في الساعة التي كان بن عزيز يعقد مؤتمراً صحفياً مُهدداً بدخول صنعاء.. قائد أحد ألويته وآخرون بصنعاء يعلنون انشقاقهم

خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي

قرأها مراقبون بأنها إعادة العمل بنغمة “قادمون يا صنعاء” تلك العبارة التي اشتهر بها مراسل قناتي العربية والحدث السعوديتين، محمد العرب، طوال السنوات الماضية، يعيد رئيس أركان قوات هادي الموالية للتحالف السعودي الإماراتي، صغير بن عزيز، العمل على النغمة ذاتها.

ربما كانت حظوظ محمد العرب في تكرار تلك العبارة، بتحقيقها أكثر من إعادة تكرارها اليوم على لسان رئيس أركان هادي، فالمراسل التلفزيوني حينها كان يردد تلك العبارة في بعض الأحيان من الخطوط الخلفية لجبهات القتال في نهم شمال غرب العاصمة صنعاء، قبل أكثر من عامين من الآن، بينما اليوم يعيد رئيس أركان ما تسمى بقوات “الشرعية” ترديدها وقد أصبحت قوات صنعاء تطوق مدينة مأرب التي كان بن عزيز يعقد مؤتمره الصحفي داخلها والذي يعتبر بالواقع الجغرافي العسكري محاصراً من 3 اتجاهات بقوات صنعاء التي يهددها في مؤتمره الصحفي ويدعوها لتسليم سلاحها والاستسلام للتحالف السعودي الإماراتي.

بن عزيز في مؤتمر صحفي عقده اليوم الإثنين في مدينة مأرب وهي آخر منطقة تتواجد فيها قوات التحالف السعودي الإماراتي وحزب الإصلاح إضافة لمنطقة صغيرة جوار مدينة مأرب هي ما تبقى من هذه المحافظة التي سيطرت عليها قوات صنعاء على مدى العام الماضي، كان يجلس إلى جوار معمر الإرياني وزير الإعلام بحكومة هادي المنفية المقيم معظم وزرائها في الخارج، والذي كان قبل أيام قليلة يلتقط سلفي من هاتفه الشخصي مع مجموعة من القيادات العسكرية الموالية للتحالف في جبهة حرض الحدودية مع السعودية وذلك احتفالاً بسيطرة تلك القوات التابعة عملياً للجيش السعودي، على مناطق بسيطة من منطقة حرض، تلك التقدمات والصور التذكارية ومقاطع الفيديو التي بثها الإرياني بمحيط حرض لم تدم طويلاً إذ سرعان ما شنت قوات صنعاء هجوماً عنيفاً تمكنت من خلاله من استعادة السيطرة على كافة المناطق التي سيطرت عليها قوات التحالف بل زادت في تقدمها وسيطرت على مناطق جديدة على مقربة من الخط الحدودي الفاصل بين اليمن والسعودية غرباً.

لا يوجد سبب منطقي يدفع بالإرياني ورئيس الأركان بن عزيز لعقد مؤتمر صحفي، فكلاهما خرجا للتو من هزائم عسكرية متوالية على الأرض، فلا يكاد الإرياني مثلاً يخرج من فضيحة إعلامية إلا ووقع في أخرى، آخرها مثلاً الفضيحة المدوية التي وقع فيها أثناء استعراضه الإعلامي في جبهة حرض، حينها كان الإرياني يجري بث فيديو مباشر من هاتفه، كان يقف إلى جانب أحد القادة العسكريين التابعين لما يسمى “الشرعية” رغم أن بطائقهم العسكرية تحمل شعار وختم الجيش السعودي، كان حينها الإرياني يزعم أن تلك القوات تحقق تقدمات ميدانية كبيرة، كما زعم أن قوات صنعاء أصبحت محاصرة في بعض الجيوب داخل مدينة حرض، الفضيحة كانت في أنه وحين كان يتحدث بتلك المزاعم ظهر صوت أحد الجنود من على جهاز اللاسلكي الخاص بالاتصالات العسكرية، كان الجندي التابع للشرعية ينادي قائده الواقف إلى جوار الإرياني بعبارات “يافندم نحن محاصرون يا فندم، محاصرين لنا ساعات محاصرين”.

بالمثل أيضاً فإن بن عزيز لا يوجد سبب منطقي يدفعه لعقد مؤتمر صحفي، فالرجل الذي كان يهدد ويوعد باقتحام صنعاء وهو في تلك اللحظة كان يتحدث من داخل مدينة مأرب التي باتت قوات صنعاء تطوقها من ثلاثة اتجاهات، في نفس الساعة التي عقد فيها بن عزيز المؤتمر كان 3 من قياداته العسكرية أحدهم قائد أحد أهم الألوية التابعة له قد وصلوا صنعاء وكانوا يصرحون في قنوات الإعلام التابعة لصنعاء معلنين انشقاقهم عن التحالف وعن قوات هادي وانضمامهم لقوات صنعاء، فبماذا يتباهى ويتفاخر بن عزيز؟.

بالإشارة إلى الانشقاقات العسكرية لدى “الشرعية والتحالف” بصفوف القادة، استقبلت قيادات عسكرية تابعة لقوات صنعاء اليوم 3 من قيادات قوات هادي الموالية للتحالف معلنين انشقاقهم عن التحالف وعودتهم وانضمامهم لقوات صنعاء، القادة الثلاثة هم العميد محمد يوسف الخضمي قائد اللواء الثاني عروبة في مأرب والعقيد يونس فيصل الزايدي مساعد قائد اللواء السادس حرس حدود وقائد قطاع الأزهور في جبهة رازح شمال محافظة صعدة، والمقدم بكر الخضمي قائد كتيبة المهام في اللواء 63 مشاة في جبهة باقم شمال صعدة.

القادة الثلاثة دعوا زملاءهم ممن لا يزالون يقاتلون بصف التحالف السعودي الإماراتي إلى الاستفادة من قرار العفو العام الصادر عن القيادة السياسية التابعة لصنعاء وهو القرار الذي فتح المجال أمام من يقاتلون مع التحالف من القادة أو الأفراد إلى الانشقاق عن التحالف والانسحاب من المعارك والعودة إلى صنعاء، خصوصاً في ظل انكشاف حقائق ودوافع تدخل التحالف السعودي الإماراتي العسكري في اليمن والتي هدفت بالدرجة الأساسية إلى بسط السيطرة العسكرية على المناطق الاستراتيجية في اليمن كما هو حاصل منذ سنوات في جنوب البلاد.

قد يعجبك ايضا