبدالرزاق البركاني والشيخ عبدالحكيم سيف وأحمد الشرعبي وعبدالكريم حيدر وآدم عبده سعيد كنواب لرئيس المكتب وكلاً من محمد الجلال وفضل الخامري والحسن عبدالجبار رباش وإيلان عبدالحق ومنير الكمالي كرؤساء لدوائر المكتب.

وتعتبر تعز هي ثالث محافظة يمنية يفرض جناح عفاش بالمؤتمر سيطرته السياسية عليها بضوء أخضر من التحالف السعودي الإماراتي، وذلك بعد إشهار مكتبه السياسي في كل من محافظة شبوة التي سيطر عليها مؤتمر عفاش من جديد بعد الإطاحة بمحافظها السابق محمد صالح بن عديو القيادي بحزب الإصلاح وتعيين الشيخ والبرلماني عن المؤتمر الشيخ عوض بن الوزير العولقي، إضافة لإشهار طارق صالح مكتبه السياسي في مدينة مأرب آخر معاقل الإصلاح شمال اليمن، في حين تعثر صالح في إشهار مكتبه السياسي في مدينة عدن بفعل التظاهرات التي خرجت في الجنوب رفضاً لأي وجود لرموز النظام السابق الذين حاربوا الجنوبيين على مدى 25 عاماً بدءاً من عام 90 وحتى نهاية 2015، وهذه التظاهرات تسببت بإحراج كبير للمجلس الانتقالي الجنوبي بجناحه الذي يقوده عيدروس الزبيدي والذي كان قد بدأ بالتماهي مع مشروع طارق عفاش والإمارات وشرع بفتح المجال أمام عودة نظام عفاش للسيطرة في الجنوب من جديد.

اللافت أن إشهار المكتب السياسي لعفاش في تعز يأتي بالتزامن مع تنظيم الرياض مؤتمراً للقوى المتحالفة معها في الحرب من اليمنيين والذين بدا من الواضح أن جناح عفاش (المؤتمر) حصلوا على نصيب الأسد في هذه المشاورات الشكلية والتي يراها البعض بأنها مقدمة لنقل الشرعية من يد الإصلاح إلى يد المؤتمر جناح الإمارات.

اقرأي أيضاً بهذا الشأن
https://gifted-wozniak.173-212-227-29.plesk.page/2022/03/20/%D8%B7%D8%A7%D8%B1%D9%82-%D9%8A%D8%AA%D8%AC%D9%87-%D9%86%D8%AD%D9%88-%D8%AA%D8%B9%D8%B2-%D8%B9%D8%B3%D9%83%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D9%8B-%D8%AA%D9%85%D9%87%D9%8A%D8%AF%D8%A7%D9%8B-%D9%84%D8%AA%D8%B1%D8%AC/

قد يعجبك ايضا