الانتقالي الجنوبي يعيش أيامه الأخيرة.. تقرير بتفاصيل التحضيرات الإماراتية الأخيرة واستعدادات البديل
خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|
تتسارع الأحداث في جنوب اليمن بشكل دراماتيكي وبالقدر الذي يكشف أكثر حقيقة المعلومات التي سبق ونشرها “المساء برس” في تقارير سابقة بشأن وجود مخطط للتحالف بإزاحة المجلس الانتقالي الجنوبي عن المشهد السياسي وإحلال تيار عفاش في حزب المؤتمر كبديل له تحت مسمى “المقاومة الوطنية المشتركة”.
تكشف تفاصيل حصل عليها “المساء برس” من مصدرين جنوبيين أحدهما بالمجلس الانتقالي والآخر مصدر صحفي بأن الإمارات بدأت بتشكيل وحدات أمنية مختلطة من الشمال والجنوب في محافظة شبوة، وأن هذه الوحدات سيتم الدفع بها إلى عدن.
بالتزامن مع ذلك قال المصدران إن تشكيل هذه الوحدات الأمنية الجديدة والتي تتم برعاية إماراتية وتنفيذ مباشر من محافظ شبوة المحسوب على الإمارات والقيادي بالمؤتمر – جناح عفاش – الشيخ عوض ابن الوزير العولقي بالإضافة إلى قائد ما يسمى المقاومة المشتركة بالساحل الغربي طارق عفاش، يأتي بالتزامن مع فرض الإمارات لقرارات بتغييرات جذرية ستعمل على هز الانتقالي إن لم تكن مقدمة لتفكيكه نهائياً، حيث أفاد المصدران أن هذه القرارات ستشمل قيادات التشكيلات العسكرية والأمنية للانتقالي في كل من عدن ولحج بالإضافة إلى قرارات تتعلق بقيادات الانتقالي المدنيين.
ما كشفه المصدران يأتي بعد يوم واحد من قرارات أصدرها عيدروس الزبيدي رئيس الانتقالي والتي أطاح بها بالهيئة التنفيذية المساعدة للمجلس الانتقالي فرع مديريات الوادي والصحراء بحضرموت والتي تم تشكيل قيادة جديدة لها وإصدار قرار بإلغاء أي تعيينات سابقة.
واللافت أن أنباء التغييرات في قيادات التشكيلات العسكرية والأمنية للانتقالي إضافة لتغييرات على مستوى القيادات المدنية، تزامن معها إصدار مدير أمن عدن اليوم الأحد قرارات مفاجئة تمثلت بدمج قوة شرطة الدوريات وأمن الطرق بقوات الطوارئ مع قوات الدعم الأمني التابعة لشرطة عدن بحيث تصبح القوتان الأمنيتان تحت مسمى وقيادة واحدة جديدة باسم “قوات الطوارئ والدعم الأمني”، وتعيين المقدم محمد حسين الخيلي قائداً لها والملازم ثاني هيثم فضل محمد ناصر نائباً له وفيصل محمد الشاعري أركان قوات الطوارئ والدعم الأمني، وتخصيص معسكر شرطة الدوريات وأمن الطرق (النجدة حالياً) كمقر رئيسي لقوات الطوارئ والدعم الأمني، بالإضافة إلى قرار أخير بإلغاء كافة تشكيلات المناطق الأمنية والأقسام التابعة للشرطة التابعة لقوات الطوارئ حالياً وتُعاد إلى المعسكر.
بالتزامن مع ذلك برزت في الآونة الأخيرة أحداث وتصرفات بدرت عن المجلس الانتقالي كشفت بما لا يدع مجالاً للشك أن المجلس مخترق حتى النخاع، ومع بدء التحالف بتنفيذ مخطط الإطاحة بالمجلس تمهيداً لإحلال جناح عفاش بالمؤتمر كبديل، تعمل الخلايا المخترقة للانتقالي والتي أكدت مصادر خاصة لـ”المساء برس” بأنها تعمل بشكل مباشر بتوجيهات من طارق عفاش وشقيقه عمار تعمل هذه الخلايا على تشويه المجلس الانتقالي شعبياً وسياسياً وتعمّدت هذه الخلايا التي وصل اختراقها للانتقالي حد وجود قيادات رفيعة داخل المجلس تعمل لحساب طارق عفاش، تعمّدت القيام بتصرفات وإجراءات هدفها الأساسي إفقاد الانتقالي ما تبقى له من حاضنة شعبية بعد أن مثل ترحيب قيادة الانتقالي بالتطبيع مع الكيان الصهيوني الضربة الأولى للحاضنة الشعبية للمجلس.
حيث تؤكد المصادر إن آخر أنشطة الخلايا العفاشية المخترقة للانتقالي هو قيامها باقتحام فعالية سياسية نظمها مكون الحراك الذي يتزعمه فؤاد راشد، والمحسوب على مستشار هادي، ياسين مكاوي، حيث منعت قوات الانتقالي التي اقتحمت قاعدة الفعالية من إتمامها وأجبرت الحاضرين على الخروج، الأمر الذي دفع بمكون الحراك لإصدار بيان وصف فيه عملية الاقتحام بأنها “محاولة جديدة لاستجرار ماضٍ شمولي قريب مُورس من قبل نظام عفاش وما سبقه”، كما وصف البيان إن ما قامت به قوات الانتقالي يعد “مؤشراً لمرحلة سوداوية على العمل السياسي في الجنوب تستوجب الوقوف أمامها بجدية وإدانتها حتى لا تتحول إلى وسيلة قمع للصوت الجنوبي الآخر والمختلف”.
المرجح أن تنجح خطة التحالف القائمة على تدمير الانتقالي سياسياً وعسكرياً وأمنياً وشعبياً في وقت واحد، والسبب في ذلك هو ضعف المجلس الانتقالي وحجم اختراقه من الداخل، يُضاف إلى ذلك أن الجهة المُخترقة للانتقالي هو تيار عفاش بحزب المؤتمر وهو التيار الذي يبرع بشكل مخيف في هذا المجال، إضافة إلى أن لطارق عفاش وجماعة المؤتمر المدعومين من الإمارات لهم تجربة سابقة وأصحاب خبرة كبيرة فيما يخص سياسة ضرب العدو من الداخل وتشويه صورته لدى حاضنته الشعبية حيث سبق أن مارس جناح عفاش بالمؤتمر هذا الأسلوب مع حركة أنصار الله في صنعاء قبل أحداث ديسمبر 2017 حيث استغل هذا الجناح أولاً: وجود قطاع كبير من الموظفين الحكوميين والمشائخ من أتباع المؤتمر، ثانياً: وجود المؤتمر كشريك بالمناصفة مع أنصار الله في السلطات المحلية والتنفيذية والقضائية إضافة إلى احتفاظ المؤتمر أيضاً بالأغلبية في البرلمان بصنعاء، الأمر الذي سهل على جناح عفاش عمليات ضرب الحاضنة الشعبية لأنصار الله من الداخل وتعمّد ارتكاب بعض الأعمال المُسيئة لسلطة صنعاء فيما إعلام التحالف من جهة وإعلام المؤتمر حينها من جهة ثانية وبدرجة أخف قليلاً كانا يتبنيان تضخيم أي حدث وتجييره وتوظيفه ضد حركة أنصار الله، وحالياً يحدث الشيء ذاته في الجنوب ضد الانتقالي.