السعودية تتنصل من وهابيتها.. لماذا إعلان يوم التأسيس؟
المساء برس – عرب جورنال|
تحتفي المملكة السعودية في الثاني والعشرين من الشهر الجاري بيوم أطلق عليه يوم التأسيس فلأول مرة في تاريخ المملكة يعتمد يوم من أيام السنة كيوم لتأسيس الدولة السعودية حيث تم تحديد تاريخ 22 فبراير بشكل تخميني
فلا يوجد تاريخ واضح لتأسيس الدولة السعودية الأولى عدا تاريخ بدء العلاقة بين محمد بن سعود ومحمد بن عبدالوهاب في العام 1744م وهو العام الذي انتقل فيه الأخير الى منطقة الدرعية وتعاهد مع بن سعود على تأسيس دولة تقوم على ما أصبح يعرف بالدعوة الوهابية ومنذ تلك اللحظة التاريخية نجد أن الدرعية دخلت مرحلة جديدة من تاريخها وستحاول التوسع باستخدام القوة في مناطق نجد وستخوض حروباً وغزوات ضد القبائل المجاوره وتمارس النهب والسلب والقتل تحت شعار نشر العقيدة ومحاربة البدع وستنظر الى كل من يخالف دعوة بن عبدالوهاب على أنه كافر وبهذا ومنذ منتصف القرن الثامن عشر أصبحت الجزيرة العربية وتحديداً نجد ومن ثم الحجاز وكذلك الاحساء ووصولاً الى العراق واطراف اليمن الشمالية ساحة واسعة للغزوات الوهابية.
لكن اليوم نجد أن الدولة السعودية الحالية تحاول التنصل من وهابيتها من خلال التأكيد أن الدولة السعودية أسسها محمد بن سعود في العام 1727م وهو ما يخالف ما ترسخ في الذهنية العامة لاسيما لدى المهتمين بالتاريخ أن الدولة السعودية قبل دعوة محمد بن عبدالوهاب لم تكن الا مجرد قبيلة من قبائل نجد يقودها محمد بن سعود فلم تعرف مفهوم السلطة والإمارة ولم يكن لها طموحات توسعية إلا بعد أن وصل اليها محمد بن عبدالوهاب.
ومن يطلع على تاريخ هذه الدولة في المراجع السعودية نفسها يجد الدور الكبير لمحمد بن عبدالوهاب الذي سخر الدين من أجل توسيع إمارة الدرعية ونشر أفكاره ومعتقداته بقوة السيف في مختلف أنحاء الجزيرة العربية ومنذ تلك المرحلة نجد أن الدولة السعودية قائمة على التحالف بين بني سعود وآل الشيخ لكن على ما يبدو أن السلطة الحالية في المملكة تريد إعادة صياغة تاريخ بني سعود بما يتفق مع التوجه الجديد القائم على الانفتاح وعلمنة الدولة وهو ما يفرض عليها التنصل من تاريخها الوهابي وهذه الخطوة ضمن خطوات وإجراءات عدة تستهدف التاريخ السعودي الوهابي وضمن مصفوفة شاملة من الإجراءات التي تشمل الجوانب الثقافية والاجتماعية في المملكة.
* نقلًا عن موقع “عرب جورنال”