صحيفة أمريكية: الإمارات تلجأ لتغيير استراتيجيتها الخارجية بما في ذلك ما يخص اليمن بعد الهجوم عليها مؤخراً
ترجمة خاصة – المساء برس|
قالت صحيفة “إنسايد أرابيا” الصادرة من الولايات المتحدة الأمريكية والمهتمة بتحليلات الشأن العربي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إن القيادة في أبوظبي قد أدركت بالفعل أن الصراع مع صنعاء قد أصبح حرب استنزاف باهظة الثمن.
قالت الصحيفة في تحليل لها بشأن الإمارات تحت عنوان “ماذا وراء الدور المتغير لدولة الإمارات في الشرق الأوسط”، إن سحب الإمارات لقواتها البرية من اليمن سابقاً في 2019 تسببت بفشل الإطاحة بسلطة صنعاء بقيادة أنصار الله.
تقول الصحيفة إن الإمارات لا تزال تواصل مشاركتها في اليمن من خلال فصائل مسلحة موالية لها كالمجلس الانتقالي الجنوبي وقواته وكتائب العمالقة التي دربتها الإمارات والتي دفعت بها أبوظبي مؤخراً لشن هجوم على مناطق تسيطر عليها قوات صنعاء شمال محافظة شبوة وجنوب محافظة مأرب.
وأضافت الصحيفة أن الحرب في اليمن كشفت عن حدود القوات المسلحة الإماراتية، “كان الأربعة آلاف رجل المنتشرين في اليمن أفضل ما يمكن للجيش الإماراتي حشده، أُرهق هؤلاء الجنود البالغ عددهم بضعة آلاف من جنود الاحتياط الإماراتيين”، مضيفة إن المعظلة التي تعانيها الإمارات في قل عدد سكانها البالغين فقط مليون شخص يجعلها في مأزق في إمكانية تجنيد المزيد من القوات ضمن جيشها.
وأضافت الصحيفة أن كل مشاريع الإمارات الخارجية وتدخلها في البلدان العربية الأخرى فشلت فشلاً ذريعاً، ففي ليبيا أثبت التدخل الإماراتي فشله عندما نجحت حكومة طرابلس بمساعدة تركيا في ردع هجوم خليفة حفتر على العاصمة في 2020، وفي الحصار الذي فرضته أبوظبي على قطر في يونيو 2017 انتهى هذا الحصار بالفشل بشكل مذهل، وبدلاً من إجبار أبوظبي لجارتها قطر على معاداة إيران والتخلي عن دعمها لجماعات الإسلام السياسي، اقتربت الدوحة من تركيا وطهران أثناء الحظر، وفي يناير 2021 رفعت الإمارات والسعودية الحصار عن قطر دون تقديم الأخير أي تنازلات كبيرة.
وأضافت الصحيفة “ليس من المستغرب أن تبدأ الإمارات في تحويل تركيزها إلى الدبلوماسية والاستراتيجية السياسية والابتعاد عن التدخل العسكري، تبدو الآن حريصة على إعادة تشكيل صورتها كجهة بناء جسور في السياسة الإقليمية وتحوط خياراتها إذا قلصت أمريكا التزاماتها الأمنية الإقليمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، المثال الأساسي لإعادة تسمية البلاد هو التقارب الجديد مع تركيا”.
قد يكون الانسحاب الواضح للولايات المتحدة من المنطقة عاملاً آخر أدى إلى تغيير الإمارات لاستراتيجية السياسة الخارجية وتقاربها مع تركيا كشريك محتمل. مثل المملكة العربية السعودية ، سعت الإمارات لملء فراغ السلطة الناتج بحلفاء جدد ، بما في ذلك إسرائيل ، والتي كانت بلا شك أكبر مقامرة لمحمد بن زايد.