تحرك سعودي في أوروبا بحثا عن وسيط يقنع واشنطن بوقف الحرب في اليمن
تقرير- المساء برس..هاشم الدرة|
أكدت الضربات التي نفذتها قوات صنعاء الصاروخية والمسيرة جدواها وتأثيرها الكبير على مسارات الحرب التي أعلنتها السعودية من العاصمة الأمريكية واشنطن، وكذا على مسارات السلم التي فرضتها صنعاء من خلال تثبيت قواعد اشتباك جديدة مرتكزة على الندية والقدرة على وجع المملكة والإمارات والإضرار بمصالح أمريكا في المنطقة.
يأتي هذا التأكيد من خلال التحرك الجاد والمطرد من قبل المملكة عبر قنواتها الرسمية وأهمها وزارة الخارجية التي لم يهدأ وزيرها الأمير فيصل بن فرحان ولم يدخر جهدا بملاحقته المسؤولين الأوربيين والأمريكيين من مكان لآخر ومن مؤتمر لمؤتمر، حيث سجلت تحركات بن فرحان خلال الأيام القليلة الماضية لقاءات مع الكثير من نظرائه وسفراء الدول الأوروبية و وحديثه في جميع الفعاليات التي يسارع للمشاركة فيها عن خطر “الحوثيين” وضرورة إيقاف هجماتهم على المملكة، بداية بمؤتمر ميونخ للأمن ومرورا بلقاءاته مع مسؤولي الاتحاد الأوروبي وليس انتهاءا بلقائه بوزير الخارجية الأمريكي “بلينكن” ومطالبته في المؤتمر واللقاءات بضرورة وقف إطلاق النار في اليمن على أساس أن المعركة في اليمن وصل أثرها إلى المملكة بشكل كارثي على عكس ما صورت واشنطن للرياض حيث كانت تمني النفس بحرب تلعب هي فيها دور الوسيط والمتفرج، غير أن انغماسها في الحرب على اليمن كان أكبر من أن يغطي عليه إعلام أو علاقات مع دول كبرى في العالم.
مساء أمس الإثنين كان وزير الخارجية السعودي قد ترأس أيضا المجلس الوزاري الخليجي الأوروبي، كما ترأسه من جانب الاتحاد الأوروبي، نائب رئيس المفوضية الأوروبية جوزيب بوريل، بمشاركة وزراء خارجية وممثلي دول الاتحاد والمجلس الخليجي، وأيضا كرر بن فرحان دعوته ومطالباته بالضغط على صنعاء لوقف إطلاق النار في اليمن دون شروط مسبقة،حسب البيان الصادر عن المجلس في ختام اجتماع الدورة السادسة والعشرين في بروكسل، كما دعا للتوصل إلى حل سياسي للنزاع المستمر منذ نحو سبع سنوات.
هذا التحرك السعودي لم يكن له أن يأخذ هذا المنحى لولا نجاعة الضربات العسكرية التي نفذت في العمق السعودي، وفشل التصعيد الميداني في جبهات الداخل اليمني وعلى طول الشريط الحدودي، بل وانقلاب التصعيد سلبا على القوات السعودية وقوات “الشرعية” الموالية لها حيث سيطرت قوات صنعاء على مديريات جديدة كانت بأيدي قوات التحالف في حرض.
المطالبات التي في ظاهرها تتجه نحو الضغط على صنعاء غير أن حقيقتها أنها مطالبات ومساع سعودية لشركائها الأوروبيين للتوسط لها لدى الإدارة الأمريكية وإقناعها للاتجاه نحو وقف الحرب في اليمن والسماح للتدخل من قبل أي وسيط إقليمي أو دولي لإنهاء هذه الحرب التي كلفت المملكة الكثير، ومرغت أنفها في مستنقع من الهزائم والخسائر الفادحة، لا سيما وأن كل الجهود السعودية ميدانيا باءت بالفشل وأصبحت السعودية لوحدها في هذا المستنقع بعد تقهقر الإمارات ومعرفتها حدودها في هذه الحرب بفعل قوات صنعاء أيضا.
وبالنظر إلى الإدارة الأمريكية للحرب في اليمن في عهد جوبايدن فإنها عازمة على إبقاء الوضع على ما هو عليه، ومستمرة في ابتزاز المملكة والاستفادة من حرب اليمن وهلع السعودية كما فعلت إدارة ترامب وإن تغيرت الطريقة في الحلب.