التحالف في شبوة.. جرائم ضد الإنسانية وحصار وتجويع وتغذية الصراعات القبلية.. ماذا فعل التحالف لشبوة؟
تقرير خاص – المساء برس|
مع دخول قوات طارق صالح المنضوية ضمن ألوية العمالقة إلى محافظة شبوة، شهدت منصات التواصل الاجتماعي تفاعلاً من قبل ناشطي المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات.
هلل وكبر ناشطوا الانتقالي بدخول قوات العمالقة – التي ينتمي معظم أفرادها إلى مناطق يافع – إلى شبوة وتحدث الناشطون بالانتقالي باسم أبناء شبوة بأنهم مستبشرين بسيطرة الإمارات على المحافظة الاستراتيجية والغنية بالنفط، منذ العام 2017 وحتى الآن، وهي الفترة التي ظلت فيها قوات التحالف مسيطرة على شبوة وغيرت فقط بين فترتي 2017 حتى 2019 أدواتها مستخدمة النخبة الشبوانية الموالية للإمارات ثم استلم الإصلاح المحافظة بمليشياته المسلحة الإخوانية التي ينخرط فيها مقاتلون من تنظيمي القاعدة وداعش منذ أغسطس 2019 وحتى الأسبوع المنصرم لتعود من جديد أدوات الإمارات للسيطرة على شبوة من جديد ولكن هذه المرة باستخدام ألوية العمالقة التي يقودها طارق صالح في الساحل الغربي والتي جرى نقلها إلى شبوة لمنع الانتقالي من المطالبة بإعادة النخبة الشبوانية للسيطرة على المحافظة.
طوال الفترة من 2017 وحتى الآن، ينبغي وضع جردة حساب لما فعله التحالف لأبناء شبوة منذ سيطرته على المحافظة وحتى الآن، وهل كان أبناء شبوة يعيشون بكل أمان واطمئنان في شبوة وكيف انعكست سيطرة التحالف في شبوة على أبنائها.
وفقاً للإحصائيات الرسمية الصادرة عن مكتب وزارة الصحة بشبوة، فقد قتلت وجرح طائرات التحالف بشكل مباشر 460 مواطناً من أبناء شبوة بينهم 17 طفلاً و34 امرأة.
يقول مدير مكتب الصحة بشبوة التابع لحكومة صنعاء “ارتكب التحالف في شبوة جرائم مروعة كنا نستقبل الشهداء والجرحى في المستشفيات بأشلائهم المتناثرة والمتفحمة الذين جرى استهدافهم إما في المنازل أو الطرقات وغيرهما”، مؤكداً أن التحالف قتل 235 شخصاً مدنياً منذ بداية الحرب من أبناء شبوة بينهم 9 أطفال و14 امرأة وجرح التحالف 225 شخصاً مدنياً بينهم 8 أطفال و20 امرأة”.
على مستوى الخدمات، طوال سيطرة التحالف السعودي الإماراتي على محافظة شبوة لم تشهد المحافظة استقراراً معيشياً، انهيار العملة بمناطق الشرعية وتدهور الوضع الاقتصادي ساهما في تدني مستوى المعيشة لدى المواطنين في شبوة.
رغم ما تمتلكه شبوة من ثروة نفطية، إلا أن أبناء شبوة لم يستفيدوا من هذه الثروة على الإطلاق، فمنذ 2017 وحتى أغسطس 2019 ظلت حقول النفط في شبوة مرهونة بيد الإمارات ومليشياتها المسلحة التي أنشأتها باسم “النخبة الشبوانية”، وحين سيطر الإصلاح على المحافظة تحولت تلك الثروة لصالح قيادات حزب الإصلاح الذين استغلوا تلك الثروة لبناء ثرواتهم واستثماراتهم في الخارج.
حتى الجانب الأمني في شبوة، لم يختلف عن غيره من مشاهد الوضع الأمني في المناطق الأخرى التي سيطر عليها التحالف في جنوب اليمن، ظلت الاغتيالات في كل مكان بشبوة، والصراعات القبلية التي كان التحالف يغذيها متعمداً ظلت قائمة ولم تختفِ، خلافاً للانتهاكات التي طالت أبناء القبائل في شبوة لدرجة أنهم تمنوا عودة سيطرة قوات صنعاء على محافظتهم بسبب ما شهدته المحافظة حينها من استقرار على الأقل في الجوانب الاقتصادية والمعيشية والأمنية.
النازحون من أبناء شبوة الذين بلغ عددهم 28 ألف شخص وهُجروا من قراهم ومنازلهم خوفاً من تعرضها للقصف والاستهداف خلافاً لتلك التي قصفت بطيران التحالف، كل هؤلاء لم يعد التحالف بناءً منزل واحد لهم على الرغم من مرور 5 أعوام من نزوحهم.
منذ سيطرة التحالف على محافظة شبوة سارعت القوات الإماراتية إلى احتلال منشأة بلحاف لمنع اليمن من تصدير الغاز المسال، والتي كان يمكن أن تمد خزينة حكومة المنفى بخمسة مليارات دولار سنوياً بما يسمح بإعادة وتحويل جزء من هذا المبلغ الكبير نسبياً إلى محافظة شبوة وتوزيعه بالتساوي على الخدمات الأساسية التي يحتاجها المواطنون في هذه المحافظة التي تفتقر إلى أبسط مقومات الخدمات الطبية خلافاً للخدمات الأخرى كتوفير المشتقات النفطية والغاز المنزلي والكهرباء والمياه وبقية الخدمات مثل الطرق والجسور، لكن شيئاً لم يحدث من ذلك في شبوة منذ سيطرة التحالف على المحافظة وحتى الآن، فما هو الذي قدمه التحالف السعودي الإماراتي لأبناء شبوة؟