سفارة طهران بصنعاء ترعى فعالية محلية.. هل استأنفت نشاطها من جديد؟ وماذا عن سفارات “حلفاء” الشرعية؟
أصداء – المساء برس|
فيما يبدو أن السفارة الإيرانية في صنعاء لا تزال نشطة ولم يتوقف نشاطها بسبب وفاة السفير السابق حسن إيرلو، وهو ما يتضح من خلال فعالية محلية أقامتها كلية اللغات بجامعة صنعاء ضمن الأسبوع السنوي الذي تقيمه الكلية كل عام بما يعرف الأسبوع الثقافي للغات الإنسانية، حيث تضمن هذا الأسبوع تخصيص يوم خاص للغة الفارسية التي تنطق بها شعوب دول آسيا الوسطى.
وكان من اللافت أن النشاط الدبلوماسي لطهران لدى صنعاء لا يزال قائماً ولم يتأثر بوفاة السفير السابق إيرلو، حيث حضر الفعالية التي أقيمت الإثنين الماضي، مسؤول العلاقات بالسفارة الدكتور فؤاد مالكي، ومسؤولين آخرين بينهم مدير مكتب السفير، كما شارك في رعاية الفعالية مؤسسة سعدي لتعليم اللغة الفارسية حول العالم، وجرت العادة أن ترعى سفارات البلدان المختلفة حول العالم في اليمن فعاليات كلية اللغات الخاصة باللغات الخاصة بهذه الدول كلاً على حدة.
وتقيم كلية اللغات أسبوعاً سنوياً للتعريف بمجموعة من اللغات حول العالم خاصة اللغات التي تُدرس في الكلية، ومنها اللغة الفارسية والتي بُدأ تدريسها منذ العام 1997 حسب تصريح لعميد الكلية الدكتور محمد الناصر والذي قال إن اللغة الفارسية من أوائل اللغات التي اعتمد تدريسها بجامعة صنعاء منذ العام 1997 مشيراً إنها كانت مادة من ضمن مواد اللغة العربية والترجمة وتم افتتاح قسم خاص بالفارسية عام 2007 وأن التدريس بالقسم تعثّر بسبب عدم وجود الكادر الكافي للقسم، إلى أن توفر الكادر في العام 2015 حيث التحقت أول دفعة للدراسة بقسم اللغة الفارسية حينها، بينما لا يزال التدريس في كل من اللغات الإسبانية والإيطالية والتركية معلقاً لنفس السبب الذي عُلقت لأجله الدراسة بقسم اللغة الفارسية.
استئناف طهران لنشاط سفارتها في صنعاء رغم عدم وجود السفير، يشير حسب مراقبين إلى مدى اهتمام طهران بالدول التي تُعد صديقة أو حليفة لها، وهو ما يضعنا أمام مقارنة لافتة بين طبيعة تعاطي طهران مع حلفائها وتعاطي السعودية والإمارات مع حليفتها سلطة هادي المنفية، ففي الوقت الذي استأنفت فيه طهران نشاط سفارتها في صنعاء منذ العام 2019، لم تقم لا السعودية ولا الإمارات بنقل سفارتي بلديهما من صنعاء إلى عدن باعتبار أن الأخيرة أصبحت مدينة “محررة” من سيطرة قوات صنعاء منذ العام 2015، وباعتبارها أيضاً عاصمة مؤقتة للحكومة التابعة للتحالف، بل لم تقم السفارتين بتخصيص قنصليات مؤقتة لا في عدن ولا في أي مدينة أخرى خاضعة لسيطرة التحالف السعودي الإماراتي وحكومة هادي، في موقف يوحي باستحقار البلدين للحكومة التي يدعمونها والتي يقيم مسؤولوها كمنفيين لدى الرياض على رأسهم عبدربه منصور هادي الذي تحول من رئيس منتهي الولاية ومنفي في الرياض إلى رئيس منتهي الولاية وخاضع للإقامة الجبرية داخل الرياض.
ويؤكد مراقبون إنه يمكن وبسهولة المقارنة بين علاقة أطراف الحرب في اليمن بحلفائهم الخارجيين من خلال عمل السفارات فقط، حيث يتضح بشكل لا مجال للمقارنة معه بأن صنعاء تحظى بتعامل ند لند ودولة أمام دولة في علاقتها مع طهران وتعاطي طهران مع صنعاء، فيما الشواهد على أن العلاقة بين الأطراف المحلية اليمنية الأخرى المنضوية تحت غطاء (الشرعية) وكل من الرياض وأبوظبي تؤكد أن العلاقة بينهما علاقة تابع ومتبوع وليست علاقة حليف لحليف آخر.