مقدمة لاعتراف دولي بحكومة صنعاء.. وكالات الأنباء العالمية على رأسها رويترز تلغي مصطلح “المتمردين الحوثيين”
ترجمة خاصة – المساء برس|
سلطت وسائل إعلام غربية الضوء على تغيير الوكالات العالمية الإخبارية على رأسها وكالة رويترز لتسمية أنصار الله في اليمن بـ”المتمردين الحوثيين” جملة وتفصيلاً في كل تغطياتها الإعلامية، بعد أن ظلت هذه الوكالات تستخدم مصطلح “المتمردين المدعومين من إيران” منذ بداية الحرب على اليمن ما تسبب في تضليل الرأي العام العالمي عن حقيقة ما يحدث في اليمن.
وقال تقرير لموقع ميدل ايست مونيتور، “بعد عدة سنوات من التواجد في طليعة تغطية وسائل الإعلام الغربية الرئيسية للحرب على اليمن، ووصفها بأنها بين التحالف الذي تقوده السعودية و “المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران”، يبدو أن وكالة رويترز للأنباء توقفت عن استخدام هذه العبارة، بل وتوقف عن الإشارة إلى الحوثيين بـ “المتمردين” جملة وتفصيلاً”.
وقال الموقع إنه وباستثناء بعض التعليقات التوضيحية للصور المستخدمة في المواد الإعلامية عن اليمن، كانت آخر مرة استخدمت فيها وكالة الأنباء رويترز لعبارة “المتمردين الحوثيين” في موادها الإخبارية وتقاريرها كان قبل أكثر من شهر، ومنذ ذلك الحين أصبحت وكالة رويترز تسمي أنصار الله في اليمن بـ”حركة الحوثيين” المتحالفة مع إيران (رسمياً أنصار الله).
تقرير ميدل ايست مونيتور أكد أن وكالة رويترز ليست وحدها من وكالات الأنباء العالمية الشهيرة التي اتخذت هذا الإجراء وبدأت تغيير مصطلحاتها تجاه أنصار الله في اليمن، حيث أكد التقرير إن عدداً كبيراً من المواقع والوكالات الإخبارية بدأت هذا الميل بما في ذلك وكالة أسيوشيتد برس الأمريكية الرسمية، إلا أن التقرير ركز على وكالة رويترز لكونها تضخ وتغذي معظم الوكالات العالمية بالأخبار الحصرية وبالتالي سيكون ذلك مؤثراً على هذه الوكالات وعلى تغيير طبيعة تغطيتها وتعاطيها مع ما يحدث في اليمن.
وقال التقرير إنه هذه الخطوة في التعديل التحريري “الطفيف” قد لا تبدوا بقدر كبير من الأهمية عند البعض، إلا أنها تعد خطوة مهمة للأمام وتدفع المجتمع الدولي لإدراك وفهم طبيعة الحرب في اليمن، مؤكداً أن هذا التوجه قد يكون إيماءة ومؤشر على خطوة قادمة تتمثل في الاعتراف الدولي بحكومة الإنقاذ الوطني في صنعاء والتي كانت بحكم الواقع الحكومة الثورية لمعظم المناطق المكتظة بالسكان شمال البلاد منذ إنشائها عام 2016.
21
سبتمبر 2014 هو الثورة الحقيقية الشعبية الوحيدة في المنطقة العربية بعد الربيع العربي
تحت هذا العنوان، قال تقرير “ميدل ايست مونيتور” إن الإطاحة بهادي وسلطته في صنعاء في 21 سبتمبر 2014 محلياً وشعبياً كان ثورة شعبية فعلية، مؤكداً أن هذه الثورة كان السبب في إشعالها إخفاقات ما يسمى بالمبادرة الخليجية حيث كان الرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي بمثابة رئيس مؤقت لمدة عامين تم انتخابه في انتخابات صورية لم يترشح فيها أحد غيره، مضيفاً بأن من “أسباب الإطاحة بهادي والخروج بثورة شعبية هو قراره المصيري الذي اتخذه بخصوص قطع الدعم عن الوقود وهو القرار الذي اتحد ضده الحوثيون والمعارضون الآخرون في احتجاجات حاشدة، كانت هذه هي في الواقع الثورة الحقيقية الوحيدة في المنطقة فيما يتعلق بالاضطرابات السياسية التي أعقبت الربيع العربي”.
وقال تقرير ميدل ايست مونيتور إن الحقيقة التي مفادها أن “القوات المسلحة اليمنية تقاتل التحالف الذي تقوده السعودية وقواتها المرتزقة والمليشيات المتباينة على الأرض” أكد التقرير أن هذه الحقيقة يتم التغاضي عنها في كثير من الأحيان أو حذفها من تقارير وكالات الأنباء التي تميل إلى تبسيط الصراع على أنه صراع بين السعودية ضد جماعة معارضة تدعمها إيران، وهذا يجعل من المستهلك العادي لهذه التقارير يتصور تفسيراً خاطئاً عن حقيقة الصراع في اليمن لأن المستهلك العادي لا يبحث عن تحليل سياسي متعمق، وهذه التغطية الإعلامية على هذا الشكل – إخفاء الواقع السياسي الحقيقي – كانت جزءاً رئيسياً في إطالة أمد الصراع.
وأضاف التقرير “مر شهر واحد فقط منذ أن أسقطت رويترز مصطلح “المتمردين الحوثيين” وما زالت الأيام الأولى، لكن هناك احتمال أن يتكرر وقف هذه الرواية غير المفيدة وغير الدقيقة في مواقع إخبارية ومنظمات دولية أخرى. أدت الهجمات الانتقامية الأخيرة ضد الإمارات العربية المتحدة الشريكة في التحالف – وهي مركز عالمي مهم، من قبل القوات المسلحة اليمنية المتحالفة مع الحوثيين، إلى إعادة انتباه العالم إلى الحركة وقدراتها العسكرية المتطورة بشكل متزايد. من الواضح أنه يتم أخذها على محمل الجد، مع تحذيرات أخرى من معرض دبي إكسبو يمكن استهدافها إذا واصل الإماراتيون جهودهم الحربية ضد اليمن، والتي تشمل احتلال سقطرى ودعم المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي. من الناحية الاستراتيجية، وفي تصعيد كبير للحوثيين، تدعم الإمارات أيضًا قوات لواء العمالقة الهائلة التي تقوض تقدم الحوثيين في مدينة مأرب، آخر معقل موالي لهادي في الشمال”.
واختتمت ميدل ايست مونيتور تقريرها بالقول”تقاتل معظم القوات المسلحة اليمنية مع الحوثيين ضد معتدين أجانب وسط استمرار جرائم الحرب والأزمة الإنسانية، ولهذا فقد أصبح من الضروري أكثر من أي وقت مضى أن يكون العالم أكثر إطلاعًا وفاعلية. على الأقل الحصول على فكرة أفضل عن الصراع. إن إلغاء فكرة أن هذه حرب ضد مجموعة من المتمردين هو بداية في الاتجاه الصحيح، وإن كان قد طال انتظاره”.