تقرير إيطالي: انتكاسة للاستراتيجية الإماراتية باليمن.. وشعور إماراتي متنامي بخطر كبير
ترجمة خاصة – المساء برس|
قال المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية إن الإماراتيين زاد إدراكهم لتعرض بلادهم للمخاطر بشكل كبير عقب الهجومين العنيفين اللذين استهدفا الإمارات في غضون أسبوع واحد من قبل اليمنيين.
وكشف تقرير معهد الدراسات السياسية الإيطالي المقرب من دوائر صنع القرار في روما عن أن القيادة الإماراتية فجأة بدأوا يدركون مدى صعوبة تحقيق التوازن بين الأمن القومي والطموحات الإقليمية، مشيراً إن الإمارات الآن تقف في عين العاصفة، وذلك لعدم إدراكها مسبقاً أن استمرار دعمها للعناصر المسلحة التابعة لها في الجنوب سيكلفها الكثير وسيعود عليها بنتائج سلبية تهدد أمنها القومي وهو ما حدث وتُرجم مؤخراً من خلال الهجومين المتعاقبين من اليمن على كل من دبي وأبوظبي.
واعتبر التقرير السياسي الإيطالي إن الإمارات مؤخراً بدأت تعتبر أن معركة مأرب هي شأن إماراتي أيضاً وذلك من واقع خشية أبوظبي في أن تتمكن قوات صنعاء من استعادة السيطرة على محافظة مأرب وبالتالي تمكنها من اختراق الجنوب، مضيفاً إن الإمارات تعتبر الجنوب هو دائرة نفوذ لها في اليمن ولهذا “أصبحت مأرب شأناً إماراتياً أيضاً” من وجهة نظر الإماراتيين.
وأضاف التقرير إن الإمارات سعت لتحقيق هدفين من خلال نشر قوات العمالقة الجنوبية السلفية التي أنشأتها سابقاً، في شبوة، هما: الهدف الأول إظهار الولاء للسعودية التي تقاتل أيضاً في مأرب لمنع قوات صنعاء من الوصول إلى النفط الذي قد يمكنهم من تجاوز الحصار المفروض على اليمنيين من قبل التحالف ومنع وصول المشتقات النفطية إليهم، الإمارات إذاً تهدف لإظهار الولاء للسعودية بدفع قوات تتحكم بها للقتال في مناطق مأرب التي يفترض بأنها تقع ضمن دائرة نفوذ السعودية وسيطرتها خاصة وأن السعودية هي التي وفرت الغطاء الجوي لقوات العمالقة ما يعني أن الإمارات قدمت هذه القوات للعمل والقتال تحت قيادة السعودية وهو أسلوب من أساليب التعبير عن إظهار الولاء.
أما الهدف الثاني من دفع الإمارات للعمالقة للقتال شمال شبوة وجنوب مأرب هو بحسب التقرير الإيطالي “حماية مصالح الإمارات الاستراتيجية في جنوب اليمن ومن ذلك مثلاً الحفاظ على سيطرتها المباشرة وغير المباشرة على السواحل والجزر والموانئ وأنابيب الطاقة والمحطات القريبة من مضيق باب المندب وبحر العرب، حيث تخضع هذه المناطق حتى الآن لسيطرة الإمارات والقوات المدعومة منها في أحسن الأحوال”.
إسرائيل وجبهة البحر الأحمر
وتحت عنوان: “جبهة البحر الأحمر” سرد التقرير الإيطالي إن الهجوم الأخير على الإمارات ليس الأول، مشيراً إلى مصادرة القوات البحرية اليمنية التابعة لحكومة صنعاء لسفينة الشحن الإماراتية “روابي” المحملة بمعدات عسكرية بعد دخولها المياه الإقليمية اليمنية دون إذن من قوات صنعاء، يقول التقرير إن السفينة لا تزال محتجزة مع طاقمها الـ11 شخصاً لدى صنعاء، مضيفاً إن “الأمن البحري يشكل مصدر قلق لإسرائيل التي قامت الإمارات بتطبيع العلاقات معها رسمياً في 2020 عبر ما سمي باتفاقات أبراهام، في المقابل هدد الحوثيون مراراً بضرب إسرائيل”.
ولفت التقرير إلى المناورات البحرية التي أجرتها كلاً من الإمارات وإسرائيل وأمريكا والبحرين نهاية 2021 في البحر الأحمر، واصفاً هذه المناورات بأنها غير مسبوقة، وأضاف “بعد الهجوم الأول على أبوظبي كتب رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت: نحن على استعداد لتقديم الدعم الأمني والاستخباراتي للإمارات”.
سيناريو كابوس ينتظر الإمارات
قال التقرير إن “التوتر المتزايد” وليس “التصعيد المباشر” هو السيناريو الأكثر احتمالاً على المدى القصير إلى المتوسط، مستشهداً بتحذيرات القيادة العسكرية لقوات صنعاء لسكان الإمارات والشركات الأجنبية والمستثمرين من الابتعاد عن المنشآت الحيوية ومغادرة المستثمرين الأجانب والشركات للإمارات لأنها أصبحت بلداً غير آمن، وقال التقرير بإنه ورغم تصريح الإمارات بأنها تحتفظ بحق الرد إلا أن الإماراتيين ليس لديهم مصلحة في التصعيد في الوقت الحالي، فدبي تستضيف أيضاً معرض إكسبو، وأضاف التقرير بأن الإماراتيين لا يفترض بهم أن يخاطروا بإحلاق المزيد من الضرر ببلادهم التي تعد مركزاً آمناً وعالمياً للتجارة والسياحة.
كما أكد التقرير السياسي الإيطالي إن الإماراتيين يدركون بأن الولايات المتحدة لن تتسرع في الدفاع عنهم، مستشهداً من عدم وجود رد فعل أمريكي بعد الهجوم الذي وقع على أرامكو في سبتمبر 2019، رغم ذلك يبدو أن التقرير الإيطالي أغفل أن التصعيد الأخير في اليمن جاء بحسب توجيهات وقيادة أمريكية مباشرة.