حراك دبلوماسي على مستوى عالي لإنقاذ الإمارات من ورطتها باليمن وكبير مفاوضي صنعاء يلتقي غروندبيرغ

خاص – المساء برس|

التحركات الدبلوماسية الأخيرة التي ترجمتها تواصلات واتصالات على مستوى عالي في المنطقة بشأن الإمارات، تأتي في سياق إخراج الإمارات من ورطتها وغرقها في مستنقع الحرب على اليمن عبر إعادة مشاركتها وبقوة في الحرب على البلاد بعد أن كانت قد أعلنت في السنوات الماضية انسحابها من اليمن.

ويبدو أن الإمارات التي لم تكن تتوقع أن ترد صنعاء على كل من أبظبي ودبي بهجمات عسكرية بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة وبهذه الوتيرة المتسارعة والضربات القوية التي كبدت الإمارات ما يقارب من 10 مليار دولار هي إجمالي ما خسرته منذ تنفيذ صنعاء المرحلة الأولى من عمليات إعصار اليمن وحتى اللحظة قبل أقل من ثلاثة أسابيع، يبدو أنها الآن تبحث عن وساطات وتسعى لفتح خطوط اتصال مع صنعاء أملاً في وقف الهجمات عليها نظراً لكون أبوظبي ودبي لا يمكنهما تحمل المزيد من هذه الهجمات التي قد تطيح بالبلاد اقتصادياً في ظل وجود قطر والسعودية المنافسين الإقليميين للإمارات واللذين بدا من تغطيتهما الإعلامية لما تعرضت له الإمارات ارتياحهما لهذه الهجمات والتي – من وجهة نظر الدوحة والرياض – ستدفع بالمستثمرين والشركات الأجنبية إلى الانتقال من الإمارات إلى هذين البلدين المجاورين.

التحرك الإماراتي لوقف الهجمات عليها من اليمن بدا واضحاً من خلال الاتصالات بين كبار الدبلوماسيين الإيرانيين مع الإماراتيين، آخرها اتصال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان بنظيره الإماراتي عبدالله بن زايد مساء أمس الأربعاء حيث أبلغ عبداللهيان الإمارات بأن “استمرار الحرب في اليمن ليس في مصلحة أيِّ طرفٍ”.

وحسب بيانٌ لوزارة الخارجية الإيرانية فإن عبداللهيان قال “نعتقد أنَّ استمرار الحرب وانتشار رقعة الاشتباكات والخلافات ليسا في مصلحة أيٍّ من الطرفين، ولا من مصلحة المنطقة”، كما شدَّد على أن “وجود الكيان الصهيوني في المنطقة هو تهديدٌ لجميع الدول وللمنطقة”، مشدّداً على أنَّه”يجب بذل الجهود لمنع أيِّ موطئِ قدمٍ لمسبّبي الأزمات في المنطقة”.

في سياق يبدو متصلاً مع الحراك الدبلوماسي الدولي للتهدئة بين صنعاء وأبوظبي، وافق كبير المفاوضيين اليمنيين عن حكومة صنعاء محمد عبدالسلام على اللقاء بالمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبيرغ وهو اللقاء الأول الذي يحدث بين الرجلين منذ تعيين الأخير مبعوثاً أممياً لليمن في أغسطس العام الماضي بعد أن كانت صنعاء قد قررت وقف التعامل مع المبعوثين الأمميين بسبب دور الأمم المتحدة المماطل في التعاطي مع الملف اليمني وعدم الجدية الأممية في وقف الحرب على اليمن عبر عدم ممارسة المنظمة الدولية ومجلس الأمن أي ضغوط على التحالف السعودي الإماراتي المدعوم بشكل مباشر أمريكياً وبريطانياً.

وقال عبدالسلام في تغريدة على حسابه بتويتر “التقينا صباح اليوم بالمبعوث الاممي الى اليمن / هانس غروندبيرج ناقشنا خلال اللقاء الوضع الانساني المتفاقم في اليمن وأهمية رفع الحصار المفروض على الشعب اليمني وصولا الى وقف العدوان ومعالجة اثاره والاسراع في تحريك ملف الاسرى والمفقودين”.

إلى ذلك أكد وزير الخارجية الإيراني عبداللهيان في اتصال بنظيره العراقي، فؤاد حسين، اليوم الخميس، على ضرورة بذل الجهود من أجل وقف الحرب في اليمن.

ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء (إرنا) عن الدائرة الإعلامية بوزارة الخارجية، القول: إن “الوزيرين الإيراني والعراقي استعرضا في هذا الاتصال، التوترات الإقليمية الراهنة بما في ذلك الحرب اليمنية، وأكدا على ضرورة إيقاف هذه الحرب التي تسببت في زعزعة الاستقرار على صعيد المنطقة”.

قد يعجبك ايضا