خطوات إعادة تحقيق الوحدة اليمنية على لسان نجل علي سالم البيض

وما يسطرون – هاني علي سالم البيض – المساء برس|

كتب نجل الرئيس الجنوبي السابق “هاني” علي سالم البيض في سلسلة تغريدات على حسابه بتويتر أمس الثلاثاء مراحل وتفاصيل إعادة تحقيق الوحدة اليمنية بين شطري البلاد شمالاً وجنوباً ودور القيادات السياسية بين البلدين منذ سبعينات القرن الماضي، فيما يلي يعيد المساء برس نشر التغريدات على شكل مقال، علماً أن الشخصية السياسية الجنوبية قال بأنه سيستمر في كتابة تفاصيل إعادة تحقيق الوحدة.

سأتحدث لاحقًا لتفنيد كثير من المغالطات والاكاذيب التي يسردها البعض عمدا او دون قصد عن انفراد الرئيس البـيـض بقرار الوحدة ! والمؤكد انها تمت باجماع كافة القيادات السياسية في كل الاطر الحزبية والتنفيذية والتشريعية بمنظمومة الحكم في الجنوب وبالتفاف جماهيري وشعبي جارف عشناه وشاهدناه

في 28 أكتوبر 1972 تم التوقيع على اتفاقية القاهرة بين رئيسي وزراء الدولتين محسن العيني وعلي ناصر محمد توصل رئيسا الوزراء إلى اتفاق انها حالة الحرب وحتمية الوحدة اليمنية بين ماسمي بشطري اليمن ! وتم تعيين ممثلين شخصيين لرئيسي الدولتين على أن يعقد لقاء رئاسي في نوفمبر من نفس العام

ونصت الاتفاقية على تشكيل ثمان لجان فنية تقوم بإعداد الصيغ القانونية والتنظيمية والتشريعات التي ستقوم في ظلها دولة الوحدة ! في مقدمتها اللجنة الدستورية المناط بها إعداد مشروع دستور دولة الوحدة ..

في 28 نوفمبر1972: رئيسا الجنوب والشمال يوقعان (بيان طرابلس) الوحدوي خلال أول قمة جمعت على مدى ثلاثة أيام القاضي عبد الرحمن الارياني رئيس المجلس الجمهوري في الشمال وسالم ربيع علي رئيس مجلس الرئاسة في الجنوب وبحضور الرئيس الليبي العقيد معمر القذافي..

نص البيان على إقامة دولة يمنية واحدة تسمى الجمهورية اليمنية وأن الإسلام هو دين الدولة والشريعة الإسلامية المصدر الرئيس للتشريع والاتفاق على علم الدولة اليمنية الموحدة وعاصمتها صنعاء وعلى إضافة لجنة تاسعة إلى اللجان الثماني التي شكلت بالقاهرة وهي لجنة التنظيم السياسي الموحد

في 21 ديسمبر1972 لجنة الممثلين الشخصيين لرئيسي الشطرين والرئيس الجزائري والليبي والأمين المساعد لجامعة الدول تعقد اجتماعها الأول في صنعاء لوضع خطة عملها والاتفاق على الاتصال المستمر ورفع التقارير إلى القيادات وحددت اجتماعات أربع من اللجان المشتركة بصنعاء والأربع الأخرى بعدن !

في سبتمبر1973: التقى رئيسا ماكان يسمى بشطري اليمن في الجزائر القاضي الارياني وسالمين بحضور الرئيس الجزائري ابومدين تم التأكيد على سرعة إنجاز اللجان لأعمالها بما يتفق واتفاقية القاهرة وبيان طرابلس وتم التوقيع على عدد من الاتفاقيات بين الشطرين في المجال الاقتصادي ..

في 10 نوفمبر1973 عقد لقاء بين القاضي عبد الرحمن الارياني رئيس المجلس الجمهوري وسالم ربيع علي رئيس مجلس الرئاسة واتفق الرئيسان خلال اجتماعاتهما بمحافظتي تعز والحديدة على إيجاد صيغ مشتركة للاقتصاد الوطني لليمن الموحد ! وناقشا سير أعمال اللجان المشتركة …

من 73 الى 74 عقدت اللجان المشتركة والممثلين للرئيسين عدة اجتماعات في صنعاء وعدن لمتابعة تنفيذ اتفاقات الوحدة والدورة الثالثة بالقاهرة

?في 15 فبراير1977:إبراهيم محمد الحمدي رئيس مجلس القيادة، وسالم ربيع علي رئيس مجلس الرئاسة، يعقدان اجتماعاً هاما في مدينة قعطبة (محافظة إب)
تم الاتفاق في هذا اللقاء على تشكيل مجلس يتكون من الرئيسين ومسؤولي الدفاع والاقتصاد والتجارة والتخطيط والخارجية ويجتمع مرة كل ستة أشهر في صنعاء وعدن بالتناوب كما تم الاتفاق على التمثيل الدبلوماسي والقنصلي بحيث يمثل احد الشطرين الشطر الآخر في البلدان التي لا توجد له فيها سفارة ..

