الصراع الروسي الأمريكي له تأثيره وارتباطه بمنطقتنا العربية
خاص – المساء برس|
يتعين على المحللين السياسيين في المنطقة العربية أن يدركوا جيداً لأبعاد ومفاعيل الصراع القائم بين أمريكا وحلفائها من جهة وروسيا ومحيطها الإقليمي الموالي لها من جهة مقابلة، وذلك ضروري لكون هذا الصراع يمتد إلى منطقتنا العربية عوضاً عن أن منطقتنا العربية هي منطقة نفوذ واحتلال أمريكي مباشر وغير مباشر ولكي تحافظ أمريكا على هذا النفوذ والاحتلال لمنطقتنا العربية فإن عليها القتال بقوة لضمان تبعية أوروبا لها ولسياساتها.
إن على المحللين السياسيين العرب إدراك أن السيطرة على الشرق الأوسط والتي تشمل (البحر الأبيض المتوسط وتركيا وإيران والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين المحتلة وقناة السويس ومصر واليونان) السيطرة على هذه المنطقة يتطلب السيطرة على أوروبا وهذا هو ما تقوم عليه الاستراتيجية الأمريكية منذ عقود.
مع تعاظم القوة الروسية وعودتها من جديد إلى الساحة العالمية بعد أن شهدت خمولاً وانهيار الاتحاد السوفييتي خلال الحرب الباردة وما تلى ذلك من انحسار وانكفاء روسي، شعرت الولايات المتحدة بالخطر من أن تعاظم النفوذ والقوة الروسية من جديد يهدد هيمنتها على العالم خاصة وأن التنامي الروسي يتزامن مع تنامي قوي ومتسارع للصين اقتصادياً.
تعتمد واشنطن بشكل أساسي في حربها ضد روسيا على دول ما يسمى بحلف الناتو وهي دول حلف شمال الأطلسي تضم أمريكا وعدداً كبيراً من دول أوروبا الموالية والمتحالفة مع أمريكا وبعض دول أوروبا لم تعد فقط حليفة لأمريكا بل أصبحت تابعة لها تبعية عمياء كما هو الحال مع بعض الدول العربية كالسعودية والإمارات وقطر ومصر والأردن وغيرها.
تنامي القدرات الروسية وتعاظم الاقتصاد الصيني تزامن مع ضعف الولايات المتحدة وبدء تراجعها في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، هذا التراجع جعل من الدول الأوروبية المتحالفة مع أمريكا أن تبدأ بالتقارب تدريجياً مع روسيا، أمريكا ولكي تمنع هذا التقارب ولكي تضمن استمرار تبعية الدول الأوروبية لها قامت بحركة استفزازية ضد روسيا في أوكرانيا التي تعد بوابة روسيا إلى أوروبا، تمثلت هذه الحركة بتعزيز قدرات الجيش الأوكراني، وطبعاً هذه الخطوة مستفزة جداً لروسيا وهذا ما كانت تريده الولايات المتحدة وهو استفزاز روسيا ودفعها لاتخاذ ردة فعل تجاه أوكرانيا، والهدف من ذلك أمريكياً هو إعادة تعزيز نفوذ واشنطن وهيمنتها على دول حلف الناتو لكي تدفعها للمزيد من الالتزام بسياسة العداء ضد روسيا واستمرار تبني هذه الدول السياسة الأمريكية العدائية تجاه روسيا والدول الحليفة لها.