بعد 7 سنوات.. واشنطن تذكّرت أن منشأة بلحاف الغازية في اليمن لا تزال مغلقة
شبوة – المساء برس|
ما إن شعرت واشنطن بخطر بقاء الاتحاد الأوروبي معتمداً على الغاز الروسي الذي يمثل 35% من حاجة أوروبا للغاز الطبيعي، حتى سارعت للعمل على البحث عن توفير الغاز البديل لنقله إلى أوروبا كبديل عن الغاز الروسي الذي تهدف واشنطن لقطعه عن أوروبا في سياق الحرب الغربية التي تُشن ضد موسكو.
واليوم وبعد 7 سنوات من الحرب على اليمن تذكّرت واشنطن أن في اليمن منشأة غاز عملاقة في منطقة بلحاف على سواحل محافظة شبوة جنوب اليمن، وتذكّرت واشنطن اليوم أن هذه المنشأة جاهزة للعمل في أي لحظة وأنها متوقفة فقط بسبب الحرب في اليمن وسيطرة القوات الإماراتية عليها.
بشكل مفاجئ بعثت الولايات المتحدة مبعوثها إلى اليمن تيم ليندركينغ إلى المنطقة للقاء قيادات الشرعية المنفيين في الرياض، تحت عناوين بحث سبل عملية السلام في اليمن ووقف الحرب، فيما تبين أن الرجل جاء حاملاً معه توجيهات صريحة وواضحة بضرورة إعادة تصدير غاز بلحاف، هذه المرة ليس إلى كوريا الجنوبية كما كان سابقاً بل إلى أوروبا، بدا ذلك واضحاً من خلال اللقاء المفاجئ الجمعة بين ليندركينغ ومحافظ شبوة التابع للشرعية والمدعوم إماراتياً عوض ابن الوزير العولقي، في حين لم يسمح الأمريكيون منذ 7 سنوات للحكومة الموالية لهم في الرياض من استئناف تصدير هذا الغاز حتى لو كانت عائدات هذا الغاز ستصب في خزينة الشرعية وقياداتها كما هو حال عائدات 2 مليون برميل نفط تبيعه الشرعية شهرياً من حضرموت وشبوة من دون تحقيق هذه العائدات المالية أي تأثير على الحالة الاقتصادية والمعيشية على المواطنين في المناطق التي يسيطر عليها التحالف وحكومة المنفى ذاتها في جنوب وشرق اليمن.
تقف الولايات المتحدة الأمريكية على رأس التحالف السعودي الإماراتي الذي يفرض حصاراً اقتصادياً خانقاً على الشعب اليمني بأكمله شمالاً وجنوباً ومن ضمن هذا الحصار، منع وصول سفن المشتقات النفطية من بنزين وديزل وغاز لتشديد الحصار الاقتصادي أكثر على اليمنيين بعد فشل الحرب العسكرية الذي بدأتها الرياض منذ مارس 2015، وهو ما أدى إلى مضاعفة معاناة الشعب اليمني بسبب ارتفاع الأسعار بشكل كبير جراء انعدام المشتقات النفطية اللازمة لتشغيل ما تبقى من مصانع واللازمة لتسيير قوافل الناقلات المحملة بالأغذية القادمة من المنافذ الجنوبية المسموح استخدامها يمنياً من قبل التحالف الأمر الذي يرفع من كلفة النقل وهو ما ينعكس على قيمة السلع الغذائية بكافة أنواعها ويتسبب بارتفاع أسعارها.
وفي الوقت الذي تشهد فيه المناطق اليمنية شمالاً وجنوباً تضييقاً شديداً وغير مبرر من قبل شركة الغاز التابعة لحكومة المنفى في مأرب فيما يتعلق بكميات الغاز الموزعة على المدن اليمنية ليس في المناطق الشمالية التي تسيطر عليها حكومة صنعاء فحسب بل وفي المحافظات الجنوبية أيضاً، تأتي الولايات المتحدة للحديث عن استئناف تصدير الغاز من منشأة بلحاف، الأمر الذي يعد استفزازاً واستخفافاً بمشاعر اليمنيين الذين يعانون من شحة الغاز المنزلي، الأمر الذي يحمل معه احتمالية أن يكون هناك ردة فعل شعبية قد لا يعرف مداها ومستواياتها وتأثيرها انتقاماً من تعمّد تجويعه وإهانته ومنعه من الوصول إلى حقه من الثروة النفطية أو الغازية منذ بداية الحرب.