اعتراض الباليستيات اليمنية بانتقائية.. واشنطن تبدأ ابتزاز أبوظبي
خاص – المساء برس|
مع التعاطي الأمريكي مع ما حدث في الإمارات من هجوم بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة اليمنية التي استهدفت للمرة الثانية دولة الإمارات التي تتدخل عسكرياً في اليمن منذ مارس 2015، بدى من الواضح مساعي الولايات المتحدة الأمريكية ابتزاز الإمارات واستغلال تعرضها لهجمات من اليمن لتكرار نفس السيناريو الذي تمارسه مع السعودية من دفعها لتوقيع صفقات بيع أسلحة ومنظومات دفاعية وإجبارها على المزيد من دفع الأموال بذريعة حمايتها عبر تعزيز التواجد الأمريكي هناك وتعزيز عدد المشغلين لمنظومات الدفاع والرادارات داخل الإمارات من الموظفين الأمريكيين التابعين للبنتاغون.
وكان من بين الأهداف التي ضربتها قوات صنعاء في الإمارات، قاعدة الضفرة الجوية التي تتواجد فيها قوات أمريكية بدرجة أساسية وفرنسية بدرجة ثانية، ولم تعلن صنعاء حينها أنها استهدفت القاعدة الأمريكية في الإمارات في الأسبوع الماضي واكتفت بالإعلان فقط عن استهدافها الإمارات بخمسة صواريخ باليستية في أبوظبي وطائرات مسيرة استهدفت أهدافاً عدة داخل دبي من بينها مطار دبي الدولي، وقالت إنها استهدفت أهدافاً حساسة أخرى في كل من أبوظبي ودبي، غير أن مواقع أمريكية قالت إن قوات صنعاء استهدفت قاعدة الضفرة بصواريخ باليستية لتضطر الولايات المتحدة للاعتراف بأن القاعدة التي تتواجد فيها قواتها في الإمارات تعرضت للهجوم بصواريخ باليستية وقالت القيادة المركزية الأمريكية الوسطى في بيان حينها أنها تصدت لهذه الصواريخ الباليستية، وأن قواتها اختبأت في الملاجئ داخل القاعدة.
ويوم أمس تتعرض القاعدة الأمريكية في الإمارات للهجوم مرة ثانية بصواريخ باليستية لتأتي القيادة الأمريكية الوسطى للاعتراف بصحة الهجوم والادعاء بأنه لم يؤدي إلى وقوع أي أضرار مادية أو بشرية وأن القوات الأمريكية في القاعدة تعاملت مع الهجوم، معترفة أيضاً بأن قواتها اضطرت اختبأت في الملاجئ داخل القاعدة الأمريكية الواقعة بمحيط العاصمة الإماراتية أبوظبي لمدى نصف ساعة.
المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون، جون كيربي قال في تصريح أمس الإثنين إنهم يدرسون ما إذا كان الهجوم الصاروخي للقوات اليمنية الذي وقع على الإمارات الأسبوع الماضي كان موجهاً ضد القوات الأمريكية في قاعدة الضفرة، قائلاً إنهم يأخذون هذا الهجوم على محمل الجد.
التصريح الأمريكي يكشف مدى المساعي الأمريكية لابتزاز الإمارات، فطبيعة التصريح توحي بأن الأمريكان سيختلف تعاطيهم مع الهجوم على الإمارات باختلاف الأهداف المستهدفة، فالولايات المتحدة في تصريح متحدث البنتاغون الأخير تصرح علناً بأن تعاطيها مع الهجوم على الإمارات سيختلف بالنظر إلى طبية الهدف فإذا كانت قوات صنعاء كانت تقصد من استهداف قاعدة الضفرة هو استهداف القوات الأمريكية فسيكون للولايات المتحدة موقف معين فيما لن تتخذ واشنطن الموقف ذاته في حال كان الهجوم لا يستهدف قواتها بقاعدة الضفرة، وهذا بحد ذاته يكشف طبيعة التعاطي الانتقائي مع الإمارات التي يزعم الأمريكيون حمايتها، إذ يكشف هذا التوجه أن واشنطن لا تهتم لشأن الإمارات وما يهمها فقط هو التركيز على حماية جنودها فقط، وهذا ما ترجمه التعاطي الأمريكي عسكرياً مع الهجوم السابق على الإمارات حيث قالت واشنطن إنها تصدت للصواريخ التي استهدفت قاعدة الضفرة فيما لم تعترض الدفاعات الجوية الصواريخ التي استهدفت أبوظبي ودبي.