في 15 أغسطس1977: قام سالم ربيع رئيس مجلس الرئاسة بزيارة إلى صنعاء التقى خلالها المقدم إبراهيم الحمدي رئيس مجلس القيادة وبحثا التسريع بخطوات المسار الوحدوي قتل الحمدي واعدم سالمين بعد اقل من عام من هذا التاريخ وحال ذلك دون قيام الوحدة التي خططا لها قيادة الدولتين ومرحلة اخرى

في مارس1979: الرئيسان علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية وعبد الفتاح إسماعيل يعقدان لقاء قمة في الكويت بحضور الشيخ جابر الصباح أمير دولة الكويت كما حضرها ممثل عن مجلس قيادة العراق وممثل منظمة التحرير الفلسطينية وسفراء الأردن والإمارات وآخرين..

اتفقا على قيام اللجنة الدستورية المشتركة بإعداد مشروع دستور دولة الوحدة خلال أربعة أشهر ! يصادق الرئيسان على المشروع ودعوة مجلسي الشعب بالشطرين للانعقاد والموافقة كمشروع لدولة الوحدة وتشكيل لجنة وزارية للإشراف على أستفتاء مشروع الدستور وانتخاب سلطة تشريعية موحدة للدولة الجديدة !

غادر عبدالفتاح اسماعيل عدن إلى موسكو بفعل ازمة صراع اخرى في الحزب وتوقفت مؤقتا مسارات العمل الوحدوي ثم ياتي دور الرئيس علي ناصر بقوة الذي كان قد بدأها منذ السبعينات وبداءت مرحلة العمل المؤسسي لتحقيق وحدة من خلال خطوات وحدوية قوية بداية الثمانينات بتاسيس مجلس اعلى ووزارة للوحدة

في نهاية 1979 وتحديدا في اكتوبر كان هناك زيارة لوفد جنوبي برئاسة الرئيس علي ناصر لصنعاء وعقد لقاء قمة بين علي عبدالله صالح وعلي ناصر اكدوا خلاله على تحقيق الوحدة اليمنية بأسرع مايمكن وتضمن البيان ان الوحدة اليمنية قدر ومصير الشعب ! وعزمهم تنفيذ اتفاقية القاهرة وطرابلس والكويت

في مايو 1980 زار رئيس الوزراء الشمالي عبدالعزيز عبدالغني عدن وعقد لقاء مع علي ناصر اتفقوا على مزيدًا من التنسيق وإقامة مؤسسات مشتركة بإدارة واحدة في قطاعات اقتصادية ومالية وخدماتية مهمة وتنقل البضائع بحرية تمهيدًا للوحدة تمخض عنها في يونيو تنقل المواطنين بالبطاقة الشخصية

في يونيو 1980 الرئيسان صالح وعلي ناصر يتفقان في العاصمة صنعاء على إزالة المواقع العسكرية من مناطق الأطراف ! وتفعيل الخطوات الوحدوية وعقد لقاء دوري بين قيادتي الشطرين كل أربعة اشهر لضمان المتابعة المستمرة لما تم الاتفاق عليه ووقعت عديد من الاتفاقيات تلك الفترة بداية الثمانينات

وتاسست الشركة اليمنية للسياحة والنقل البحري والبري وغيرها وفي المجالات الإعلامية والثقافية والتربوية ..

في 1سبتمبر1980: الرئيس علي عبد الله والرئيس وعلي ناصر محمد يعقدان في لقاءاً اخر في مدينة تعز لمتابعة أعمال اللجان الوحدوية للدفع بنشاطهاإلى الأمام وفي 26 سبتمبر1980 قام الرفيق علي ناصر محمد الأمين العام للحزب الاشتراكي بزيارة لصنعاء للمشاركة باحتفالات العيد ال18لثورة 26 سبتمبر

في 15سبتمبر1981 تم الاتفاق في تعز بين الرئيسين علي عبد الله صالح، وعلي ناصر محمد، على تنفيذ المادة (9) من بيان طرابلس الصادر عام 1972م والمتعلقة بإنشاء تنظيم سياسي موحد للدولتين!
في 23 نوفمبر 1981 بدولة الكويت قمة يمنية رئاسية بين علي عبد الله صالح، وعلي ناصر وبرعاية أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد وهي الثانية في الكويت بعد قمة 1979 ومثلت تحول اخر في الخطوات الوحدوية المتسارعة ..

