النفاق الغربي.. أمريكا اليوم تتحدث عن سيادة الدول وحُرمة غزوها.. ماذا عن الاحتلال الأمريكي للبلدان العربية؟
خاص – المساء برس|
قمة النفاق والغرور والاستخفاف بعقول الأمم والشعوب حول العالم، هو حين يخرج الساسة الغربيون وعلى رأسهم الأمريكيون ويتحدثون بكل وقاحة عن “الاحتلال الروسي، الغزو الروسي، الاجتياح الروسي، الجرائم الروسية” بحق وفي أوكرانيا، والأسخف من ذلك أن تظهر وزير الخارجية الأمريكية السابقة كوندليزا رايس (2005 – 2009) لتتحدث عن ما يحدث بين أوكرانيا وروسيا.
تقول الدبلوماسية الأمريكية السابقة والتي عملت في عهد أسوأ رؤساء الولايات المتحدة، جورج بوش الابن، إن “غزو دولة ذات سيادة جريمة حرب”!!، الأمر الذي يدفع إلى السخرية والتندر من هكذا تصريحات صادرة عن أول دول العالم التي احتلت اكبر عدد من الدول في العالم عسكرياً وسياسياً واقتصادياً.
كوندليزا رايس نسيت فيما يبدو أن بلادها غزت واحتلت دولة العراق في العام 2003 بقرار انفرادي وبدون أي مسوغ لا تشريعي ولا قانوني ولا عرفي، وارتكبت هناك أبشع الجرائم الإنسانية، وكان التمويل الأمريكي للجماعات الإرهابية التي كانت تفجر الأسواق بمرتاديها والمساجد بمصليها شيعة وسنة، كان هذا التمويل مهمته بحسب وصف بعض الساسة العراقيين والعرب بـ”تنفيذ تطهير بشري وجزر من يمين وشمال”.
ونسيت الدبلوماسية الأمريكية أن بلادها احتلت أفغانستان في العام 2001 بذريعة مكافحة الإرهاب الذي صنعته بنفسها في هذا البلد حين كانت تحارب الاتحاد السوفييتي، طبعاً بأموال وباستخدام المتطرفين الذين صنعتم الوهابية السعودية.
كوندليزا رايس نسيت أن بلادها تحتل اليوم جزءاً من الأراضي السورية، وهي دولة عربية ذات سيادة، ونسيت أيضاً أن بلادها تدخلت عسكرياً بشكل مباشر في دولة عربية أخرى ذات سيادة منذ 10 سنوات هي ليبيا، ونسيت أيضاً أن بلادها لا تزال حتى اليوم تقود تحالفاً عسكرياً يحتل جزءاً كبيراً من دولة عربية أخرى ذات سيادة هي اليمن.
ونسيت كوندليزا رايس أن بلادها أول الدول الداعمة لاحتلال الكيان الصهيوني لدولة عربية ذات سيادة هي فلسطين إضافة لاحتلال هذا الكيان المؤقت لأجزاء من أراضي بلدين عربيين هما سوريا ولبنان.