عمليات “إعصار اليمن” الرسائل لواشنطن.. وأبوظبي تعترف لصنعاء باتصالات مباشرة
خاص – المساء برس|
عقب الهجوم الأول الأسبوع الماضي الذي استهدف عدة أهداف عسكرية واقتصادية وحساسة داخل الإمارات وشملت كلاً من أبوظبي العاصمة ودبي العصب الاقتصادي الرئيسي للإمارات، سارعت أبوظبي إلى إجراء اتصالاتها مع صنعاء على أعلى مستوى، هذا حسب التسريبات التي وصلت لـ”المساء برس” قبل يومين من الآن من مصادر موثوقة.
تقول التسريبات إن أبوظبي سارعت إلى التواصل بصنعاء لاستيضاح سبب تنفيذها الهجوم على أبوظبي ودبي بهذه القوة، وتخلل ضمن الحديث أيضاً الدور الإماراتي في التصعيد العسكري برياً في كل من شبوة ومأرب وجوياً في المدن الآهلة والمكتظة بالسكان، وقد حاولت الإمارات التبرير لهذا التصعيد ومحاولة إخراج نفسها وإسقاط المسؤولية عنها بالقول إنها تعرضت لضغوط قوية أمريكية حيث طُلب منها التصعيد العسكري في اليمن، وبحسب الاتصالات فإن أبوظبي أكدت لصنعاء خلال تلك الاتصالات بأنها لم تكن ترغب في التصعيد وأنها اضطرت لذلك بعد ما تعرضت له من ضغوط أمريكية.
اتصالات أبوظبي بصنعاء تضمنت أيضاً بحث تهدئة الوضع والتخفيف من وطأة الهجوم الذي تعرضت له كلاً من دبي وأبوظبي، وتؤكد التسريبات أن الاتصالات الأولى مع صنعاء كانت بعد الهجوم مباشرة وقبيل إعلان الطرفين (أبوظبي وصنعاء) بياناتهما الرسمية بشأن الهجوم، حيث تؤكد المعلومات الواردة بأن أبوظبي تفاوضت مع صنعاء على طبيعة الإعلان رسمياً عن الهجوم ما قد يتضمنه من معلومات، ولكون صنعاء أرادت من تنفيذ الهجوم الأول أن يكون بمثابة قرصة أذن للإمارات فقط، فقد عملت صنعاء على التخفيف من وطأة الهجوم وعدم كشف تفاصيله إعلامياً ولهذا لم تعلن صنعاء في بيانها الرسمي بشأن الهجوم الأول بأن من بين الأهداف التي ضربتها كانت قاعدة الضفرة التي تتواجد بها قوات أمريكية بعدد 3800 جندي وضابط ووحدة رئيسية من القوات الجوية الأمريكية ولم يتم الكشف عن أن الهجمات الأسبوع الماضي شملت أهدافاً أمريكية عسكرية داخل الإمارات إلا من خلال مواقع إخبارية أمريكية هي من كشفت حقيقة الأمر لتضطر بعدها واشنطن للاعتراف بأن الهجمات استهدفت القاعدة العسكرية لها في أبوظبي وتعترف أيضاً بأن قواتها اتجهت للملاجئ أثناء الهجوم الذي استهدف القاعدة بصواريخ باليستية.
قاعدة الضفرة بالإمارات توجد فيها 3800 جندي أمريكي، كما توجد فيها الفرقة الجوية الأمريكية 380، وسرب الاستطلاع 99 المسؤول عن توفير المعلومات الاستطلاعية والاستخبارية الحرجة لأعلى مستويات القيادة الأمريكية، وتضم القاعدة الأمريكية أكثر من 60 طائرة أمريكية متنوعة بين طائرات استطلاع وأخرى مخصصة للتزود بالوقود وسرب من مقاتلات F15 وF22 وتعد القاعدة العسكرية الوحيدة خارج أمريكا والتي تضم هذه الأنواع المتطورة من الطائرات الحربية، كما أن ثلث طائرات القاعدة الأمريكية بالضفرة مخصصة لعمليات التجسس والمراقبة في كل من أفغانستان واليمن والعراق وسوريا.
بعد أسبوع من الهجوم على الإمارات الأسبوع الماضي نفذت قوات صنعاء هجوماً آخر هذه المرة شملت العملية أهدافاً داخل السعودية أيضاً إلى جانب الأهداف الحساسة داخل الإمارات، عقب الهجوم صرح كبير المفاوضين اليمنيين عن صنعاء، محمد عبدالسلام، بأن “التصعيد الإماراتي في اليمن أتى بدفع أمريكي وصهيوني” وهو ما يؤكد أن الإمارات تعرضت لضغوط أمريكية للتصعيد في اليمن لم تستطع أبوظبي مقاومتها فما كان منها إلا أن استجابت لهذه الضغوط.
بدورها نفذت صنعاء عمليتها الثانية مركزة بدرجة أساسية على استهداف المواقع التي تتواجد فيها القوات الأمريكية داخل الإمارات والسعودية، وهو ما يكشف طبيعة الرسائل التي أرادت صنعاء إرسالها من عملية إعصار اليمن الثانية، فمن خلال الأهداف التي تم استهدافها في الإمارات نجد أن صنعاء تعمدت للمرة الثانية استهداف القاعدة العسكرية الجوية في منطقة الضفرة التي تبعد عدة كبلو مترات عن العاصمة أبوظبي والتي تتواجد داخلها أكبر قاعدة جوية أمريكية في المنطقة، وبالمثل أيضاً كان من بين الأهداف التي ضربتها صنعاء في إعصار اليمن 2 في السعودية أهدافاً داخل منطقة شرورة جنوب السعودية وهي المنطقة التي لا تبعد كثيراً عن القاعدة العسكرية الأمريكية جنوب المملكة.
الواضح من العملية الثانية لإعصار اليمن أن صنعاء تعمدت وقصدت أن يكون الهجوم موجه ضد القوات الأمريكية التي تقف على رأس التصعيد العسكري الجوي والبري في اليمن مؤخراً، وبما أن السعودية والإمارات مستمرتان في القبول بجعل بلديهما منطلقاً لقصف المدنيين في اليمن وتمويل المليشيات المسلحة والتنظيمات الإرهابية بحجة قتال الحوثيين فإن عليهما تحمل نتيجة هذا التصعيد العسكري وتحمل تبعات وفاتورة أن تجعل كلاً من الرياض وأبوظبي نفسيهما أدوات منفذة لأجندات أمريكية وإسرائيلية.