(القيم) اللبنة الأساسية لبناء المجتمعات
وما يسطرون – محمد بن عامر – المساء برس|
التنشئة الاجتماعية للأطفال، كفيلة بتقييم سلوكياتهم عندما يكبرون، أو بالأصح أخلاقهم، أكانت سلبية أم إجابية، حسب القيم وآلية غرسها فيهم، كما يقول علماء النفس، اذا ترغب أسرة ما في أن تجعل من طفلها أن يصبح مستقبلا دكتورا أم ضابطا أو حتى سارق أو إرهابي أو ما تشاء، فلها ذلك، فالتنشئة عامل هام في تشكيل شخصية الفرد وتحديد أنماط سلوكه وقدراته.
ونستطيع من خلال هذا المنطلق الاستدلال على تصرفات وسلوكيات شباب وشابات اليوم، وتحليلها طبقاً للقيم التي أنتقلت لهم من الأسرة والمجتمع عبر التنشئة الاجتماعية، وشكلت لديهم برمجيات تضبط بطريقة آلية السلوك، ونوه الرسول إلى دور الوالدين، فقال:ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه”، وبقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6) (التحريم).
ولا ننسى المثل الشعبي (من جالس دانس )، ومن المعروف دائماً أن المجالسة تتأثر وتتضح بالمجانسة.
ونرى أسر تمنح الحرية المطلقة لأبنائها وفق وجهة نظرها للحياة، ربما قد تكون متأثرة بالثقافة الغربية، هي تريد منهم أن يصبحون أحراراً وبلا قيود، وأن يكتسبوا القيم التي تدعي مثاليتها، بحكم ثقافتها، والعلم والمعرفة التي حصلت عليهما من أفواه اليهود والنصارى، ما جعل منها تمقت وترفض واقعها والعادات والتقاليد والمعتقدات السائدة في مجتمعها الإسلامي، وقد تكون هناك من فرضت عليها ظروفها المواتية وهزمتها متاعب الحياة التي لم تخيرها أساساً بما يناسب أولادها، وهذا ما ترتب على الكثيرون بمن يوصفون بـ”عيال الشوارع”، وثمة من يحملون هذه الصفة من خلفتهم الأسر التي تتصف بـ”السطحية”، وأيضاً المهملة لأبنائها، وكذا ضحايا المشكلات الاجتماعية مثل الطلاق وغيره.
تلك الأنماط، قليلة الذكر نظراً لمحدودية المعرفة، تنعكس على مستوى السلوك في الشارع أم المدرسة أو الجامعة أو أي مكان، ويتضمن أشكالاً عدة، أهمها بوجهة نظري: التسول ، السرقة، الصعلكة بمختلف أنواعها عند الشبان، والتبرج والتصرفات الطائشة واللا مسؤولة عند الفتيات، وما يتبع ذلك من سلوكيات غير أخلاقية ومنافية لقيمنا الإسلامية، وديننا الحنيف، أكد وحثنا على مجموعة من القيم، كالمروءة، النخوة، الشجاعة، الكرم، الإيثار، العدل، الشجاعة، العفة، الحياء، حفظ اللسان، الأمانة، احترام الغير، مساعدة الغير، التقوى، الصبر، الرحمة، وكثيرها من القيم التي تشمل مجموعة الأخلاق والأحكام والضوابط المستوحاة من القران والسنة.
نسأل الله الهداية والثبات، وجميل الحياة وحسن الختام.
المصدر: من حائط الكاتب على الفيس بوك.