واشنطن بوست: إسرائيل والتحالف يضغطان على واشنطن لإعادة تصنيف أنصار الله بقائمة الإرهاب وأغلبية ساحقة بالرفض
خاص – المساء برس|
كشفت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية نقلاً عن مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى عن أن المسؤولين في وزارة الخارجية الأمريكية والمؤسسة الأمريكية للتنمية الدولية رفضوا بأغلبية ساحقة دعوات كل من إسرائيل والسعودية والإمارات لإعادة تصنيف أنصار الله في اليمن من قبل الولايات المتحدة كمنظمة إرهابية.
وقالت الصحيفة إنه في إحدى الهجمات الأخيرة على الإمارات من قبل اليمن، لقي ثلاثة أشخاص مصرعهم في هجوم بطائرات من دون طيار يمنية استهدفت مطار أبوظبي ومنطقة صناعية في العاصمة الإماراتية، وأضافت “وفي هجوم آخر، أجبرت الصواريخ الباليستية التي أطلقت من اليمن أفراداً أمريكيين في قاعدة الظفرة الجوية في أبوظبي للاحتماء في الملاجئ واستخدام دفاعات باتريوت الجوية”.
وأضافت الصحيفة إنه ومنذ تلك الهجمات، أجرى المسؤولون الأمريكيون مناقشات حول استخدام إعادة تصنيف أنصار الله من جديد كخيار واحد لمواجهة هذه التهديدات، ونقلت عن من أسمتهم “أفراداً مطلعين على المناقشات تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة المداولات الداخلية”، قولهم بأنه وفي الوقت الذي عارض فيه مسؤولون في وزارة الخارجية ووكالة التنمية الدولية بأغلبية ساحقة مثل هذه الخطوة، فقد أيدها مسؤولون كبار في مجلس الأمن القومي.
ونقلت الواشنطن بوست في تقرير لها رصده وترجمه حصرياً “المساء برس” إن المسؤولين الذين تحدثوا إليها قالوا إن هناك خطوات بديلة لإعادة التصنيف من جديد وهي على سبيل المثال “تسمية مسؤولين حوثيين بأنهم إرهابيون عالميون على أن يتم تحديدهم بشكل خاص وفرض عقوبات عليهم”.
ونقلت الصحيفة الأمريكية إن كل من الحكومات السعودية والإماراتية والإسرائيلية من بين الحكومات التي دعت لإعادة التصنيف، مضيفة إن هذه الدول تعمل مع جماعات الضغط والاتصال في محاولة منها لحشد الدعم في الكابيتول هيل وإدارة بايدن، بحسب ما نقلته الصحيفة عن مساعدين في الكونجرس وموظفين دبلوماسيين، وهو ما يدل على أن أبوظبي والرياض تدفع الأموال من أجل دفع جماعات الضغط والمسؤولين الأمريكان لتأييد إعادة التصنيف.
وكشفت الصحيفة إن الحكومة الإماراتية تجمع توقيعات من مشرعين أمريكيين – من المحتمل أن تكون قد قدمت لهم أموالاً لإغرائهم – وخبراء خارجيين لإدانة الهجمات على الإمارات وللقول بأن إعادة تصنيف أنصار الله بقوائم الإرهاب لن يحدث أي تفاقم في المشاكل الإنسانية.
ونقلت الصحيفة عن بيتر ساليسبري، كبير المحللين لشؤون اليمن في مجموعة الأزمات الدولية قوله، إنه “لا يوجد أي دليل على أن التصنيف سيؤثر على قدرة الحوثيين، الذين انخرطوا في حرب مع تحالف تقوده السعودية منذ عام 2015 ويسيطرون الآن على جزء كبير من اليمن، لشن الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة التي جعلت منها تهديداً إقليمياً”.
وقال ساليسبري إن إدارة الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن تركت الخيارات الجيدة للتعامل مع الوضع في اليمن وعادت لتنظر في الخيارات السيئة، مرجئاً ذلك إلى كون إدارة بايدن تنظر إلى حلفائها الإقليميين وتستمع لبعض الدوائر السياسية في واشنطن.
وأعادت الصحيفة الأمريكية التذكير بتحذيرات المنظمات الإنسانية من إعادة تجديد التصنيف، مشيرة إلى تأثير تصنيف إدارة ترامب قصير الأجل كان دليلاً على أنه سيعاقب اليمنيين العاديين، في إشارة إلى أن إدارة بايدن ستقع في نفس الخطأ والجريمة التي وقعت فيها إدارة ترامب قبيل ساعات من مغادرته البيت الأبيض.
ونقلت الواشنطن بوست عن سكوت بول، كبير مديري السياسات الإنسانية في منظمة أوكسفام بأمريكا، قوله إن “واردات المواد الغذائية انخفضت بشكل حاد إلى اليمن حتى قبل أن تعلن إدارة ترامب تخصيصها في يناير 2021. وقال إن المستوردين ألغوا عقودًا لضروريات أساسية مثل الأدوية ، وأن البنوك المحلية تستعد للانقطاع. بعلاقاتهم مع أقرانهم الأجانب”.
وأضاف بول: “التعيينات قبل عام تُظهر لنا بالضبط ما سيحدث إذا سلكت إدارة بايدن هذا الطريق”. “نحن نعلم أن النتائج ستكون مدمرة لليمنيين”.
كما نقلت الصحيفة عن مسؤولي المنظمات الإغاثية في اليمن قولهم إن “الآثار المترتبة على تصنيف الحوثيين أكبر بكثير من تلك الخاصة بالجماعات المسلحة الأخرى، لأن الحوثيين يعملون كحكومة يمنية في مساحات شاسعة من البلاد ، مما يعني أن الشركات الخاصة ومجموعات الإغاثة يجب أن تتفاعل معهم للقيام بعملهم”.