مخاوف للانتقالي من تهميشه مستقبلاً مقابل عودة أبناء صالح للسلطة من بوابة التحالف والجنوب
خاص – المساء برس|
يتخوف الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات من إمكانية إزاحته من المشهد السياسي مستقبلاً، بل وصلت مخاوف الانتقالي من أن يتم استبعاده حتى من المشاورات السياسية المقبلة التي تسعى الأمم المتحدة لعقدها بين الأطراف اليمنية المتحاربة من جهة والتحالف من جهة مقابلة أيضاً.
مخاوف الانتقالي تنبع وفق مراقبين من التطورات على المشهد السياسي في اليمن جنوباً وفي المنطقة عموماً والتي تقود إلى أن الإمارات التي صنعت المجلس الجنوبي كذراع سياسي لنفوذها وسيطرتها في الجنوب وشكلت له قوات كأدوات عسكرية للحفاظ على نفوذها، بدأت بتهميش المجلس والاهتمام بتصعيد تيار “قديم جديد” موالي لها يبدو أنه أكثر ولاءاً وطاعة وإخلاصاً للإمارات أكثر من الانتقالي نفسه، ألا وهو تيار عفاش ومؤتمر الخارج التابع لأبوظبي.
هذه المخاوف دفعت الانتقالي إلى إبداء اعتراضه على أي تجاهل له في مستقبل الحياة السياسية في اليمن، بدا ذلك واضحاً من خلال تصريحات رئيس مركز دعم صناعة القرار بالانتقالي، خالد با مدهف، والذي أكد على ضرورة تمثيل الانتقالي في المفاوضات المرتقبة استناداً إلى الاعتراف بنديته في الجنوب والذي تمثل باتفاق الرياض الذي جعل منه شريكاً في السلطة الموالية للتحالف وهو ما يعتبره الانتقالي اعترافاً إقليمياً ودولياً بوجوده.
با مدهف قال في اللقاء التشاوري الذي عقده الانتقالي تحت شعار “اتفاق الرياض بين الواقع والطموح” في مدينة عدن، قال إن “حراك المجلس الانتقالي على الأرض جعل من اللازم دعوته ليكون طرفاً على طاولة المفاوضات للاتفاق”.
وهناك تغيرات إقليمية رفعت من مخاوف الانتقالي من استبعاده مستقبلاً في الحياة السياسية وهو التقارب بين الإمارات وتركيا من جهة والإمارات وإيران من جهة أخرى وهو ما يعني تخلي الإمارات عن الانتقالي بمقابل تطبيع الأوضاع مع تركيا التي تقف خلف دعم الإخوان المسلمين في اليمن الأمر الذي قد ينعكس على الوضع في الجنوب، إضافة إلى إعادة الإمارات لتيار عفاش والمؤتمر التابع لها للسلطة في الجنوب وهو ما يعني عودة نظام 7/7 للسلطة الأمر الذي يعني أن ذلك سيكون بالتأكيد على حساب الانتقالي الذي يمني نفسه بحكم الجنوب مستنداً في ذلك لدعم الإمارات والسعودية له سابقاً، وفي سبيل ذلك قدم الانتقالي أكثر من مرة نفسه كأداة طيعة للتحالف لاعتماده كبديل عن الإصلاح و”الشرعية” المنفية، لكن هذا الواقع لا يبدو أنه سيبقى وضعاً دائماً للانتقالي في ظل توسع رقعة نفوذ المؤتمر الموالي لأبوظبي في الجنوب مع انحسار تأثير الانتقالي وشعبيته بسبب انبطاحه للتحالف أكثر من اللازم.