كاتب موالي للتحالف يتحدث عن مدينة “تعز الأوروبية” التي وعد بها ناطق التحالف اليوم
خاص – المساء برس|
في مقال للكاتب الصحفي الموالي للتحالف السعودي الإماراتي وحكومة هادي، كشف الكاتب عن حقيقة الوضع الذي تعيشه مدينة تعز وهي إحدى المدن التي تسيطر عليها الفصائل المسلحة الموالية للتحالف المسماة بـ”جيش الشرعية” الموالي للتحالف السعودي الإماراتي.
هذا الكاتب ورغم تعرضه للاعتقال من قبل قوات صنعاء بسبب تأييده للحرب على اليمن من قبل التحالف، ها هو اليوم يكشف حقيقة هذه الشرعية التي يريد التحالف إعادتها إلى اليمن لتعمم نموذج حكمها الفاشل في المناطق التي يسيطر عليها التحالف السعودي جنوب وشرق اليمن على باقي المحافظات اليمنية بما فيها العاصمة صنعاء.
الكاتب الصحفي “سامي نعمان” كتب مقالاً قبيل تصريحات ناطق التحالف تركي المالكي اليوم في شبوة جنوب اليمن، كتب هذا المقال قبل تصريحات المالكي بيوم واحد، غير أن ما ورد من حديث المالكي يجدر بنا إعادة نشر مقال الكاتب الصحفي نعمان باعتباره رداً جزئياً على ما قاله المالكي والذي بالغ في محاولته إغراء أبناء المحافظات الجنوبية لدفعهم للقتال مع التحالف من جديد في تصعيد جديد وبعد 7 سنوات من الحرب والحصار على اليمن لم يترك فيها التحالف مكاناً استراتيجياً في المناطق التي سيطر عليها إلا وقام باحتلاله وفرض وصايته وسيطرته عليه.
المالكي قال في تصريحاته جوار محافظ شبوة الموالي للإمارات عوض ابن الوزير العولقي إن اليمن ستكون ضمن أوروبا الجديدة في المنطقة، وهو بذلك يحاول تشبيه التحالف بأنه سيحول اليمن إلى دولة تشبه دول أوروبا، وقبل أقل من 7 سنوات من الآن ومع بداية احتلال الإمارات لمدينة عدن، قال التحالف بأن عدن ستصبح “دبي ثانية”، وها هي مدينة عدن اليوم أمام أعين أبناءها وأبناء الشعب اليمني أصبحت أسوأ ثاني مدينة يمنية بعد مدينة تعز التي يسيطر عليها التحالف وفصائله المسلحة التابعة لحزب الإصلاح.
في المقال الذي كتبه الكاتب الصحفي نعمان توصيف من وجهة نظره لمدينة تعز التي كانت عاصمة التحضر والثقافة في اليمن، توصيف نعمان للوضع في تعز يأتي بعد 7 سنوات من سيطرة التحالف على هذه المدينة، ولاستعراض نموذج التحالف الذي يريد أن يعممه في اليمن ككل تحت عنوان “استعادة الشرعية ومحاربة الحوثيين” يعيد “المساء برس” نشر المقال الذي عنونه كاتبه بـ”تعز.. سوق سوداء كبيرة لسلطة هادي ونائبه وحكومة معين”:
أصدق وزير عرّف تعز تعريفاً علميا وواقعياً كان وزير الدفاع حين وصفها بأنها قطاع منفصل، ليس عسكريا فقط فالجيش ربما يكون أكثر المتصلين لكن معيشياً وإداريا وسياسياً واقتصادياً وخدمياً..
للأسف حكومة معين عبدالملك وسلطة عبدربه منصور، تركت هذه المحافظة لأسوأ وأردأ سلطة إدارية وتنفيذية ومحلية وعسكرية وأمنية عرفت في تاريخ الدول المهترئة وليس الدول في وضعها شبه الطبيعي أو جمهوريات الموز..
يكتفون باتصالات فارغة من الرئيس ونائبه ورئيس الحكومة مع قيادات محلية وعسكرية رديئة هي جزء كبير من المشكلة، ويهرطقون بكلمات جوفاء عن الاهتمام بوضع المواطن وتحسين الوضع ومحاسبة المقصرين..
