ارتفاع النفط لماذا ينعكس فقط على ارتفاع أسعار المشتقات جنوب اليمن ولا ينعكس على ما تبيعه الشرعية من نفط
خاص – المساء برس|
على وقع الارتفاع العالمي في أسعار النفط الخام، فإن ذلك يفترض بأن ينعكس إيجاباً على حياة المواطنين – على الأقل في المحافظات الجنوبية – الخاضعة لسيطرة التحالف السعودي الإماراتي وحكومة المنفى التابعة له، لكن وكما هو واضح وجلي بأن أسعار النفط الخام ترتفع عالمياً وفي جنوب اليمن تزداد أوضاع المواطنين سوءاً وتتسع طبقة الفقراء ومعدومي الدخل عاماً بعد آخر، وهي معادلة غير منطقية على الإطلاق خصوصاً وأن المناطق الخاضعة لسيطرة التحالف والحكومة الموالية له تنتج النفط الخام وتقوم الأخيرة بتصديره وبيعه بعوائد مالية تبلغ بحسب السعر السابق للنفط قبل ارتفاعه 2 مليار دولار سنوياً ومع ارتفاع النفط يفترض أن يرتفع هذا العائد إلى 3 مليار دولار على أقل تقدير وبالقدر الذي يتم من خلاله تعويض ارتفاع الأسعار في المشتقات النفطية المستوردة بحيث تُبقي سلطة التحالف أسعار المشتقات النفطية بعد استيرادها عند مستوى معقول ومقبول لدى المواطنين عبر دعم السعر وتعويض فارق الارتفاع العالمي وذلك لسببين: أولاً لأن اليمن بلد منتج للنفط ثانياً لأن البلد يعيش في حالة حرب منذ 7 سنوات ولأن هذه الحرب التي شنها التحالف ابتداءً على اليمن، أدت لانهيار الوضع المعيشي لدى معظم اليمنيين شمالاً وجنوباً.
وعموماً فإن مصير عائدات مبيعات النفط الخام الذي تبيعه الحكومة التابعة للتحالف السعودي الإماراتي، مجهول ويلفه الغموض، إذ أنه وحتى الـ2 مليار دولار سنوياً من مبيعات النفط الخام لم يكن من المعروف مآلها بعد دخولها حسابات تم إنشاؤها بأسماء شخصية في البنك الأهلي السعودي وبالتالي فإن أي زيادة في هذه العائدات بسبب الزيادة العالمية سيكون مصيرها هو الآخر مجهول، وهي في الغالب تذهب لصالح جيوب مسؤولي الشرعية والتي تنعكس على شكل استثمارات شخصية في عدة دول إقليمية وأوروبية.
وأمام كل ارتفاع في أسعار النفط عالمياً تسارع الحكومة التابعة للتحالف إلى إعلان جرعة سعرية جديدة في أسعار المشتقات النفطية آخرها اليوم حيث أعلنت شركة النفط بعدن رفع سعر الدبة البنزين سعة 20 لتر من 20 ألف و400 ريال إلى 22 ألفاً و200 ريال.
ويأتي استمرار رفع أسعار المشتقات النفطية في مناطق حكومة التحالف جنوب اليمن في ظل تفاقم الأوضاع المعيشية والاقتصادية وارتفاع مهول في أسعار المواد والسلع الغذائية الأساسية إضافة إلى ما تعانيه المحافظات الجنوبية من انهيار في سعر العملة المحلية مقابل العملات الأجنبية، والذي يتسبب هو الآخر بتصاعد السخط الشعبي ضد التحالف السعودي الإماراتي وحكومة المناصفة.