الانتقالي يلمح لضرورة تجاوز المرجعيات التي تتمسك بها الشرعية لعدم منطقيتها واستحالة تنفيذها
عدن – المساء برس|
ألمح المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات إلى تغيير موقفه من المرجعيات التي تتمسك بها ما تسمى “الشرعية” للسلام في اليمن، معبراً عن استيائه من موقف المجتمع الدولي الذي لا توجد لديه رغبة حقيقية وجدية في تحقيق السلام في اليمن.
وقال نائب رئيس الدائرة الإعلامية للانتقالي، منصور صالح، إن “تحقيق السلام يحتاج إلى موقف دولي جريء يستجيب لتطلعات الجنوب ويدعمه في استعادة دولته،”، حسب تعبيره، مؤكداً أن “جهود المجتمع الدولي لتحقيق السلام في اليمن ينقصها عامل الجدية لفرض السلام فالجهود التي بذلت خلال العام 2021 لم تختلف عن جهود الأعوام السابقة” التي انتهت بالفشل بسبب محاولة القوى الغربية تجزئة الحل في اليمن بهدف الإبقاء على السيطرة الخارجية على بعض الأجزاء من اليمن وجعل بعض المناطق والملفات خارج السيادة اليمنية.
وفي تلميح إلى رغبة الانتقالي بإلغاء ما تتمسك به الشرعية والتحالف السعودي للحل في اليمن من مرجعيات، قال صالح إن على المجتمع الدولي فرض السلام على جميع الأطراف وإجبارها على الجلوس لطاولة مفاوضات عبر مقترحات وحلول منطقية وواقعية قابلة للتنفيذ” في إشارة إلى عدم منطقية وقابلية تنفيذ بنود القرار 2216 الصادر عن مجلس الأمن الدولي في 2015 والتي أصبح من المستحيل تنفيذها بالنظر إلى تغير موازين القوى وهزيمة التحالف السعودي الإماراتي في هذه الحرب.
وأضاف القيادي بالمجلس الانتقالي إن الجهود الأممية والدولية لإحلال السلام عززت من موقف صنعاء ومنحتها المزيد من القوة، مؤكداً أن العام 2021 شهد بعضاً من الانفتاح الدولي نحو قضية الجنوب وأهمها لقاءات عيدروس الزبيدي رئيس المجلس مع ممثلي الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن والمبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندركينج، كما أكد على أن الوصول إلى تحقيق سلام حقيقي وحلول منصفة يحتاج إلى “موقف دولي جريء يستوعب الواقع ويستجيب لتطلعات شعب الجنوب ويدعمها في استعادة دولته وما دون ذلك ستظل هذه الجهود مجرد إضاعة للوقت وإطالة لأمد الحرب”.
في هذا السياق اعتبر مراقبون إن المجلس الانتقالي الجنوبي يشهد انقساماً وتخبطاً في مواقفه وسياساته، فمن تصريحات نائب رئيس إعلامية الانتقالي يتضح أن هناك انقساماً وتناقضاً داخل توجه المجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً فيما يتعلق بالقضية الجنوبية واستعادة الجنوب عبر الانفصال، ففي الوقت الذي يطالب فيه الانتقالي المجتمع الدولي بدعمه لتحقيق الانفصال في اليمن باسم استعادة دولة الجنوب، يذهب المجلس المدعوم الخاضع لإملاءات أبوظبي للتحالف مع رموز النظام السابق الذي انتهك الجنوب بحروبه العسكرية والاقتصادية منذ العام 1994 وحتى اليوم، الأمر الذي جعل من الانتقالي يبدو في نظر الشارع الجنوبي متخلياً عن القضية الجنوبية والشعارات التي رفعها منذ تأسيسه لحشد الجنوبيين لصفه، بل والأكثر من ذلك أن الانتقالي تنكر لكل جهود ونضالات قيادات الحراك الجنوبي السلمي ضد نظام عفاش وأصبح الانتقالي أبرز خصوم هذه المكونات الجنوبية الأصيلة التي حملت على عاتقها الدفاع عن الجنوب وعن حقوقه وثرواته المنهوبة من قبل نظام عفاش وحلفائه في السلطة من حزب الإصلاح.