وحتى تلك الاتصالات ليست أكثر من كذبة روتينية تنشر على شكل خبر رسمي في وكالة سبأ، وربما إن فعلوا أغلقوا سماعة هواتفهم مع شتيمة جامعة للمحافظة كلها على طريقة هادي..
ما يحدث في تعز يُكرس بشكل منهجي كسياسة سلطة مهترئة وحكومة رخوة لا تعي مسؤولياتها..
تعز أضحت سوقاً سوداء كبيرة للسياسة والسلطة والحكومة والاقتصاد والفوضى والعربدة والجريمة والمشتقات النفطية برعاية سلطة هادي ونائبه ورعاية حكومة معين..
تعز، تختزل كل أمراض وأوجاع اليمن وأزماته وتعقيداته، إقطاعيات مناطقية وأسرية وشللية وعصابات مافيا وجريمة منظمة وعشوائية يفسدون ويتاجرون بكل شيء، كل ما يمكن أن يفكروا به ويجدون منه جدوى للنفع أو حتى للعبث والفرجة.
تفنن المخرج بالعبث، وكلما رأى العبث يزداد أكثر والبوصلة المناطقية فيما بين أبناء تعز تزداد ضراوة، والفوضى والعبث وغياب الدولة ينتشر أكثر كلما أدرك أن خطته تمشي أكثر مما هو متوقع في الاتجاه الصحيح.
كومة المسؤولين المتضخمين المتخمين في تعز محليين وعسكريين وأمنيين وتنفيذيين الذين عُين غالبيتهم خارج معايير الحضارة، يدركون كل شيء وكل أمراض ومشاكل المحافظة ويناقشون كل شيء من مشكلة اسطوانة الغاز إلى معركة التحرير ويقررون كل شيء بشكل نظري، لكن لا شيء ينفذ في أبسط مجالاته.. مجرد هراء تعزي يعرف بـ “بيع الهدرة”
تركوا تعز لأهلها الذين يثبتون بجدارة كل يوم أنهم أسوأ من حكموا أنفسهم في التاريخ، يمكن لمسؤول مدني أو عسكري أو أمني من تعز أن يكون مثالياً في أي وظيفة مركزية أو محلية في محافظة أخرى..
لكنه حين يعود هنا، يعتجن بفوضى وبعاسس وفساد ومماحكات بدائية، وينحاز للفوضى والهمجية أو يصمت عنها ويدجن بكل سمات الانفلات والتغاضي حتى غدت كل الجرائم والفساد والفوضى التعزية مجرد مماحكة وكراح ومزايدات تأخذ حقها من الغاغة التعزية المألوفة ثم تؤول إلى لا شيء.
أبناء تعز لا يصلحون لحكم أنفسهم، والسلطة المحلية والعسكرية والأمنية والتنفيذية لا تصلح لإدارة وحراسة عمارة متوسطة وتوفير خدماتها.. لا يوجد فيهم مسؤول يقوم بوظيفته في حدها الأدنى، وإن وجد فهو يضيع وسط كومة الفوضى والعبث والخراب القائمة.. تعز بحاجة إلى قيادات قوية من خارجها بعيدون كل البعد عن الممارسات الحزبية القروية الرديئة التي تحكمها.
لم يُهن التعزيون في تاريخهم كما هم عليه الآن حين حكمهم أبناء قراهم ومدينتهم، أهينوا في كل شي من اسطوانة الغاز ولتر البترول والطريق وقرص الخبز إلى مسألة حياتهم ومعركة التحرير وكرامتهم..
تعز تدمر وتنتهك وتغتصب وتمسخ فيها القيم والأخلاق وملامح الدولة عبر عصابات بغطاء السلطة وبرعاية مدهشة كريمة من سلطة عبدربه منصور هادي ونائبه علي محسن الأحمر وحكومة معين عبدالملك… لسان حالهم يقول اشغلوا “عارهم” بأنفسهم حتى لا يشغلونا في أرواحنا.