يتطلب الإطاحة بالإصلاح.. مسار تفصيلي لمخطط التحالف لإعادة نظام عفاش للسلطة في الجنوب
تقرير خاص – المساء برس|
لم يعد خافياً على أحد أن الإمارات تنفذ أجندة أمريكية بريطانية هادفة لإعادة نظام عفاش في جنوب وشرق اليمن، وهو ما يتطلب معه الإطاحة بالإصلاح الذي تولى مقاليد السلطة بعد أحداث العام 2011 لتي أطاحت بنظام صالح وصعدت بالإخوان للسلطة.
العديد من القيادات المؤتمرية المتواجدة خارج اليمن لم تتخذ موقفاً مع أو ضد ما يحدث جنوب اليمن ولا زالت تتفرج على ما يحدث للإصلاح، على سبيل المثال أبو بكر القربي أحدهم وهناك العديد من القيادات الأخرى التي خرجت من اليمن وفضلت الصمت والهدوء وكأنها تنفذ مهمة بطلب من التحالف وهي الاحتجاب عن الأضواء والانكفاء عن المشهد السياسي، حتى يحين دورها كطرف ثالث يتم دعمه غربياً لتولي السلطة لإنهاء الحرب وتمكين هذا الطرف الثالث من السلطة بذريعة أنه بعيد عن الصراع ولم ينخرط فيه، وكمثال على ذلك أيضاً احمد علي عبدالله صالح الذي لم يتخذ موقفاً حتى من مقتل والده على أيدي قوات أمن صنعاء في أحداث ديسمبر 2017.
ونظراً لفشل واشنطن في القضاء على أنصار الله وحلفائهم فإن الأفضل للغرب للبقاء مهيمناً على المشهد السياسي في اليمن ومستفيداً من موقعه الاستراتيجي وتمكين حلفاء واشنطن في المنطقة ممثلين بالسعودية والإمارات وإسرائيل من الاستفادة من اليمن أيضاً كلاً بحسب مصالحه وأهدافه فإن المؤشرات تؤكد أن هناك خطة غربية يجري تنفيذها بهدوء تقضي باحتواء قوات صنعاء في المناطق التي تسيطر عليها وما التوجيه بانسحاب قوات طارق صالح من الساحل الغربي إلا محاولة غربية لإغراء صنعاء ومراضاتها بمنحها شريطاً ساحلياً ومنفذاً للبحر مقابل قبولها بعودة نظام عفاش إلى باقي المناطق اليمنية الجنوبية والشرقية.
المتتبع لمسار الأحداث يجد أن التحالف يطبخ على نار هادئة الإطاحة بالإصلاح من سلطة هادي التي يتخذها قفازاً لتدخله العسكري غير المشروع في اليمن، ليُحل محله أدواته القديمة ممثلة بجناح عفاش في حزب المؤتمر، نظراً لأن الرغبة الأمريكية تريد ذلك.
يقول عبدالناصر المودع وهو محلل سياسي موالي للشرعية، وكان أحد الأصوات المدافعة عن احتلال اليمن من قبل التحالف منذ بداية الحرب، يقول اليوم أنهم لم يكتشفوا أن للتحالف أجندات أخرى وأن ما هو واضح أن السعودية هي الدولة الوصية على اليمن بموافقة ضمنية من الدول الغربية الكبرى.
يقول المودع إن السعودية ومنذ تدخلها في اليمن مارست كل الإجراءات التي أدت إلى انتقاص اليمن من سيادته وأنها لم تساعد السلطة التي تدخلت من أجل إعادتها للحكم وأنها لم تسمح للمؤسسات العامة لدعم هذه السلطة وذهبت في اتجاه آخر تمثل بدعم الجماعات المسلحة غير النظامية والتمزيقية والانفصالية وسلمتهم منذ البداية مدينة عدن، وبالتالي فإن المشروع بدأت يتكشف بشكل واضح بأن الهدف ليس يمن مستقر ودولة ذات سيادة ولكن دولة تبقى تحت الوصاية ومجزأة ومفككة.
بدأ التحالف بمدينة عدن، التي سيطر عليها ومنع عودة هادي إليها ليبقي وصايته على اليمن وعلى القرار السياسي والسيادي، ومن ثم أطاح التحالف بالإصلاح من السيطرة على عدن وسلمها للمجلس الانتقالي الجنوبي الذي يقوده عيدروس الزبيدي والذي هو عضو المؤتمر الشعبي العام بالمناسبة، ثم ذهب إلى سقطرى البعيدة عن أي أحداث عسكرية والتي لم يصل إليها مقاتلوا قوات صنعاء، وفتحت السعودية الباب أمام الإمارات للسيطرة على المحافظة كلياً وخروجها من سيطرة ما تسمى “الشرعية” وتسليمها للإمارات وأدواتها المحلية، وفي الساحل الغربي ذهب التحالف للسيطرة على الشريط الساحلي من جنوب مدينة الحديدة وصولاً إلى باب المندب، وسلمت المنطقة لطارق صالح أحد أركان نظام عفاش ونجل شقيقه، وفي تعز تمت الإطاحة بالإصلاح منذ أن أجبر التحالف حمود سعيد المخلافي على مغادرة المدينة ونفيه إلى تركيا غير أن الحزب ظل متمسكاً بتعز باعتبارها حاضنة له ولكوادره، والآن في شبوة ها هو التحالف يطيح بالإصلاح منها وهو الذي تعرضت قواته للقصف بطيران التحالف نهاية 2019 حين حاولت الدخول إلى عدن واستعادة السيطرة عليها على اعتبار أن عدن من حصة الانتقالي وشبوة من حصة الإصلاح، فلماذا اليوم يطيح التحالف بأدواته الطيعة من شبوة ويسلمها لخصومه؟، الإجابة على هذا التساؤل تثبت صحة تمرير مخطط التحالف السعودي الإماراتي تدريجياً وبهدوء حتى تحقيقه بالكامل حتى وإن أخذ ذلك وقتاً طويلاً، فمحمد بن سلمان قال في مقابلة تلفزيونية “نحن لسنا مستعجلين على إنهاء الحرب في اليمن”.