أمريكا تمول إعلاميين وناشطين عرب لتشويه الأقصى والتشكيك فيه وفي القرآن

تقرير خاص – المساء برس|

مؤخراً ثار جدل على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب برامج بثتها قنوات ممولة من الولايات المتحدة الأمريكية على رأسها قناة الحرة الأمريكية التي تبث للشرق الأوسط وللمجتمعات العربية والإسلامية بهدف التأثير على الشعوب العربية، تضمنت البرامج التي يقدمها بعض الإعلاميين العرب حملة تشويه وتشكيك في المسجد الأقصى وبعض آيات القرآن الكريم والقدس والترويج لمزاعم الصهيونية العالمية في حق اليهود المزعوم في أرض فلسطين.

وفي برنامج يقدمه المذيع المصري ابراهيم عيسى على قناة الحرة الأمريكية أثار المذيع المصري الجدل بسبب تصريحاته وحديثه وتشكيكه في سورة الإسراء والتي أخبر فيها الله عز وجل عن قصة الإسراء بالنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ويقول مراقبون إن ما أثاره المذيع المصري عيسى من موضوع هو فعلاً قضية جدلية لدى المسلمين التي أثيرت خلال الـ300 سنة الماضية، لكن المثير هو أن يتم إثارة مثل هذا الموضوع في هذا التوقيت تحديداً وعلى قناة أمريكية، مؤكدين إن الأمر مرتبط بأجندة صهيونية لتغيير وتزييف وعي الأمة العربية والإسلامية ويصب في سياق مخطط الترويج وتمرير صفقة القرن التي يرعاها جاريد كوشنر.

وهذا التشكيك الذي بدأ يتحدث به بعض الإعلاميين المصريين الممولين من السفارات الأمريكية في البلدان التي يعملون فيها، ليس وليد اليوم فسبق أن بدأ ناشطون وإعلاميون ورجال مخابرات سابقين في دول خليجية بالترويج لموجة التطبيع مع الكيان الصهيوني والتشكيك بحق الفلسطينيين في أرضهم.

ومن أمثال هؤلاء الاستخبارييين الخليجيين السابقين، رجل المخابرات السعودي افهيد الشمري صوينع والذي يعمل حالياً في قناة تلفزيونية تملكها زوجة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والذي سبق أن قال في مقطع فيديو بثه على حساباته الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي إن المسجد الأقصى وُجد في مكان خاطئ، مستنكراً سبب وجود المسجد الأقصى جوار المعبد اليهودي، وقال بأن المعبد اليهودي هو المعبد الوحيد لليهود بينما المسجد الأقصى يمكن بناؤه في أي مكان في الأرض.

الجميع يعمل مع جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والذي هندس لصفقة القرن التي تم بموجبها اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، وما تبع هذه الصفقة من موجة تطبيع مع الكيان الصهيوني، ومن ذلك على سبيل المثال قيام السعودية بطباعة نسخة من القرآن الكريم باللغة العبرية والذي تضمن إدخالاً للإسرائيليات المزيفة والمحرفة على القرآن الكريم وتحريف بعض المصطلحات والتسميات في المصحف المترجم للعبرية.

يرى مراقبون إن قضية القدس لا تزال معظلة شائكة وعقبة أمام محو القضية الفلسطينية، لكون القدس والمسجد الأقصى قضية مقدسة ولا يمكن للمسلمين التخلي عنها لكون الموضوع مرتبط بالقرآن الكريم الذي يستمد المسلمون منه تقديسهم للمسجد الأقصى، ومن هنا جاءت فكرة أن يتم تحريف تسمية سورة الإسراء في نسخة المصحف التي طبعتها الإمارات في 2017، وفيما يتعلق بالمسجد الأقصى وبنائه ومكانته وقصة الإسراء بالنبي من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، فقد أوعزت الإدارة الأمريكية منذ عهد الرئيس السابق ترامب، لرجال دين سعوديين لإيجاد مخارج ممكنة من أجل إثارتها إعلامياً على مدى طويل بحيث يتم التشكيك لدى العرب والمسلمين حول المسجد الأقصى.

ولا يخفى على أحد أن الدول الخليجية وعلى رأسها السعودية والإمارات تكفلت بتمويل ودفع تبعات صفقة القرن من بناء مساكن ومدن للفلسطينيين مقابل خروجهم من أرضهم وإعادة اللاجئين في الشتات إلى هذه المدن التي كان من المخطط إقامتها في سيناء بمصر كوطن بديل للفلسطينيين عن أرضهم، لكن إلى جانب هذا التمويل كان هناك التزام إماراتي مالي لواشنطن بأن يتم طباعة كمية كبيرة من المصاحف بالتزامن مع مصادرة وجمع المصاحف المطبوعة سابقاً لإتلافها، الهدف من ذلك هو تغيير اسم إحدى سور القرآن الكريم من سورة “الإسراء” إلى سورة “بني إسرائيل”.

قد يرى البعض إن هذا السيناريو غير منطقي وأن السعودية أو الإمارات لن تجرءا على القيام بهذه الخطوة لأن العالم الإسلامي سيثور ضدهما لأن ما قاما به هو تحريف لكتاب الله، لكن الرد على هذا الطرح جاء من العلماء الوهابيين السعوديين التابعين لمحمد بن سلمان والذين أقنعوا الأمريكيين أن القيام بهذه الخطوة لن يثير غضب المسلمين لأن تغيير التسمية من الإسراء إلى “بني إسرائيل” سيستند إلى أن لبعض سور القرآن أكثر من إسم وهذه السورة من ضمن أسمائها هو بني إسرائيل كما هو الحال مع سورة التوبة والتي من أسمائها أيضاً “براءة” وغيرها كثير من السور التي لها أسماء أخرى غير اسمها المكتوب في المصاحف حالياً.

وقالت مصادر يمنية في الإمارات أن الأخيرة وزعت على خطباء المساجد في البلد خطبة يوم الجمعة القادمة مكتوبة جاهزة بمناسبة ذكرى الإسراء التي ستحل علينا بعد أيام، وتؤكد المصادر نقلاً عن أحد خطباء المساجد في إحدى الإمارات الشرقية أن الخطبة تضمنت في مقدمتها استقطاعاً لجزء من سورة الإسراء بحيث يقرأ الخطيب من الورقة ما يلي: “سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً، ليريه من آياتنا إنه هو السميع البصير …”، ما يعني أن على الخطيب أن لا يقرأ كامل الآية في مقدمة الخطبة وأن يقفز عن عبارة “من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى”.

ما يحدث منذ سنوات وحتى اليوم هو عمل استخباري منظم تشترك فيه كل من إسرائيل وأمريكا ودول خليجية لكسر الحاجز النفسي عن العرب والمسلمين بشأن الكيان الصهيوني وجعل المجتمعات العربية والإسلامية تتقبل تدريجياً وجود إسرائيل بل والتحالف معها والوقوف في صفها مالياً وعسكرياً وسياسياً ضد أي قطر عربي وإسلامي في العالم.

قد يعجبك ايضا