وفي 30 نوفمبر من نفس العام قام الرئيس علي عبد الله صالح باول زيارة للجنوب بدعوة من الرئيس علي ناصر استمرت ثلاثة أيام وعقد لقاء قمة في عدن اتفقا على انشأ مجلس رئاسي يسمى (المجلس اليمني الأعلى) يختص بمتابعة كل اتفاقيات الوحدة وتنفيذها والإشراف على اللجان الوحدوية وتحديد اختصاصاته

في ديسمبر1981 انجز مشروع الدستور! وتم الإعلان عن انتهاء اللجنة الدستورية المشتركة بين الشطرين وإنجاز مشروع دستور دولة الوحدة الذي ضم (136) مادة بالتوقيع عليه في صنعاء من قبل رئيسي اللجنة عبد الله غانم وحسين الحبيشي ومقرريها عمر الجاوي ومحمد الفسيل حينها وهو نفس دستور إتفاقية 90
في يناير1982الاتفاق بين حكومتي الدولتين على مشروع مشترك لاستثمار الموارد بالمنطقة الحدودية وفي 6 مايو 82 لقاء اخر بتعز بين الرئيسان علي صالح وعلي ناصر لتنفيذ اتفاق 13 يونيو 1980 الخاص بالأمن والاستقرار بين الدولتين وفي نوفمبر 82 بصنعاء الاجتماع الثاني لسكرتارية م/الأعلى للوحدة
نوفمبر 1982الدورة الأولى للجنة الوزارية المشتركة بين الشطرين تنعقد في مدينة عدن برئاسة علي ناصر محمد والدكتور عبد الكريم الارياني رئيس الوزراء وقرروا وضع تشريع موحد ينظم أعمال الشركات اليمنية والنظام المالي وهيكلة الأجور والمرتبات بشكل موحد ..

اغسطس 1983 وفي صنعاء كانت الدورة الاولى للمجلس الاعلى للوحدة برئاسة الرئيسين علي ناصر محمد وعلي عبدالله صالح استمرت 5 ايام اقرت عدد من الخطوات الوحدوية وشكل الرئيسان لجنة خاصة برئاسة د.الارياني وعبدالغني عبدالقادر لسرعه تنفيذ ماتم الاتفاق عليه في كافة المجالات بين البلدين

في 15 فبراير 1984 المجلس اليمني الأعلى وبرئاسة علي عبد الله صالح وعلي ناصر محمد وختام دورته الثانية بمدينة عدن يصادق على عدد من التوصيات الهامة وفي اغسطس1984 عقدت اللجنة الوزارية المشتركة برئاسة رئيسي الوزراء علي ناصر وعبد العزيز عبد الغني دورتها الثانية أيضًا في مدينة عدن

وأقرت تفعيل مهام الشركات اليمنية المشتركة وتوحيد دور الرقابة والحسابات الحكومية والتبادل التجاري والتنسيق في جانب التخطيط والتنمية والتربية والثقاقة والإعلام والزراعة والسياسة الخارجية وتوحيد المناهج !!

استمرت الزيارات واللقاءات والاجتماعات على مستوى اللجان والسكرتاريات وعلى مستوى زيارة الرئيسين علي ناصر وعلي صالح بين البلدين وبشكل نشط تمهد لمزيدا من الخطوات الوحدوية على الصعيد السياسي والاقتصادي والثقافي وتوحيد المواقف والسياسة الخارجية

كانت اللقاءات على مستوى رؤساء الدولتين متسارعة! ففي يناير 1985 التقيا في عدن وفي مارس 1985 اجتمعا في صنعاء وآخرها ديسمبر 85 بصنعاء للتسريع بخطوات الوحدة اما سكرتارية المجلس الاعلى للوحدة اليمنية انجز اكثر من إثنى عشر إجتماعا ولقاء بين عدن وصنعاء واللجان الوزارية المشتركة كذلك

حالت احداث 86 المشؤومة دون تحقيق الوحدة اليمنية التي كانت حلم وطموح الرئيس علي ناصر والحزب الاشتراكي قيادة وقواعد وقبله كل الرؤساء من قحطان الى سالمين وفتاح وقادة فصائل العمل الوطني المندمجة لاحقًا بالتنظيم السياسي الموحد فكل ادبيات الحركة الوطنية الجنوبية اسست لهذا النهج القومي!
لكن هناك من اكمل الجهود الوحدوية التي توقفت بغياب الرئيس علي ناصر في يوليو 1986 عقد بالعاصمة الليبية طرابلس لقاء ثلاثي بين الرئيس علي عبد الله صالح وحيدر العطاس رئيس هيئة مجلس الشعب الأعلى وبرعاية العقيد معمر القذافي وتم بحث المراحل التي قطعها شطرا الوطن في مجال التنسيق الوحدوي

قد يعجبك ايضا