أبوظبي قدمت عرضاً لمساعدة صنعاء للسيطرة على بقية الشمال
جمال عامر – وما يسطرون – المساء برس|
مخطط تقسيم اليمن واختلاف أولويات أهداف الإمارات عن المملكة، تحت هذا العنوان نشر الكاتب الصحفي ورئيس تحرير صحيفة الوسط الأسبوعية، جمال عامر مقالاً كشف فيه عن عرض إماراتي لصنعاء بشأن السيطرة على كل الجغرافيا اليمنية في الشمال بما في ذلك مناطق تسيطر عليها قوات هادي المدعومة من السعودية.
يقول الكاتب “يبحث نظام أبوظبي عن شرعنة لاحتلاله المبطن للجنوب واستئثاره بمقوماته مواقعاً واقتصاداً، وهذا لن يتم إلا في حال كان المجلس الانتقالي على رأس دولة جنوبية وقبول أنصار الله بدولة في الشمال ولأجل ذلك قدمت أبوظبي لصنعاء عرضاً بالمساعدة لاستعادة ماهو تحت سيطرة حكومة هادي وأولها مأرب ورفضت قيادة الأنصار مجرد فتح نقاش حوله.
وهو قرار مدرك لداعي العرض وتداعياته باعتبار أن مجرد الخوض فيه سيمثل تمهيداً لتمرير انفصال آخر تحت أي مسمى لمحافظات في جنوب الشمال وهي المديريات المحتلة من الحديدة ومحافظتي تعز وإب وريمة وقد تم التأسيس لمخطط كهذا من خلال تشكيل المجلس السياسي لمسمى المقاومة التي تسيطر قواته الممولة إماراتياً على الساحل الغربي والمديريات المجاورة له من تعز.
يقود محمد بن زايد حرب أطماعه في اليمن بعيداً عن الرياض وكرس هذا المفهوم بعد أن تم استهداف عاصمته بالصواريخ والمسيرات اليمنية، حين اعلنت وزارة دفاعه من أن أبوظبي ردت باستهداف منطلق قاعدة الصواريخ ولم يشر إلى التحالف كتأكيد واضح عن انفراط عقده إذ لم يبق منه غير استثمار تدخله في اليمن تحت مسمى الشرعية.
بالمقابل يعيش محمد بن سلمان أزمة سوء السمعة على المستوى الدولي ومن عدم الوثوق بسياساته بل وبكفاءته الشخصية على مستوى الداخل والإقليم، ولذا فإنه يعد القطيعة الكاملة مع أبوظبي بمثابة خسارة لأهم نافذة إلى أمريكا والمؤسسات الدولية وهو سبب جعله يتجنب أي مواجهة فعلية تمنع من استكمال هيمنتها التي تجاوزت محافظات الجنوب إلى ماتحت سيطرتها من مناطق استراتيجية في الشمال بينما تم ترك المملكة تواجه فشلها العسكري في مناطق شمال الشمال التي تعدها مصدر الخطر على دولتها وعلى الرأس منها صعدة.
وبهذا الخصوص حاولت التحرر من ابتزاز أبوظبي عبر السعي مجدداً لإحراز تقدم على الأرض على طول حدودها الجنوبية وبدأت بهجوم مكثف وكبير على حرض براً وجواً دشنه قائد القوات المشتركة للتحالف في اليوم الأول من يناير بزيارة للقوات المرابطة في الحد الجنوبي وهو مايعبر عن مدى الإعداد لهذه المعركة التي حققت اختراقاً في المدينة المدمرة إلا أنه سرعان ماتم سده، ملحقاً هزيمة مدوية بالسعودية وحرجاً بالغاً لقائد المشتركة الذي جاء كمنقذ لهيية جيشها المتهالك ومرتزقتها، لتبحث عن اختراقات في مناطق أخرى دون أن يهمها الكلفة البشرية مادامت يمنية وسودانية خالصة
أما في الجنوب وبعد مغادرة قوات الرياض سقطرى والمهرة وتسليم شبوة فإن آخر أوراقها يتمثل بمنح الضوء الأخضر لمسمى “الشرعية” بالسماح للقوات المحسوبة عليها وبالذات المنطقة العسكرية في سيئون بمواجهة قوات الانتقالي.
والسؤال: هل بن سلمان قادر على تحييد الطائرات الإماراتية من استهداف القوات التي تقاتل لصالحه؟ بل هل يجرؤ من حيث المبدأ على الصدام مع بن زايد؟ هذا ماستعلمنا به الأيام القادمة بناء على نتائج التصعيد في سيئون آخر معاقل هادي.
مقال منشور للكاتب في صفحته على الفيس بوك بتاريخ 16 فبراير